الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 8:29 ص

د. هانئ النقراشي يكتب : ركائز خميسة المصرية الخمس (2)

(٢) ركائز خميسة الخمس

خميسة تعتمد على خمس ركائز:

(1)     تربينة بخارية نمطية: ذات كفاءة عالية لتأمين توافق الشبكة مع التربينات الهيدروليكية للسد العالي وخزان أسوان بجانب تمكين ربط حقول الرياح والخلايا الضوئية بأمان لأن محورها الدوار يمتص الشوشرة

(2)     تبريد هوائي: لمكثف دورة البخار فلا حاجة لمجرى مائي ولا تبديد لموارد المياه بل يتيح إنتاج الماء العذب من البحرين دون إنقاص الناتج الكهربي

(3)     تخزين حراري مزدوج: قصير الأجل لعبور الليل وآخر طويل الأجل من النفايات الزراعية لضمان الإمداد الكهربائي أيام الخماسين أو السُحب الكثيفة

(4)     شبكة فرعية: تربط خمس محطات ببعضها البعض مع الأحمال التي تمدها بالكهرباء تعمل ٣٦٥ يوما في السنة فلا فواقد ولا سرقات للكهرباء

(5)     شمس مصر الذهبية بين خطي عرض 20 و 30 : الإشعاع الشمسي المباشر الذي يعطي عند تركيزه حرارة تصل إلى ٥٥٠ درجة مئوية لذلك لا حاجة لوقود إطلاقا.

هذه الركائز مجتمعة في منظومة “مخطط خميسة” وهو يضمن التحول التدريجي إلى الطاقات المتجددة دون أحمال مالية إضافية يحقق المميزات السابق ذكرها لكهرباء المستقبل في مصر لأنه يلغي استيراد الوقود كلية.

  • تكلفتها ميسورة
  • استعمالها نظيف
  • استخدامها مأمون
  • إمدادها مضمون
  • مستقبلها مستدام

الركيزة الثانية :

التبريد الهوائي لمكثف دورة البخار

المعروف أن دورة البخار في كل محطة كهرباء بخارية تبدأ بدخول بخار الماء المضغوط والساخن إلى التربينة وبعد خروجه منها – طبعا أقل ضغطا وحرارة – يدلف إلى مبرّد يسمي المكثف لتكثيف البخار وإعادته إلى الحالة السائلة.

د. هاني النقراشي عضو المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية

وهذا المكثف يحتاج عادة لكميات كبيرة من الماء بدرجة حرارة أقل من ٢٨ مئوية. بمعنى أن المحطة عادة تنشأ قرب مجرى مائي لضمان إتاحة الماء بالكميات الكافية.

ولكننا نريد حرية اختيار موقع خميسة من وجهة نظر كفاءة الامداد الكهربائي وهي قرب إنتاج الكهرباء من أماكن الطلب عليها، وذلك لتتحقق الميزة الأولى وهي التكلفة الميسورة الناتجة من قصر مسافة نقل الكهرباء وما يتبعها من تقص تكلفة مد الخطوط وصيانتها وكذلك فاقد نقل الكهرباء لمسافات طويلة.

لذلك فضلنا المكثف الهوائي الجاف بدل المكثف المائي لأنه يعطينا حرية بناء خميسة في الصحراء فلا تحتاج محطة الكهرباء إلا القليل من الماء لشرب العاملين وتنظيف المرايا والتسرب من التربينة. وهذه الكميات القليلة يمكن شحنها لموقع المحطة بسهولة.

قد يعترض البعض بسبب أن دورة البخار ستقل كفاءتها. هذا صحيح ستنقص الكفاءة الحرارية من ٤٢٪ إلى ٤٠٪ ولكن هذا النقص لن يكلفنا وقودا لأن وقودنا مجاني. هنا يجب أن نعيد تقييم مفهوم الكفاءة لأننا هنا نبحث عن الكفاءة الاقتصادية وليس بالدرجة الأولى الكفاءة الحرارية.

التبريد الهوائي يمنحنا نقطتان إيجابيتان وهما عدم تأثر الناتج الكهربائي بارتفاع درجة حرارة الجو صيفا (بعكس محطات الدورة المركبة) والثاني هو إتاحة استغلال الفائض الحراري لتحلية ماء البحر دون إنقاص الناتج الكهربي.

بذلك حولت خميسة الحالة السلبية (نقص الكفاءة) لحالتين إيجابيتين هما الاقتصاد في ماء التبريد وإتاحة تحلية ماء البحرين لمعادلة جزء من نقص الماء العذب المتوقع بماء نقي من الأملاح يصلح لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

اترك رد

%d