الأحد, 29 سبتمبر, 2024 , 1:39 ص

ظاهرة أهداف الدقائق الأخيرة في يورو 2016

سجلت المنتخبات الأوروبية في مباريات الجولة الأولى وقسم كبير من مباريات الجولة الثانية من يورو 2016 اثنا عشر هدفا بعد الدقيقة 87 من إجمالي 45 هدفا في تلك المباريات. هذه المسألة جعلت يورو 2016 بطولة أهداف الدقائق الأخيرة.
تختلف النسخة الحالية من كأس الأمم الأوروبية التي تقام في فرنسا عن النسخ السابقة من البطولة من عدة نواح أهمها زيادة الفرق إلى 24 فريقا. لكن هناك شيئا آخر يميز يورو 2016 عن سابقاتها، وهو تحولها إلى بطولة "أهداف الدقائق الأخيرة". ففي مباريات الجولة الأولى وبعض من مباريات الجولة الثانية تم تسجيل 12 هدفا بعد الدقيقة 87 من المباراة، من بين الأهداف الـ45 التي سجلت في تلك المباريات، حسب موقع "زود دويتشه تسايتونغ" الألماني.
فمباشرة في المباراة الأولى بين فرنسا ورومانيا نجح الفرنسي بايه أن يخطف لبلده هدف الفوز في الدقيقة 89 من تسديدة لا مثيل لها. وفي مباراة ألمانيا مع أوكرانيا نجح البديل شفاينشتايغر في تثيبت فوز المنتخب الألماني بهدف في الوقت المحتسب بدلا من الضائع. وسجل "بيليه" هدف إيطاليا الثاني في مرمى بلجيكا في الوقت المحتسب بدلا من الضائع أيضا. وسجل ماكجين هدف أيرلندا الشمالية الثاني في مرمى أوكرانيا في الوقت الضائع. وهكذا تحولت البطولة إلى بطولة الأهداف في الوقت الضائع.
أسباب أهداف الدقائق الأخيرة
وجود هذا العدد الكبير من الفرق في البطولة أعطى الفرصة للعب الدفاعي، حيث تتكتل الفرق غير المرشحة لنيل لقب البطولة أمام مرماها وتمنع الفرق المنافسة من تسجيل الأهداف. لكن في لحظة ما، عندما يخيم الإعياء على الجميع، تكون هناك فرصة لشن الهجمة الحاسمة مثلما يفعل الملاكمون في نهاية المباريات مع خصومهم لتحقيق الفوز بالضربة القاضية.
إضافة إلى ذلك هناك بعد نظر المدرب، الذي يقوم بتبديل اللاعب المناسب في الوقت المناسب، مثلما فعل روي هودغسون مدرب إنجلترا في مباراة ويلز عندما أدخل المهاجمين جيمي فادري وجون ستوريدج معا في الدقيقة 46، فتمكن فاردي من إدراك التعادل بعد نزوله بعشر دقائق وتمكن ستوريدج من تسجيل هدف الفوز في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، ليتلقى المدرب عبارات الإعجاب من قبل المعلقين في إنجلترا تقديرا لـ"شجاعته" و"ذكائه"، حسب زود دويتشه تسايتونغ.
لكن المنتخب الإنجليزي نفسه سبق وأن شرب من كأس أهداف الدقائق الأخيرة. ففي مباراة روسيا تلقت شباكه هدفا في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ليتعادل الفريقان 1-1، تاركين صدارة المجموعة حينها لمنتخب ويلز، الذي فاز على نظيره السلوفاكي.
الإسبان استطاعوا أيضا أن يفوزوا على تشيكيا بعد تغييرين. حيث نزل تياغو الكانتارا بدلا من فابريغاس في الدقيقة 70، ونزل بيدرو بدلا من نوليتو في الدقيقة 82، ليتمكن بيكيه من تسجيل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 87.
لوف وتكتيك المونديال
وبعيدا عن بطولة الأمم الأوروبية استخدم يوآخيم لوف مدرب منتخب ألمانيا تكتيك الدقائق الأخيرة في نهائي مونديال البرازيل أمام الأرجنتين، التي عانت من تمديد المباراة. فبدأ لوف ينبه لاعبين إلى اللعب على الجانب وتمرير الكرات الطويلة، واستطاع البديل أندريه شورله تمرير كرة أحرز منها غوتسه هدف المباراة والبطولة قبل ثلاث دقائق من نهاية الوقت الإضافي في المباراة.
لكن المدرب الذي يريد استخدام تكتيك الدقائق الأخيرة لابد له من لاعبين جاهزين يجلسون بجواره يمكنه أن يدفع بهم في الوقت المناسب. غير أن وجود البديل المناسب الجاهز، مسألة ليست موجودة بالضروة لدى كل الفرق، ليس فقط في كأس أمم أوروبا وإنما في كافة البطولات.

اترك رد

%d