بقلم الدكتور – محمد حسن كامل
مما لا شك فيه ان الحج يمثل الركن الخامس والاخير من اركان الاسلام وهو المنحة الالهية للتوبة والمغفرة فيكفيك حجا مبرورا لتغتسل من ذنوبك وتنقي صفحتك فقد قال المصطفي عليه الصلاة والسلام (الحج المبرور ليس له جزاءا الا الجنة ) وفي حديث أخر (من حج البيت ولم يرفس ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه) من اجل ذلك كانت الدعوة الي الحج للمصالحة مع الله والمجتمع والنفس وكما ذكرت في مقالي محمد صلي الله عليه وسلم والمثلث المتساوي الاضلاع ان الانسان يتعامل في حياته مع لله والنفس والمجتمع وان الرسول عليه الصلاة والسلام هو خير من حقق لغة السلام مع الله والسلام مع النفس والسلام مع الحياة وقد لقي محمد ربه راضيا مرضيا اذن الحج دعوة للسلام فلا يصح لك ان تحج دون المصالحة مع الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه وكذلك مع المجتمع فلا بد ان تصالح اهلك وعشيرتك وتسدد دينك ان كنت مدين وان تقصد بيت الله بعد مصالحة الكل وكذلك مصالحة النفس والالتزام بالخلق الحسن والصبر علي الطاعات والسرعة الي ابواب التوبة والمغفرة
الحج مؤتمر السلام الاكبر يحتاج شحذ الهمم والطاقات للهجرة الي الله ورسوله
الحج السند الاعظم لتلك العقيدة الاسلامية الراسخة ومن اجل ذلك قال الحق تبارك وتعالي ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق)
وتامل اخي المسلم قوله تعالي (واذن) والاذان اعلام واعلان وتنتهي الاية بقوله تعالي ( من كل فج عميق) وكأن القران يضع تصورا لنزوح الحجيج من كل حدب وصوب وتحققت تلك النبؤة في عصرنا هذا الملايين تقصد مكة المكرمة من كل اطراف الارض بكل الالوان واللغات وكلهم علي كلمة سواء لبيك اللهم ما لبيك لبيك لا شريك لك لبيك لقد غطي الاذان للصلاة الان كل اطراف العالم باختلاف خطوط الطول والعرض والمسافات والازمنة
وموخرا اثبت العلماء تحقق النسبة الذهبية في موقع الكعبة المكرمة باعجاز مذهل تنحني العقول والهامات سجودا لله رب العالمين
فرض الحج علي الامة في العام التاسع من الهجرة وقد حج رسول الله صلي الله عليه وسلم مرة واحدة وهي حجة الوداع ويكفيه ذلك وهو الذي غفر له من ذنبه ما تقدم وما تأخر
للحج شروط ا وهي الاسلام العقل الاستطاعة الحرية البلوغ والمحرم للمرأة
ومن شروط صحة الحج الاسلام والاحرام في الزمان والمكان والعقل وعدم الجماع وترك مبطلات الحج
والحج ثلاثة انواع
الافراد وهو نية الحج فقط والمفرد يستمر في احرامه حتي ينتهي من الحج
والمتمتع وهو بنية العمرة اولا اي يحرم من بلده بنية العمرة وبعد اداءها يتحلل من احرامه منتظرا للحج
والمقرن وهو نية الحج والعمرة معا
وعلي المتمتع والقارن الهدي اي ذبح فان لم يجد فعليه صوم 3 ايام في الحج و7 ايام بعد العودة الي اهله
احرام الرجل قطعتين من القماش الابيض لا مخيط فيهما وهو اشبه بالكفن فانت قد ارتديت كفنك ترك اموالك واحسابك وانسالك واهلك مقدما نفسك قربانا لله تبارك وتعالي والاحرام لايفرق بين غني ولا فقير الناس كلهم سواء امام الحق تبارك وتعالي عبيد جاءوا ليصبحوا عباد والانتقال بين الياء في عبيد والاف في عباد فهم عبيد بالقهر والذل يرجون رحمة الله وبعد الحج يصبحون عباد بالحب وهي درجة الانتقال من الادني الي الاعلي
والحج لحظات سرمدية روحية تنقلك الي عالم الفناء لله في قصة اسماعيل الذبيح وابراهيم الخليل وسعي هاجر بين الصفا والمروة وتفجر بئر زمزم ورفع قواعد اول بيت بني للناس و هزيمة ابرهة الحبشي الذي اراد ان يهدم الكعبة وقصة الفيل التي تمثل رمز القوة في كل العصور وتحّنث محمدٌ في غار حراء ونزول الوحي والدعوة للاسلام في مكة والهجرة للمدينة وفتح مكة وحجة الوداع ولقاء رسول االله ربه راضيا مرضيا
ذكر لفظ الحج 7 مرات في القران الكريم موافقا لعدد مرات الطواف والسعي بي الصفا والمروة
الحج عودة الي الحياة التي رسمها القران
عودة للطهر والنقاء والفطرة ولاسيما بعد الرحمة والمغفرة
والمتامل لطواف الحجاج حول الكعبة يري مشهدا عجبا
الكعبة تتشابة مع نواة الذرة التي تحمل شحنات موجبة ولكن باعداد ما لا نهاية لها والحجاج يتشابهون بالاليكترونات السالبة التي تدور حول النواة الموجبة وطواف الحجاج حول الكعبة الموجبة يجعلهم ان يفقدوا شحناتهم السالبة والتي تمثل ذنوبهم فيحدث الاختزال بين الشحنات الموجبة في الكعبة وبين الشحنات السالبة في الحجاج فيخرج الحاج من ذنوبة فيرجع كما ولدته امه
الامر الذي يجعلني ان اطرح سؤالا هل يمكن لاصاحب نوبل في الكمياء ان يتخيلوا تلك الذرة الكبري كم فيها من شحنات موجبة تختزل الشحنات السالبة لضيوف الرحمن من العام التاسع من الهجرة حتي الان؟
يا اخواني كم تدفعون لمحو ذنوبكم؟
الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة
عفا الله عني وعنكم اجمعين
وجعلنا من ضيوف بيته
اللهم امين