أصبحت المنتخبات الأوروبية تضم في صفوفها الكثير من اللاعبين المسلمين، سيكونون حاضرين مع منتخباتهم في "يورو 2016" . فكيف سيتعامل هؤلاء اللاعبين مع موضوع الصيام وهل يستطيعون التوفيق بين الصوم والآداء الجيد على أرض الملعب؟
ربما لو كانت بطولة كأس الأمم الأوروبية تقام خارج أوروبا في تشيلي أو الأرجنتين مثلا لاستطاع لاعبون مسلمون كثيرون الصوم وأداء المباريات في نفس الوقت، فعدد ساعات الصيام يوميا في الدولتين هذا العام بين تسع وعشر ساعات فقط. لكن البطولة تقام في فرنسا في "عز رمضان" إن صح التعبير، حيث أن معظم المباريات ستقام خلال شهر الصيام، بينما يبلغ عدد ساعات الصوم في اليوم الواحد في فرنسا نحو عشرين ساعة.
المنتخب الألماني لكرة القدم يضم أربعة لاعبين مسلمين هم: سامي خضيرة (29 عاما)، مسعود أوزيل (27 عاما)، شكوردان موصطفي (24 عاما)، وإمرى جان (22 عاما)، وهم جميعا ركيزة أساسية حاليا للمدرب لوف، ولا يمكن الاستغناء عنهم بأي حال، ولذلك جرى النقاش حول إمكانية أدائهم لفريضة الصوم.
فتوى الأزهر بشأن صيام المحترفين
الرياضيون الذي يؤدون بشكل قوي ينخفض أداؤهم بشكل كبير إذا لم يحصل جسمهم على طاقة. ويقول هانز براون، الخبير في علوم التغذية بالمدرسة الرياضية الألمانية في كولونيا: "إن احتياطيات السوائل ومخزون الكربوهيدرات لا يضاف إليها شيء طوال فترة الصيام، وعند وجود مجهود لأكثر من 60 دقيقة، كما هو الحال مثلا في مباراة لكرة قدم، فيمكن أن يكون هناك نقص وانخفاض في الأداء"، حسب ما ذكرت صحيفة أوزنابروكر تسايتونغ الألمانية.
أما بالنسبة لمن يصوم فيجب عليه أن يحاول ألا يجهد نفسه كثيرا، وبذلك يقل من فقدان السوائل عبر العرق. لكن التواجد في قاعات مكيفة يمكن أن يحافظ على السوائل في الجسم، كما أن ارتداء جواكت "مبردة" يمكن أن يساعد أيضا، وفقا لهانز براون.
لكن النقاش حول موضوع صيام اللاعبين في ألمانيا عموما مطروح منذ سنوات. حيث كانت هناك مباحثات بين المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا والاتحاد الألماني لكرة القدم، وإدارة الدوري الألماني (بوندسليغا)، وتم التوجه إلى الأزهر بسؤال للحصول على فتوى حول تلك المسألة. فأصدر الأزهر، وهو أحد أهم الهيئات السنية في العالم، فتوى في عام 2010 بالسماح للاعبين المحترفين بالإفطار في رمضان ثم القضاء في وقت لاحق، حسب أوزنابروكر تسايتونغ.
لا صيام في المنتخب الألماني
مسعود أوزيل، الذي أدى العمرة الشهر الماضي، أعلن مؤخرا أنه لن يصوم هذه السنة وقال لصحيفة إكسبريس في كولونيا: "الطقس في الصيف حار جدا ولدينا تدريبات مكثفة ومباريات، ولا يمكنني أن أصوم."
نفس الأمر لدى سامي خضيرة، فقد نقلت عنه صحيفة بيلد قوله: "ببساطة نحن نحتاج إلى الغذاء والسوائل من أجل أن نستطيع تقديم أداء بنسبة مائة في المائة". وكذلك أيضا لن يصوم موصطفي أو جان.
لكن اللاعبين المسلمين متواجدون أيضا في منتخبات أخرى غير المنتخب الألماني. فمنتخب سويسرا يضم عددا من اللاعبين المسلمين ولا سيما في خط الوسط والهجوم مثل غرانيت شاكا، المنتقل من غلادباخ إلى أرسنال، وشيردان شاكيري لاعب ستوك سيتي، وأدمير محمدي مهاجم ليفركوزن. وقد أعلن ماركو فون آه، المتحدث الإعلامي باسم المنتخب السويسري، أنهم لن يصوموا في البطولة بفرنسا.
كما يضم المنتخب الفرنسي أيضا أربعة مسلمون بول بوغبا (23 عاما)، نغولو كانتي (25 عاما)، باكاري سانيا (33 عاما)، وموسى سيسوكو (26 عاما)، وهؤلاء لن يصوموا أيضا. فقد قررت إدارة الفريق، الذي يخوض مباراة افتتاح البطولة غدا الجمعة (10 يونيو/ حزيران) أمام رومانيا منع صيام اللاعبين. لكن هناك على كل حال طعام "حلال" لهم في كل وجبة. ويقول المدرب ديديه ديشامب وفق ما نقلت بيلد: "المهم هو أن يشعر اللاعبون بالراحة."
وهناك أيضا لاعبان مسلمان في المنتخب البلجيكي يشاركان في يورو 2016 هما لاعبا خط الوسط: موسى ديمبيلي ومروان فيلاني، ولن يصوم اللاعبان.
وفي المنتخب الإيطالي هناك ستيفان الشعراوي، لكن يبدو أن الصيام سيكون صعبا بالنسبة له. وبالنسبة لمهاجم المنتخب السويدي إمير كويوفيتش (27 عاما)، فأعلن أنه لن يصوم وسيقضي ما فاته عندما يعود إلى السويد. بينما قال غالبية لاعبي المنتخب التركي وعلى رأسهم قائد الفريق أردا توران، نجم برشلونة، إنهم سيصومون في يورو 2016، حسب وسائل إعلام مختلفة. بينما أفادت وسائل إعلام مختلفة أن إدارة منتخب ألبانيا، الذي يشارك لأول مرة في كأس أمم أوروبا منحت لاعبيها الخيار في الصوم أو الإفطار.