الإثنين, 29 سبتمبر, 2025 , 12:56 ص
الكاتب الصحفي - خالد عبد الحميد

خالد عبد الحميد يكتب عن « فتنة الجولاني » للوقيعة بين الشعبين الشقيقين في مصر وسوريا

تابعنا خلال الأيام القليلة الماضية السيجال الدائر حول السوريين المقيمين في مصر والذي يتجاوز عددهم 4 ملايين سوري منتشرين في ربوع مصر من أدناها إلي أقصاها ومطالبات بعودتهم إلي بلادهم للمشاركة في الخطة الجولانية لتعمير الدولة السورية .

مطالبات المصريين جاءت علي خلفية حادثتين وقعتا خلال الفترة الأخيرة .. أولهما واقعة القبض علي شبكتي تجسس تضم سوريين للإضرار بأمن مصر واستقرارها لصالح جهات أجنبية معادية .

الحادثة الثانية كشفتها المظاهرات السورية التي وقعت أمام المسجد الأموي بدمشق بدعم مباشر ومباركة من نظام الجولاني الإرهابي الحاكم في سوريا ( المحتلة) ، وهاجم المتظاهرون الدولة المصرية وزعيمها باستخدام ألفاظ نابية بدلا من رفع الأعلام المصرية وصور الرئيس عبد الفتاح السيسي اعترفا بالجميل وهي التي احتضنت ملايين السوريين وتعاملت معهم الدولة المصرية باعتبارهم مواطنين لهم ما لنا وعليهم ما علينا ،ولم تعاملهم في أي وقت من الأوقات طوال السنوات الماضية كلاجئين كما فعلت معهم دولا أخري عربية وأجنبية .

ليأتي رد الجميل بإهانة رمز مصر الكبير والشعب المصري الذي لا يألو جهدا في الدفاع عن قضايا أمته.. لم يبع ولم يطبع كما فعل الآخرين .

وهنا لابد أن نذَكر الأجيال الشابة بتاريخ وطبيعة العلاقات بين الشعبين المصري والسوري الذين امتزجت دمائهما الذكية دفاعا عن الأرض والعرض في حرب أكتوبر عام 1973 عندما كان في سوريا زعيما عربيا يقدر قيمة الوفاء والإخاء ومسئولية الأشقاء .

وقبلها كانت الوحدة بين البلدين في 22 فبراير عام 1958 تحت لواء الجمهورية العربية المتحدة ، ولأن هذه الوحدة كانت تمثل خطرا علي الصهيونية العالمية فقد تم استهداف هذه الجمهورية المتحدة بأكاذيب وشائعات ظلت حتي نجحت في تحقيق أهدافها الخبيثة وتفكيك الدولة الكبري وانفصال سوريا عن مصر .

الشاهد هنا أن الدولتين الكبيرتين ظلتا طوال تاريخهما سندا لبعضهما البعض إلي أن فوجئنا بمؤامرة الشرق الأوسط الجديد لتفتيت الدول العربية بمخططات أجنبية وأياد وطنية تم تدريبها واستخدامها لضرب وحدة الدول العربية وتفتيتها وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.

نجح المخطط في العديد من الدول العربية ومنها سوريا ، باستثناء مصر التي استوعب شعبها الدرس سريعا ووقف خلف جيشه وشرطته حتي تم تحرير البلاد من الاحتلال الإخواني في أقل من عام واحد ليعود لمصر أمنها واستقرارها علي يد القائد والزعيم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتعرض له الآن عدد من المرتزقة في سوريا والذين لا يمثلون الشعب السوري بحال من الأحوال .

من هنا نؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ما حدث في واقعتي التجسس والمظاهرة الموجهة أمام المسجد الأموي بدمشق جاءت بتخطيط وتدبير من النظام الإرهابي الحاكم في سوريا للوقيعة بين الشعبين الشقيقين تنفيذا لتوجيهات ولي النعم في تل ابيب بعد أن أثبتت الأيام أن الداعشي الجولاني  ما هو إلا مطية يمتطيها اللوبي الصهيوني لتنفيذ مخطط احتلال الأراضي العربية في سوريا وللأسف هناك دولا شقيقة متورطة في تلك المؤامرة بل وتدعمها بالمال والسلاح .

الشاهد أن هناك نية مبيتة من الدواعش الذين اختطفو البلاد بمؤامرة كان ضحيتها أسد سوريا لتصفية حسابات قديمة مع مصر التي نجحت في القضاء علي أتباعهم في سيناء وقضت عليهم عن بكرة أبيهم وتم تطهير أرض الفيروز من هؤلاء المرتزقة الذين يتخذون من الدين ستارا لتنفيذ مخططات صهيونية تتم الآن في سوريا بعد القضاء علي جيشها القوي بالخديعة والخيانة.

علينا أن نفوت الفرصة علي هذا الفكر الإرهابي وأن نرد إليهم بضاعتهم ( رجال الجولاني المقيمين في مصر ) الذين ينتظرون توجيهات الباب العالي في تل أبيب لإحداث فوضي في مصر بدعم من جماعة الإخوان الإرهابية المتربصة بالدولة المصرية .

أما السوريين الأشقاء ( أصحاب البلاد الأصليين ) الذين يُخشي عليهم عند عودتهم الي سوريا من التنكيل بهم بزعم أنهم من أتباع النظام السابق .. هؤلاء أهلا ومرحبا بهم في مصر أشقاء أعزاء طالما أنهم يحترمون القانون المصري .

 ولكن السؤال الذي نختم به هذا التقرير:  كيف نستطيع أن نفرق بين أتباع النظام السابق  ، ومرتزقة الجولاني المقيمين في مصر ؟ .

بالتأكيد الأجهزة الأمنية لديها الحل والقول الفصل في هذا الأمر .

كل الدعم والمساندة لأجهزة مصر السيادية والأمنية التي تتحمل مسئولية كبيرة لحفظ الأمن والاستقرا في مصر .

كاتب المقال

رئيس تحرير بوابة الوطن المصري

نائب رئيس تحرير أخبار اليوم

اترك رد

%d