يتم تقدير و وصف مصطلح الدولة القوية على اسس كثيرة ..
منها أنها الدولة التى تتعرض للأزمات القوية سواء كانت الأزمات الطبيعية أو الأزمات المفتعلة لكى تخرج من أزمتها أقوى .. و فى هذه الحالة يتم تقييم قدرات ومقدرات شعب هذه الدولة و يتم قياس مدى تضحياته و قدرته على عبور المصاعب والتكاتف الشعبي ..
فاذا كانت الأزمة طبيعية فيتم التناول من وجه النظر الدولية من اتجاه قدرات حكومة الدولة و ادارتها على الأستعداد والتجهيز لتخطى هذه الأزمة قبل حدوثها و الآثار المترتبة على الأزمة بعد الحدث ..
أما اذا كانت الازمة مفتعلة فأن التقييم يتم فى أطار أوسع يتم من خلاله وضع المنظومة الشعبية والنسيج المكون للدولة إلى جانب الأستعداد والقوة الاستراتيجية لمكونات ادارة الدولة و اتخاذ القرار فبالتالى يكون للتكاتف والوعى الشعبي للدولة درجة موازية لتقييم الدولة نفسها فى الدور والقدرة على استيعاب الأزمة المفتعلة والقدرة تخطيها …
إلى جانب أمور أخرى كثيرة يتم حسابها ليس مجال للنقاش فيها ولكن يعلمها جيدا كل درس دبلومة أدارة الازمات ….
بشكل عام … مصطلح ” تحدى التحدى ” الذى نخوض اليوم كشعب مصر فى تحقيقة على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية من حصار أرهابى لمصر من كافة المحاور وهو بالطبع ليس صدفة ..
وعلى صعيد محاولات بث الفتن وذرائع الوقيعة مع بعض دول الجوار العربية الأشقاء من جهات أجنبية وأحيانا بمعاونة جهات عربية … كما ان مصر التى تخوض حرب الوجود الأقتصادى وهو من أخطر وأصعب التحديات التى تواجه الدول الكبرى وخاصة أن الظروف والأمور العصيبة التى تعرضت لها مصر على مدار نحو ست سنوات منذ أحداث يناير 2011 كانت كفيلة بسقوط أكبر الدول قدرة على ادارة ومواجهه الأزمات .
ومن هنا سألتقط هذا الطرف من المصاعب لأتوقف عند سلاح مهم جدا للمصريين وهو الارادة الشعبية والطبيعة المجتمعية لمصر وجيش مصر العظيم وهى أسلحة غير متوفرة بهذا التوافق فى أكبر دول العالم فعلا ..
فلمصر حائط صد متمثل فى الجيش الشعبى الأجتماعى الذى يواجه التحديات الخارجية لتحويل أو محاولات اختراق الأيدلوجيات الداخلية له بشكل مستميت من أعداء للوطن ينظرون لخطوات مصر الأيجابية بنظرة الفزع والترقب الحذر و هذا العدو يسعى بكل ما يمتلك من مال و علاقات أقليمية لتقييد مصر و كافة المحاولات الممكنة لمجرد تعطيل قطار التنمية الذى يحمل عنوان ” تحدى التحدى ” ..
فأن المصريين اليوم فى درجة متقدمة أفضل كثيرا من ذى قبل وخاصة فى مجال الوعى وادراك مخاطر و مقتضيات الامن القومى اللازمة للمحافظة على بقاء الدولة أو كما يطلق عليها الخطوط الأمامية للدفاع عن الوجود والبقاء .. فكان ذلك أحد اهم أسباب افشال الكثير من مخططات اهل الشر التى يتم الأعتكاف يوميا فى بيت الشيطان لدراسة الخطوات السريعه والضربات القوية التى توجهها مصر لأهل الشر و اعوانهم على كافة الأصعدة و على كل المحاور .
مصر التى قررت منذ 30 يونيو 2013 ان تخوض التجربة بقوة .. تجربة بناء الدولة مع المحافظة على الأسس والقواعد الأصلية والعمل على صناعة كيان جديد يضع مصر فى درجة تقييم أعلى من كبريات الدول التى تعرضت لنفس الأزمات من قبل ولكن لم تتشابة الظروف المحيطة وخاصة فى مراحل التحولات الأقتصادية لنفس الدول مع الظروف التى تخوض فيها مصر تجربتها القوية الرائدة ..
ويعتمد رهان الأدارة السياسية المصرية على قوة الجبهة الشعبية و الوعى والالتزام الذى تتمتع به الشخصية المصرية الفريدة .. وهى الشخصية التى تعرضت لأقصى درجات الصمود والتحدى عبر العصور .
واليوم يخوض المواطن المصرى نفس المرحلة ولكن فى أقصى وأصعب درجاتها و أشرسها على الاطلاق على مر تاريخ مصر القديم والحديث .. فكل ما سبق من تحديات تعرضت لها مصر كان لا يحمل كلا الأتجاهين من التحديات الداخلية والخارجية بأعلى درجات القسوة التى نراها اليوم من أعداء مصر كما ذكرت من قبل .
مرحلة ” تحدى التحدى ” تجربة جريئة خاضتها مصر وسط دهاليز الأشواك و بين مؤامرات خارجية و داخلية غير مسبوقة .. تجربة قوية تعتمد على الوعى والصبر والتحمل وترشيد الأستهلاك لأقصى أقصى الحدود لكل فئات الشعب وطبقاته ..
تجربة سأكتب هنا و أوثق هذه اللحظة التى أنا فيها على يقين أن مصر ستعبرها بأذن الله و رعايتة لمصر التى ذكرها فى كتابة الكريم بان ” ادخلوا مصر أن شاء الله آمنين ” وفى مواضع أخرى .. أثق بأن شعب مصر العظيم المتكاتف دائما فى اقصى درجات الأزمات السابقة سيكون فى هذه الظروف القوية التى يضعها العدو كوسيلة منه لتقييد حركة مصر الأقتصادية والتنموية . ولكن ارادة الله لشعب مصر ستكون بأذن الله أقوى .
تحية لشعب عظيم هو اول شعب على الكرة الأرضية منذ نشأة الكون ..
تحية لشعب سيخوض الصراع الكبير حول الوجود ليضع اسم مصر بين مصاف الامم الكبرى فى اقرب وقت …
ولتظل راية مصر هى منارة السلام والقوة و رمز للصمود و ” تحدى التحدى ” ..
#عاشت_مصر