اكتشف علماء من الولايات المتحدة الجينة التي يعتقد أنها مسؤولة عن مرض الفصام (الشيزوفرينيا). الاكتشاف الجديد قد يساعد على إيجاد علاج لهذا المرض، كما أنه من الممكن أن يغير النظرة للمصابين به ويقلل من الأحكام المسبقة ضدهم.
مرض الفصام أو الشيزوفرينيا هو اضطراب نفسي يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي، كالأوهام واضطراب الفكر والهلوسة السمعية وانخفاض المشاركة الاجتماعية والتعبير العاطفي. وكان العلماء يعدون مرض الفصام سابقا بأنه مرض ناتج عن التجارب النفسية والاجتماعية.
لكن علماء من الولايات المتحدة اكتشفوا مؤخرا أن الجينة "سي 4" لها علاقة بتكون المرض. ونشر العلماء نتائج دراستهم في مجلة "الطبيعة" العلمية، وقاموا بدراسة آلاف الناس من المصابين بالمرض ومن غير المصابين، كما ذكر موقع صحيفة "أوغسبورغر ألغيماينه" الألمانية نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)
ويعتقد العلماء أن الجينة (المُورثة) "سي4" لها تأثير على التشابكات العصبية عند الإنسان، وهي المسؤولة عن توصيل الإشارات الكهربائية أو الكيميائية أو العصبية للخلايا الأخرى. وهو ما يؤثر على الإصابة بمرض الفصام. وقال العلماء إنه يجب أجراء دراسات أخرى دقيقة لتقييم النتائج ولإثبات تأثيرات هذه الجينة على مرض الفصام، لكنهم واثقون بأنهم سيجدون دواء لهذا المرض.
وقد يزيل هذا الاكتشاف الكثير من المصاعب لعلاج هذا المرض المستعصي، كون أن الكثير من المصابين بهذا المرض يتم التعامل معهم بأنهم مرضى نفسيين ولا يمكن توقع سلوكهم أو نوبات غضبهم. ويقول أحد المرضى بالفصام " نحن المرضى نعاني الكثير بسبب الأحكام المسبقة ضدنا". لكنه لا توجد إثباتات علمية بأن المرضى الذين يتلقون العلاج هم أخطر من البقية.
والمريض الذي رفض الكشف عن اسمه يبلغ من العمر 58 عاما وتعالج لأول مرة من المرض وهو بعمر 18 عاما، أي قبل 40 عاما. واستطاع التحكم بمرضه وإكمال دراسته والزواج وإنجاب طفلين. ولكن بعد انفصاله من زوجته أصبح وضعه الصحي أسوء من ذي قبل. وصار هذا المريض في الوقت الحاضر أكثر انفتاحا ويتحدث مع معارفه بصراحة عن مرضه. ويقول مضيفا:" عندما يكون وضعي الصحي سيئا أحاول أن أذهب للمشي للخلود إلى الهدوء"، نقلا عن موقع صحيفة "أوغسبورغر ألغيماينه" الألمانية.
ويصاب نحو واحد بالمائة من السكان بمرض الفصام، وتبدأ أعراض المرض بالظهور خلال أوقات الحياة. وبعض هذه الأعراض تتمثل في اختلال التفكير والإصابة بالهلوسة واضطراب الفكر.
ز.أ.ب. ع.ج.م