استوقفتنا اليوم تصريحات فلسطينية بثتها بعض الوكالات الأجنبية حول الحالة الأمنية في مدينة رفح الفلسطينية والتهديدات الإسرائيلية باجتياج الجنوب ودفع أكثر من مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني من أهالينا في غزة لاقتحام الحدود المصرية – هربا من جحيم الضرب- وذلك في اطار سيناريو التهجير الذي تم إعداده والتخطيط له في البيت الأبيض منذ سنوات .
التصريحات التي جاءت علي لسان قيادي بإحدي الفصائل الفلسطينية تطالب مصر بالتحرك فورا لوقف العدوان الإسرائيلي حفاظا علي الأمن القومي المصري والعربي
وفي معرض تصريحاته قال أن العملية العسكرية في رفح جنوب قطاع غزة تمس الأمن القومي المصري والعربي ودعا القاهرة للتحرك فورا لإحباط العملية العسكرية ومخططات إسرائيل “النازية”.
وأوضح أن المعركة “ستكون على أبواب مصر وهذا سيهدد السيادة المصرية وأمنها القومي”.
وصرح القيادي الفلسطيني أيضا بأن التهديدات بالعملية العسكرية في رفح يعرض أكثر من مليون ونصف المليون نازح للإبادة الجماعية ، مشيرا إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح سيكون لها ارتدادات كبيرة على المنطقة بأسرها.
وحذر القيادي في الفصائل الفلسطينية من تنفيذ مخططات تل أبيب بتهجير الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الشعب في غزة لن يقبل التهجير لا قسرا ولا طوعا وسيبقى ثابتا على أرضه ولن يعود إلا لدياره التي هجر منها.
الشاهد هنا .. أنه ومع تسليمنا وقناعتنا الكاملة بأن التهديدات الاسرائيلية باجتياح رفح سوف تمثل تهديدا للأمن القومي المصري والعربي ، فإنه يجب ألا نغفل حقيقة مهمة في هذا السياق وهي أن الحفاظ علي الأمن القومي المصري هي مسئولية مصر وجيش مصر بالدرجة الأولي وأن أي تهديد لحدود وأرض مصر لن تسمح به لا القيادة السياسية ولا القوات المسلحة المصرية ولا شعب مصر .. ثلاثتهم سيدافعون عن كل شبر من أرض مصر ودونه الموت .
أما الدفاع عن الأمن القومي العربي والقضية الفلسطينية واجهاض سيناريو ومخطط التهجير فهي قضية عربية في المقام الأول وليست مصرية فقط وهو الأمر الذي كان ينبغي علي القيادي الفلسطيني (مطلق التصريحات) أن يتطرق إليه وأن يكون النداء والمطالبة لكل الدول العربية علي حد سواء .
ليس من العدل أو الإنصاف أن تدخل مصر معركة – ( رغم أنها قادرة عليها ) – بمفردها دون باقي العرب الذين اكتفي البعض منهم بإرسال مساعدات غذائية للمحاصرين في غزة ذرا للرماد وتبرئة لساحتهم تجاه قضيتهم ، والبعض الآخر وقف موقف المتفرج واكتفي فقط ببيانات الشجب والإدانة وإرسال بعض فضلات من طعامهم للمنكوبين في غزة في الوقت الذي تربطه بالمعتدين الإرهابيين علاقات صداقة حميمة ومصالح مشتركة تمت علي جثة قضية كل العرب.
لم نطلب من تلك الدول إعلان الحرب علي السرطان الصهيوني المستوطن في جثة المنطقة العربية منذ عشرات السنين ، ولكن هناك إجراءات أخري كثيرة تسبق هذه المواجهة العسكرية وهي وسائل ضغط فعالة وقوية لو تم اللجوء إليها سوف تنهي العدوان خلال ساعات وليس أيام ،ومن بين هذه الوسائل والإجراءات التهديد بوقف عمليات التطبيع العربي الإسرائيلي ، وسحب السفراء ووقف العمليات التجارية مع حكومة تل أبيب الإرهابية ، واستخدام سلاح البترول اذا لزم الأمر لتكون رسالة للولايات المتحدة الأمريكية راعية الإرهاب ودول أوروبا بأن الأمر جد خطير وأن مصالحهم معرضة للخطر .
هنا .. وهنا فقط سيتحرك العالم فورا لوقف هذا العدوان البربري بحق الأشقاء في غزة الذين لن ينسوا ما قامت وتقوم به مصر من أجلهم ، رغم الأصوات المسمومة التي تنطلق كذبا من هنا وهناك لتشويه صورة مصر وإنكار الدور المصري الداعم للفلسطينيين.
وبدون أن تقوم الدول العربية بهذا الوسائل والإجراءات لإجهاض مشروع التهجير سنظل نرددها وبقوة أمام الرأي العام المصري : (الدفاع عن حدود مصر .. مسئولية مصر .. والدفاع عن فلسطين مسئولية كل العرب )
واللي عايز يجرب .. يقرب ..
تحيا مصر .. ولا حياة بدون مصر