بقلم د. غالي أبو الشامات
“تحيا مصر” ليست مجرد كلمات تتردد في المناسبات الوطنية والخطابات الرسمية، بل هي شعار يجسد هوية شعب بأكمله ويعبر عن مشاعر الوطنية والفخر التي يكنها المصريون لبلدهم. هذه العبارة تحمل في طياتها تاريخاً عريقًا وحضارة ممتدة عبر آلاف السنين، وتعكس الأمل والتفاؤل نحو مستقبل أفضل.
كيف تجاوزت عبارة “تحيا مصر” كونها شعاراً، لتصبح رمزاً للإصرار والتحدي الذي يميز الشعب المصري و قيادته الحكيمة.
تعود جذور شعار “تحيا مصر” إلى عمق التاريخ المصري حيث شهدت مصر العديد من الأحداث التي ساهمت في صياغة الهوية المصرية. من عصر الفراعنة ومروراً بالحقب البيزنطية والإسلامية وصولًا إلى العصر الحديث، كانت مصر مهداً للحضارات وملتقى للثقافات. “تحيا مصر” هو ترديد لصدى هذا التاريخ العظيم واعتراف بالإنجازات التي تم تحقيقها على هذه الأرض.
“تحيا مصر” لا تعبر فقط عن الحب والانتماء للوطن، بل تمثل أيضاً الإرادة القوية والتحدي في وجه الصعاب. فكلما مرت مصر بأزمة أو تحدٍ، يتجلى شعار “تحيا مصر” كتذكير بالقدرة على التغلب على الصعاب والمحافظة على الوحدة الوطنية.
إنه يعكس روح الأمة في السعي نحو التقدم وتعزيز الاستقلال والسيادة و الروح الواحدة.
انها شعار ينبض بالحياة و التفاؤل و العمل، شعار ليس فيه كلمات انما فيه انتماء و روح حقيقية.
على مر السنين، تم استخدام شعار “تحيا مصر” في العديد من الحملات الوطنية والمبادرات التي تهدف إلى تحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مصر. أصبح الشعار مرتبطاً بجهود البناء والتعمير، والتحديث، والإصلاحات السياسية. كما يذّكر الشعار المصريين بضرورة التكاتف و التلاحم والعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر إشراقاً.
في أوقات الأزمات، يصبح شعار “تحيا مصر” كالمنارة التي توجه الناس نحو الأمل والثقة في النفس. عندما يردّده الرياضيون والفنانون والعلماء المصريون، يتحول إلى رمز للإنجاز والتميز على المستوى الدولي. ويستلهم منه الشباب المصري القوة والإصرار لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم لتكملة هذه المسيرة العظيمة من الابداع و التميز التي بدأها في العصر الحديث سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي راعي هذا الرمز العظيم.
“تحيا مصر” ليس شعاراً يقتصر على السياسة أو الاقتصاد وحسب، بل هو عنصر متأصل في الثقافة والوجدان المصري، يظهر في الأدب، الفن، الموسيقى، ويعبر عنه في الأفراح والمناسبات الاجتماعية. إنه يجسد القيم المشتركة بين المصريين من مختلف الطوائف والمعتقدات، مشكلاً جزءاً لا يتجزء من النسيج الاجتماعي الذي يوحد الشعب المصري.
على الصعيد السياسي، يمثل شعار “تحيا مصر” التلاحم الوطني والسعي نحو الاستقرار والنمو. يستخدمه القادة وصناع القرار لإلهام المواطنين وتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن. كما يعطي صورة لمصر في الساحة الدولية كدولة ذات سيادة وكبرياء، تسعى لتحقيق مصالحها وتعزيز مكانتها في المجتمع الدولي. و قد ظهر هذا جلياً في فترة حكم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، و كيفية تعاطيه مع السياسة الخارجية و وضع مصر على السكة الصحيحة بين اكبر و اهم الدول في العالم.
“تحيا مصر” يبقى دائماً دعوة للعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقًا. يمكن لهذا الشعار أن يكون محركًا للتجديد والابتكار في مختلف المجالات، من العلوم والتكنولوجيا إلى الفنون والرياضة. بتبني روح “تحيا مصر”، يمكن للمصريين تجاوز التحديات الراهنة وبناء مستقبل يليق بتاريخهم العريق.
كما قال فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي:
إنه لمن دواعى السرور والفخر أن أتواجد في هذا الجمع الكريم من أبناء مصر، الذين اجتمعوا من أجل الوطن والقضية.. جمعتهم مصر والعروبة.. ومن يتمسك بهما، فلن يضل ولن يتفرق أبدًا وإن سعادتى تبلغ مداها، وأنا أرى الأمل في جمعنا هذا، ونحن نصوغ للمستقبل عنوانًا ونمهد له طريقًا وكما تعاهدنا معًا، بأن تظل وحدة المصريين واصطفافهم هي الضامن لبقاء مصر، والثابت الذي لا يقبل التغيير.
“تحيا مصر” ليست فقط شعارًا يُرفع في المناسبات، وإنما هي صرخة تواصل، دعوة مستمرة للوحدة، وتجسيد للعزيمة التي تجري في عروق الشعب المصري. إنها تعبير عن الإصرار على النهوض والمضي قدماً مهما كلف الامر، شعار ينبض بالحياة في قلب كل مصري يحلم بمستقبل أفضل لوطنه. فلتحيا مصر بشعبها، و قيادتها الرشيدة المتمثلة بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتاريخها، وأملها في غدٍ مزدهر.
د. غالي ابو الشامات