كم من المقالات والتقارير الصحفية التي نشرت خلال السنوات الماضية عن المصريين في الخارج وكيفية الإستفادة منهم وإفادة الوطن .
كم من الأخبار والتحقيقات الصحفية التي سلطت الضوء علي معاناة ومشاكل المصريين في الغربة ، وكم من التقارير التي نقلت استغاثات أبناءنا في الخارج .. ولا حياة لمن تنادي.
في كل دول العالم يعتبر المغتربين كنزا لدولهم ، ليس من المنظور الضيق الذي يتبادر الي الأذهان وهو ” الفرخة اللي تبيض ذهبا ” ولكن من منظور أشمل وهو الإستفادة ليس فقط باستثماراتهم ولا تحويلاتهم ، ولكن أيضا بعقولهم وأفكارهم وخبراتهم أيضا .
والسؤال هل استفادت مصر من الطيور المهاجرة .. هل قامت حكومة مصرية واحدة علي مر التاريخ بطرح ملف المصريين بالخارج علي طاولة النقاش ” بحق وحقيق ” والجلوس معهم والإستماع الي افكارهم وما يمكن أن يفيدون به الوطن .. لم يحدث ؟ ولن نسامح تلك الأفواه العفنة التي ترد بقولها المكذوب وتشير الي إقامة مؤتمر هنا أو هناك ، أو اجتماع لزوم الشو الإعلامي ، أو زيارات مسئول هدفها الظهور .. والنتيجة المعتادة والمعروفة .. فشل كل هذه المؤتمرات والندوات والزيارات في تحقيق الهدف الأساسي وهي كيف يمكن أن نستفيد من ثرواتنا وطيورنا المهاجرة التي تمد يدها للوطن ولكن القائمين عليه علي مر السنين – سامحهم الله – تقاعسوا وأهملوا وأفسدوا علاقة المغتربين بالوطن الأم .
لم يتبقي لنا غير السيد الرئيس نناشده أن يتصدي بنفسه وليس بوكيل أو وزير لهذا الملف الخطير والذي اذا ما استخدم علي الوجه الصحيح سيفتح أبواب الخير لمصر .
نناشد السيد الرئيس أن يتبني دعوة لكل رجال الأعمال والمستثمرين والعلماء المصريين ( المنسيين ) بالخارج لإجتماع مع سيادته ليطرح كل منهم أفكاره وما يمكن أن يساهم به في إعادة بناء وطنه ، ونظنهم لن يتأخرون في تلبية هذه الدعوة الكريمة .. بشرط .. بشرط .. بشرط .. أن تكون من الرئيس شخصيا وبدون وسيط ، فمثل هؤلاء الوسطاء أصحاب مصالح شخصية في تفشيل كل مبادرة أو سعي للم الشمل أو إعادة الطيور المهاجرة لحضن الوطن لغرض في نفس يعقوب ، ولا أريد أن أذهب بخيالي بعيدا وأقول أن هناك مخطط يشترك فيه البعض للحيلولة دون استفادة مصر من علمائها ومستثمريها المقيمين بالخارج والسعي لوضع العراقيل أمامهم دون تحقيق هذا التواصل وهو ما نشاهده الآن علي ارض الواقع.
إهمال ملف المصريين بالخارج .. جريمة مستمرة تدفع مصر كلها ثمنها غاليا .. من أولادها .. وأموالها .. هي جريمة نعتبرها خيانة عظمي في حق وطن تم تجريده من مواطنيه .. وفي حق مواطنين تم حرمانهم من خدمة وطنهم .
سيادة الرئيس نعلم مدي حبكم لبلدكم .. وأنكم تبذلون كل ما في وسعكم لرفعة وطنكم .. والمصريين بالخارج يحتاجون اليكم ليس لمكسب شخصي ولا لمغنم فقد حققوا بالخارج احلامهم وطموحاتهم وثرواتهم وعز عليهم أن يشاهدوا الوطن يتألم وهم في صفوف المتفرجين بعد أن تم تحييدهم عن عمد .
وأنتم يا سيادة الرئيس وحدكم من يستطيع قلب الطاولة علي الطابور الخامس أعداء النجاح وعمل التواصل المفقود بين الوطن والمواطن عاشق تراب مصر .
اللهم بلغت .. اللهم فاشهد