إيرلندا الشمالية الوجه الجديد في بطولة أمم أوروبا

لأول مرة يتمكن منتخب إيرلندا الشمالية من التأهل لبطولة أمم أوروبا، حيث سيلعب في المجموعة الثالثة إلى جانب ألمانيا وأوكرانيا وبولندا. إيرلندا الشمالية قدمت تصفيات مثالية وأكدت أنها قادرة على منافسة أقوى المنتخبات.
بعد أن تمكن من إقصاء المنتخب اليوناني في التصفيات المؤهلة لليورو 2016، يأمل منتخب إيرلندا الشمالية في مواصلة نتائجه الجيدة في بطولة أمم أوروبا، وذلك بالرغم من تواجده في مجموعة قوية تضم ألمانيا بولندا وأوكرانيا.
صعوبة المجموعة لن تكون عائقا أمام إيرلندا الشمالية لكسب الرهان وتحقيق التأهل لثمن النهائي، كما يؤكد مدير الفريق مارتين أونيل الذي يضيف "سيشكل ذلك تحديا جيدا بالنسبة لنا. وسنستمتع بذلك". أما المدير التنفيذي في اتحاد إيرلندا الشمالية لكرة القدم باتريك نيلسون فقد أعلن على أن الهدف هو تجاوز دور المجموعات والتأهل لثمن النهائي. وقال بهذا الخصوص "ثمانية فرق فقط هي من ستغادر الدور الأول وفرصنا وافرة للتأهل. نتمتع بروح الفريق ولدينا مدرب رائع".
لا يتوفر منتخب إيرلندا الشمالية على نجوم كبار ويبقى أبرز لاعب في تشكيلة هذا المنتخب هو المهاجم كايل لافرتي، لاعب بيرمنغهام سيتي، الذي تمكن من تسجيل سبعة أهداف في التصفيات. بيد أن أنظار كل عشاق منتخب شمال إيرلندا مصوبة في الوقت الحالي نحو المدرب ميشائيل أونايل، الذي نجح في قيادة إيرلندا الشمالية لنهائيات بطولة أمم أوروبا للمرة الأولى في تاريخها. "بفضل ميشائيل تحول حلم الكثيرين بمشاهدة منتخب إيرلندا الشمالية في بطولة كبيرة إلى حقيقة"، يقول رئيس اتحاد أيرلندا الشمالية لكرة القدم جيم شاو.
المدرب هو نجم الفريق الأول
ميشائيل أونايل كان أيضا لاعبا سابقا وشارك في 31 مباراة دولية مع منتخب إيرلندا الشمالية سجل فيها أربعة أهداف. وحمل ابن السادسة والأربعين ألوان مجموعة من الأندية من بينها نادي نيوكاستل الإنكليزي، لكنه قضى معظم فترات لعبه باسكتلندا ، حيث فاز بالثنائية مع غلنتوران الاسكتلندي.
وكمدرب كان أونايل أول من يقود فريق من إيرلندا الشمالية للدور الثاني في إحدى المسابقات الأوروبية وحدث ذلك مع نادي شامروك روفرس. ومنذ 2011 يشرف أونايل على منتخب إيرلندا الشمالية وقد تم تمديد عقده حتى 2020. وفي التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا، نجح هذا المدرب في قيادة إيرلندا الشمالية إلى تصدر مجموعتها التي كانت تضم منتخبات : المجر، فنلندا، جزر الفارو ورومانيا واليونان. ويأمل في مواصلة هذه النتائج أيضا في اليورو المقبل ويقول بهذا الخصوص "نتطلع لبطولة أمم أوروبا ونأمل في موصلة التألق هذا الصيف أيضا".
منتخب إيرلندا الشمالية سيدخل بطولة أمم أوروبا متحررا من الضغط فهو ليس لديه ما يخسره، بالنظر إلى أنه صاحب أسوء ترتيب بين المنتخبات المشاركة في نسخة يورو 2016 بعد ويلز. وفي الترتيب الإجمالي للمنتخبات الأوروبية، تأتي إيرلندا الشمالية في المركز 46 وراء ليتوانيا ولاتفيا ومونتينيغرو.
إيرلندا الشمالية في ربع نهائي كأس العالم
تمكنت إيرلندا الشمالية من التأهل ثلاث مرات لنهائيات كأس العالم، بل إنها نجحت في بلوغ دور ربع النهائي في عام 1958 قبل أن تخسر بأربعة أهداف دون مقابل أمام فرنسا. وقبل بطولة أمم أوروبا حسن منتخب إيرلندا الشمالية من ترتيبه العالمي، ليصبح ضمن الثلاثين الأوائل في قائمة الفيفا.
وبالإضافة إلى بطولة أمم أوروبا سيلتقى منتخبا ألمانيا وإيرلندا الشمالية أيضا في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018. قد سبق للمنتخبين أن تواجها في 14 مباراة حقق فيها المانشافت الفوز في ثمان مباريات، في حين انتهت أربع مواجهات بالتعادل، بينما كان الفوز حليف إيرلندا الشمالية مرتين. وقد وصف المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف منتخب إيرلندا الشمالية بالمنتخب المزعج نظرا لقوته الدفاعية وهجماته المرتدة الخطيرة.
يعيش منتخب إيرلندا الشمالية أزهى فتراته في الوقت الراهن، حيث فاز في عشر مباريات متتالية وهو رقم قياسي لم يسبق لهذا المنتخب أن حققه من قبل. وحتى في التصفيات المؤهلة لليورو 2016 لم تنهزم إيرلندا الشمالية سوى في مباراة واحدة. وهو ما يمنح هذا المنتخب مزيدا من الثقة في النفس للتنافس على بطاقة التأهل لدور ثمن النهائي في المجموعة الثالثة. أمر تعكسه أيضا تصريحات لاعب خط الوسط أوليفر نوروود الذي قال "هذا هو ما نفتخر به والذي عملنا كثيرا من أجله. فقبل أربعة أو خمسة أعوام كنا نمر بأوقات صعبة. أما الآن فنحن في القمة".