بقلم – عمر حشيش
فى ظل استمرار الغزل الصريح بين إدارة أوباما وطهران، نجد الرئيس المصرى يقول بمنتهى الوضوح والصراحة ويؤكد مجدداً على أن «أمن الخليج من أمن مصر»، فى رسالة واضحة على أن الخليج العربى خط أحمر لدى مصر، رافضا كل التدخلات الإيرانية السافرة بمنطقة الخليج.
كما أعلن الرئيس تحمل مصر مسئوليتها تجاه أمن واستقرار القارة الأفريقية بحكم أنها تتولى حالياً رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقى، وحرصها على تعميق التعاون بين الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة. فبرغم كل ما زرعته قوى الشر من عبث وفتن بمصر والشرق الأوسط إلا أن مصر صامدة كما يقول الرئيس السيسى بالأمم المتحدة «مصر ترفض أى تدخلات أجنبية بالمنطقة».
جميع الأطراف الدولية طلبت من الرئيس السيسى أن تمارس مصر دوراً أكبر فى المرحلة الحالية والقادمة بالتعاون مع روسيا وأمريكا ليس فيما يخص سوريا وحدها
قناعتنا أنه لا شىء سيمر فى المنطقة إلا عبر بوابة مصر.. فمصر هى ممر أساسى لأى قضية إقليمية.
السياسة المصرية الآن تتمتع بأعلى درجات القبول من جميع الأطراف بصرف النظر عن بعض المناكفة هنا أو هناك.. وهذا لا يمثل اعترافاً ولكنه تعامل مع الواقع الذى نجحت من خلاله السياسة المصرية أن تعرف نفسها فضلا عن قناعة غربية بأن الوزن النسبى لدول عربية وإقليمية فى المنطقة يتراجع بسبب أوضاعها الداخلية.
الحجة القوية والرؤية المصرية الثاقبة فيما يتعلق بمواجهة خطر الإرهاب ظهرت جلية فى اجتماعات العام الحالى وهو ما منح كلمة الرئيس السيسى قوة دفع إضافية. فقد سبق للرئيس أن وجه تحذيرات من موجة إرهاب ستمتد إلى كافة أرجاء الكرة الأرضية نتيجة التقاعس عن مواجهة أصول التهديدات واستغلال الجماعات الإرهابية فى لعبة أممية لا طائل من ورائها. عندما ضرب الإرهاب أوروبا فى الشهور الماضية وبعنف فى مدن كبرى تبدلت نظرة دول أوروبية كانت تناصب ثورة30 يونيو خصومة غير مفهومة إلا أن المصريين وقائدهم أثبتوا للعالم أن ما جرى من خروج ضد جماعة إرهابية تقود تيار العنف والتطرف فى الشرق الأوسط هو عين العقل ولب الحقيقة.
الرئيس أكد أيضا أن ظاهرة الإرهاب بما تمثله من اعتداء على الحق فى الحياة أصبحت خطراً دامغاً على السلم والأمن الدوليين فى ظل تهديد الإرهاب لكيان الدولة لمصلحة أيديولوجيات متطرفة تتخذ الدين ستاراً للقيام بأعمال وحشية والعبث بمقدرات الشعوب الأمر الذى يستلزم تعاوناً دولياً وإقليمياً كثيفاً.
حرصت مصرعلى التأكيد أن التصدى للإرهاب لن يحقق غايته إلا عبر التعامل مع جذور الإرهاب والمواجهة الحازمة للتنظيمات الإرهابية والعمل على التصدى للأيديولوجيات المتطرفة المؤسسة للإرهاب ومروجيها.
الأمريكيين لا تعنيهم أبداً دماءٌ مسفوكة، طالما كانت غير أمريكية، لا تعنيهم أبداً حقوقٌ مهدرة ما دام أصحابها غير أمريكيين، لا تعنيهم أبداً إبادةٌ ولا جرائمُ حرب ولا جرائمُ ضد الإنسانية ما دامت لا تمس دماءا أمريكية، وما دامت بعيدة عن مصالحهم، ولا تمثل أيَّ خطر عليهم. قد يعنيهم ذلك فى حالة واحدة فقط، عندما يريدون أن يتخلصوا من حاكمٍ يمثل خطراً عليهم لتجاوزه الحدود التى لا يسمحون لأحد بتخطيها.
عندئذ يستخدمون تلك الكروت، ليس دفاعاً عن الإنسانية، بل كوسيلة للتخلص منه، واستبداله بمن هو أسوأ منه، حتى تظل مصالحهم فى أمان.
عندما ينادى الأمريكيون بالديمقراطية؛ فإنهم يفعلون ذلك حتى يأتون بحكام ظاهرهم الوطنية والحرص على نهضة البلاد وانتشالها من الفقر والاستبداد، وباطنهم العمالة والدونية وحرصهم على أن تبقى البلاد كما هى مصدراً للمواد الخام التى تحتاجها مصانعُهم، والنفط الخام الذى يديرها، وممراً برياً وبحرياً وجوياً لمنتجاتهم.. وقبل ذلك كله، كى تعيشَ إسرائيلُ آمنةً مطمئنةً.
يمكننا أن نفهم ونستوعب ردود الأفعال العنيفة التى نراها عقب كل نجاح تحرزه مصر على المستويين الإقليمى والدولى، ويمكننا أن نفهم سبب إطلاق أجهزة مخابرات دول بعينها لعملائها كى يتطاولوا على مصر ورئيسها، سواء فى شكل افتتاحيات صحف أو مقالات يكتبها من فاحت روائحهم الكريهة
هم يريدوننا أن ننسى كل ذلك وأن نغرق في صراعاتنا وتصبح المشكلة بيننا وليست معهم!!
“سنقتص من كل من قتل أو حرض أو دبر أو برر أو دعم أو استحسَن
والله الذي لا إله إلا هو، لن تكون مهانة و لن يكونوا”.
مصر مثل طائر العنقاء الأسطوري الذي يُبعث من تحت الرماد ، ويعود من خلف الغيوم ليسطع اسمها من جديد ويزلزل الأرض تحت أقدام العبيد …
“شروط بقائنا” بقيت بأيدنا مش بايد واشنطن ولا لندن ولا اى قوى اخرى
القياده الوطنيةالمصرية المخلصة تصيغ بحكمة وثبات معادلات الامن القومي.المصرى ، وسط جحيم من الجدل ولهيب من التعقيد والتربص