السبت, 6 يوليو, 2024 , 8:15 ص

مرور أكثر من نصف قرن على اكتشاف «أقمار جاليليو»

أرشيفية

أرشيفية

تقرير- عابد البنا 

مرت 505 عام على اكتشاف عالم الفزياء جاليليو جاليلى مجموعة أقمار تدور حول كوكب المشترى في يناير 1610، التى تعرف باسم «أقمار جاليليو».
واستطاع عالم الفزياء جاليليو جاليلى بعد عام من اختراعه لمنظار من الرصاص عام 1609 أن يكتشف تلك الاقمار.

وتمكن عالم الفزياء من تكذيب الاعتقاد بأن الأرض مركز الكون، وأن باقى الكواكب والشمس تدور حول الأرض، وتأكيد أن الطريق اللبنى ليس مجرد سحابة من الضوء، إنما هو يتكون من عدد هائل من النجوم المنفصلة.

 

 جاليليو يخترع منظاراً من الرصاص

جاليليو يخترع منظاراً من الرصاص

جاليليو يخترع منظاراً من الرصاص

في عام 1609 بدأ جاليليو يصنع منظارا بوضع عدستين فى طرفى أنبوبة من الرصاص، وكان أفضل بكثير من الذى صنعه ليبرشى. بعد ذلك انكب جاليليو على منظاره يحسن من صناعته، وراح يبيع ما ينتج منه بيديه، وصنع المئات وأرسلها إلى مختلف بلاد أوروبا، وكان لنجاحه صداه فى جمهورية البندقية.
وفي تلك الأيام كان كل فرد يعتقد أن الأرض مركز الكون، وأن الشمس وغيرها من الكواكب تدور حولها، وأن القمر مسطح الشكل.
ولكن عندما نظر جاليليو من خلال عدسات منظاره لم يجد شيئا من هذا كله صحيحا،و رأى أن فى القمر مرتفعات، وأن الشمس تنتقل على محاورها، وأن كوكب المشترى له أقمار، مثلها مثل القمر الذى يدور حول الأرض.
وهدم العالم الفزيائى جاليليو العديد من النظريات قديمة، التى اعتمد عليها العالم القديم فى أبحاثه، ولعل أشهرها نظرية أرسطو التى ترى أن الأرض هى مركز الكون، حيث وضح أن الشمس هى المركز، وأن باقى الكواكب تدور من حولها.

 

 

أرشيفية

أرشيفية

اقمار كوكب المشتري
يضم كوكب المشتري 63 قمراً يدورون حوله، منهم أقمار جاليليو وهو بذلك يحتل مركز أكبر عدد أقمار المدارات فى المجموعة الشمسية.

وتضم اقمار جاليليو 4 اقمار هم :-

قمر«آيو» الذي يتميز ببراكينه النشطة، والتى تطلق حمم مليئة بالكبريت، تنتج عن التسخين الذى يسببه الشد التثاقلى له من باقى أقمار “أوربا وغانيميد”، والتى يعقبها جذب من كوكب المشترى، لإعادته إلى مساره النظامى، مما يولد انتفاخات مدية على سطح القمر، والتى تكون أكبر مائة مرة من الانتفاخات المدية على الأرض، والتى تبلغ عادة مترا واحدا وهذه البراكين تجعل سطحه يتلون بالألوان البرتقالية الزاهية والحمراء والبنية والسوداء، كما توجد أيضا بقع بيضاء عبارة عن صقيع من ثنائى أكسيد الكبريت، أما الغلاف الجوى له فهو واهى ويتكون من غاز ثانى أكسيد الكبريت بنسبة كبيرة.

قمر «أوربا» الذي يمتلك نواة حديدية صلبة، كما توجد فرضيات تشير إلى وجود محيط بعمق 100 كلم من المياه المالحة القابعة تحت قشرة من الجليد القاسى، نتيجة برودة سطح هذا القمر، ويتميز أوربا بسطحه الأملس الذى كون حديثا، ورغم أن معدل الحرارة عند خط الاستواء يبلغ حوالى160 درجة مئوية و-220 درجة مئوية عند القطب، إلا أنه يتميز بأنه غلافه الجوى يتكون من نسبة عالية من الأكسجين، وهو أصغر قليلا من قمر الأرض، حيث يصل قطره إلى 3000 كم، ويحتل مركز سادس أكبر قمر فى المجموعة الشمسية.
قمر«جانيميد»وهو أكبر قمر فى المجموعة الشمسية، ويفوق حجمه كوكب عطارد، إلا أن كتلته تبلغ حوالى نصف كتلة عطارد، ويتم دورة كاملة حول المشترى كل 7 أيام، وهو القمر السابع للمشترى وثالث قمر يكتشفه جاليليو بنفسه للمشترى، وهو يتشارك مع أقمار«أوربا وآيو» فى صدى المدارية على التوالى، كما أنه يتكون من الصخور من السيليكات والجليد والمياه، كما يشار إلى وجود محيطات مالحة توجد على عمق 200 كم تحت سطح جانيميد، وهو ملىء بغاز الأكسجين الذى يتضمن O2 وO3 »الأوزون« وغازالهيدروجين بنسبة ضئيلة فى غلافه الجوى.

قمر«كاليستو» والذى يحتل مركز ثالث أكبر قمر طبيعى فى النظام الشمسى والثانى فى نظام المشترى بعد «جانيميد»، وهو يمتلك أكثر من 99% من قطر كوكب عطارد، ولكن فقط ثلث من كتلته ويتكون من أجزاء متساوية تقريبا من «الصخور والجليد، وثانى أكسيد الكربون، السيليكات، والمواد العضوية».

 

كوكب المشتري

كوكب المشتري

كوكب المشتري 

كوكب المُشْتَرِي هو أضخم كواكب المجموعة الشمسية أطلق عليه الرومان اسم «جوبتير»، أى إله السماء وإله البرق
وارتبط بالعديد من أديان الشعوب، وهو يحتل المركز الثالث فى التألق والظهور بالنسبة للأرض بعد القمر والزهرة على الرغم من أنه خامس كوكب فى المجموعة الشمسية.
ويتكون غلافه الجوى من غاز الهيدروجين، بالإضافة إلى الهيليوم الذى يشكل أقل بقليل من ربع كتلته.
و كتلته أقل بقليل من 1/1000 من كتلة الشمس، إلا أنه تساوى ثلثى كتلة مجموع باقى كواكب المجموعة، ويتكون حوله بقعة حمراء كبيرة.
وتم رصدها فى القرن السابع عشر ويحيط حوله نظام حلقات خافت، وحقل مغناطيسى قوى.

 

عالم الفزياء جاليليو جاليلى

عالم الفزياء جاليليو جاليلى

حياته ونشاته جاليليو

ولد العالم جاليليو جاليلى فى 15 فبراير 1564 وتوفى عام 8 يناير 1642، عالِم فلكى وفيلسوف وفيزيائى إيطالى، ولد فى بيزا بإيطاليا، ونشر نظرية كوبرنيكوس ودافع عنها بقوة على أسس فيزيائية، فقام أولا بإثبات خطأ نظرية أرسطو حول الحركة، وقام بذلك عن طريق الملاحظة والتجربة.
وكان جاليليو ماهرا فى الرياضيات والموسيقى، لكنه كان رقيق الحال، لذلك اعتزم والده على ألا يعمل أى عمل لا تكسب صاحبها مالا، ومن ثم أرسله إلى جامعة بيزا لدراسة الطب.

ووصل جاليليو وهو ما يزال طالبا لتحقيق أول مكتشفاته عندما أثبت أنه لا علاقة بين حركات البندول وبين المسافة التى يقطعها فى تأرجحه، سواء طالت المسافة أو قصرت.

واهتم بعد ذلك بدراسة الهندسة إلى جانب الطب، وبرع فيها حتى بدأ يلقى المحاضرات على الطلاب بعد ثلاث سنوات فقط.
وفى ذلك الوقت كان العلماء يظنون أنه لو ألقى من ارتفاع ما بجسمين مختلفى الوزن فإن الجسم الأثقل وزنا يصل إلى الأرض قبل الآخر، لكن جاليليو أثبت بالنظرية الرياضية خطأ هذا الاعتقاد، ثم اعتلى برج بيزا وألقى بجسمين مختلفى الوزن فاصطدما بالأرض معا فى نفس اللحظة، وأوضح عالم الفزياء أيضا خطأ عدة نظريات رياضية أخرى.

وانتقل جاليليو بعد ذلك إلى مدينة بادوفا بجمهورية البندقية وفى جامعتها بدأ يلقى محاضراته فى الرياضيات، وكان فى هذا الوقت قد نال نصيبه من الشهرة، وفى بادوا اخترع أول ترمومتر هندسى.

 

عالم الفزياء جاليليو جاليلى

عالم الفزياء جاليليو جاليلى

وفات عالم الفزياء جاليليو 

حكم على جاليليو  بالاقامة الجبرية بعد اتهامه بالكفر من قبل الكنيسة.

وظل منفيا في منزله حتى وفاته المنية في 8 يناير 1642، وتم دفن جثمانه في فلورانسا.

واعتذار الكنيسة لجاليليو بعد وفاته بسنواتفي عام 1983 عندما تطور العلم وأثبت بأن جاليليو كان قد سبق أوانه.

ويرى عدد من المؤرخين أن الحكم الذى صدر ضد غاليليو ومحاكمته كانت لدوافع سياسية وشخصية بعد محاكمة غاليليو وبحسب المؤرخ جاكوب برونسكى: «كان من تأثير محاكمة غاليليو نتقال الثورة العلمية من الآن فصاعدا إلى أوروبا الشمالية».

 

 

 

اترك رد

%d