الثلاثاء, 14 مايو, 2024 , 3:11 ص

رئيس التحرير يكتب: هو ده العدل يا سيدي القاضي

 

 خالد جديد

الف رحمة ونور علي شهداء الوطن .. منذ 2011 وحتي اليوم .. ألف رحمة علي كل ضابط جيش أو شرطة استشهد وهو يدافع عن تراب وطنه ويواجه خفافيش الظلام .. ألف رحمة علي كل مصري استشهد من أجل قضية وطنه ، أو راح ضحية إرهاب أسود يعيث في مصر فسادا .. رحم الله كل شهداء الوطن . بدأنا المقال كما تلاحظون بالتضرع الي الله أن يرحم موتانا وشهدائنا فهو الرحمن الرحيم وهو أيضا العدل .. وأمام كلمة العدل يدور الحديث .. ففوق كل منصة قضاء تطالعنا الآية الكريمة ” واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ” صدق الله أعدل العادلين وأرحم الرحمين .

لقد مرت أكثر من ثلاث سنوات علي إحالة مئات من المتهمين الي المحاكم في قضايا إرهاب وقتل وحرق وتخريب ولم يصدر حتي الآن حكما واحدا نهائيا باتا .. أكثر من ثلاث سنوات لم تجف فيها دمعة أم فقدت نجلها .. أو أخت استشهد شقيقها ، أو ابن فقد أبيه .. وثلاث سنوات ويزيد ولم تطبق حتي الآن العدالة الناجزة والقصاص العادل الذي اوصانا به المولي عز وجل عندما قال في محكم آياته ” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب”

الشاهد وكما سبق وذكرنا أن حكما نهائيا باتا لم يصدر رغم وجود أدلة دامغة واعترافات تفصيلية من الجناة .. حكما واحدا لم يصدر رغم أن الدولة خصصت دوائر مختصة بقضايا الإرهاب ، وفرغت قضاة لتلك القضايا سعيا لتحقيق العدالة الناجزة .

ونقول أن عصر التابوهات في مصر قد رحل بفعل ثورتين مجيدتين .. وقضت أيضا علي الفئات التي أصبغت علي نفسها قدسية ، فلا مقدس الا الله .. والكل يجب أن يسائل – في حدود القانون – لأننا نحترم القانون وعندما نتعرض لقضية ما لا نبغي من ورائها سوي تحقيق العدالة وتطبيق القانون .

نعم العدالة البطيئة موت بطيئ .. وليتها اقتصرت علي من مات ولم يقتص له المجتمع حتي الآن ، بل تتعداه الي قتل آخرين يوميا ، فكم من عشرات الأبرياء ماتوا بإشارات وتعليمات من خلف القضبان لمتهمين إرهابيين استغلوا تلك الحالة ليمارسوا هوايتهم في إرهاب المصريين حتي وهم خلف القضبان .

نعلم أن الحكم هو عنوان الحقيقة .. وأن القاضي الجنائي تحديدا يجب أن يتأكد تماما ويقينا من إدانة المتهم قبل الحكم عليه .. وهي بديهيات درسناها وتعلمناها  ، ولكننا تعلمنا أيضا ضرورة أن تكون العدالة ناجزة .

هل يمكن لأحد أن يشكك في القضاء العسكري ؟ .. هل يمكن لأحد أن يدعي أن المتهم لا يحصل علي كافة حقوقه وإبداء كل أوجه دفاعه أمام القضاء العسكري ؟ اليست لديه درجات تقاضي وطعون وتظلمات كما هو الحال أمام القضاء العادي .. اذا كان الأمر كذلك .. لماذا تصدر الأحكام ناجزة في القضاء العسكري ؟ ولماذا تتعالي أصوات الكثير من المصريين بضرورة إحالة كافة قضايا الإرهاب الي القضاء العسكري ؟ .. اسألوهم .. لماذا يطالبون بذلك ؟ وانتظروا منهم الجواب .

ما يعنينا هنا هو الوطن .. ولا شيئ غيره .. واستمرار محاكمات لقيادات إرهابية بالسنوات نعتقد أنه ليس في صالح الوطن ، لا سيما وأننا نخوض حرب .. وفي حالة حرب .. وتشن علينا حرب ، ولم تشأ الدولة أن تتبع خطوات استثنائية في محاكمة الإرهابيين لتحقيق أقصي ضمانة للمتهمين .. ولكن هناك من يموت اليوم وهناك من سيموت غدا .. وبعد غد طالما لم تصدر أحكاما نهائية باتة علي قيادات الإرهاب الذين تضاعفت أوزانهم داخل السجون وتنفق عليهم الدولة ملايين الجنيهات من أموال الشعب لحراستهم والسهر علي راحتهم.

القصاص والعدالة الناجزة يا رجال العدالة مطلب كل المصريين .

اترك رد

%d