آلة الحرب الصهيونية تحصد يوميا أرواح العشرات من الأبرياء في فلسطين المحتلة .. عشرات من الأطفال والنساء الآمنين سقطوا ضحية مجاذر صهيونية وحرب إبادة جماعية تتم علي مرأي ومسمع من العالم الذي فقد آدميته وانسانيته ، فما عاد يقوي علي التفريق بين المتعدي والمعتدي عليه .. بين المتحل الغاصب وبين المقاوم المدافع عن أرضه .
وأصبح الصهيوني «الحرامي» مغتصب الأوطان مجني عليه وعلينا دعمه بكافة أنواع الدعم المالي والعسكري والإعلامي، وأصبح المجني عليه إرهابي لمجرد أنه يدافع عن أرضه ويرفض التفريط فيها .
هذا هو العالم المتحضر مزدوج الفكر والرأي .. هذا هو العالم الذي ينتفض للدفاع عن حقوق الحيوانات والشواذ والمثليين ويتجاهل حقوق الإنسان لمجرد أنه عربي.. وهذا هو العالم المتحضر الذي يسوقه ويقوده بلطجي يطلقون عليه اسم الولايات المتحدة الأمريكية .
إننا أمام مشهد مأساوي وعالم لا يحترم قوانين ولا معاهدات .. غابة يحكمها بلطجي وينفذ إرادته وأوامره دويلات ارتضت لنفسها أن تكون قطع شطرنج أو بالمصري ( يويو ) يحركها البلطجي كما يشاء وللأسف قائمة الدول الـ ( يويو ) تضم دويلات عربية غنية بالمال ولكنها فقيرة في الكرامة والنخوة .. ارتضت لنفسها وشعوبها الإرتماء في أحضان بلطجي وحرامي ظنا منها أنها ستكون في أمان تحت حماية هذا البلطجي وطفله المدلل الذي كشفته عدة صواريخ بدائية أصابته بالفزع والرعب وأسقطت سرواله مع إطلاق أول صاروخ ، وهو الذي يوهم العالم أنه أسد وجيش لا يقهر !!
ومع أنهار الدم العربي المسلم التي تنهمر كل ساعة ونراها علي شاشات التلفاز وعبر الفضائيات، ومع الإدانة الأوروبية والأمريكية للمجني عليه والتحيز الواضح للجاني لا لشيئ سوي أنه يهودي ، فقد أصبحنا أمام حرباَ دينية كما وصفها وزير خارجية بلطجي العالم ( أميركا ) .
وأمام هذا المشهد وتلك العنصرية البغيضة ، كان لزاما علي المسلمين أن يعلنو عن هويتهم ونصرة دينهم وإخوانهم الذين يتم إبادتهم وقتلهم بدم بارد كل يوم وساعة .. يستغيثوا .. فلا مغيث .. يستنجدوا بأمتهم العربية والإسلامية .. ولا مجيب.. ولا غيرة علي الإسلام أو العروبة .. مسلمين في الاوراق الرسمية وفقط ، أما في الحقيقة فهم مطبعين مذلولين لا يقوون حتي علي إصدار بيان ينددون فيه بالمجاذر التي يرتكبها حرامي ومغتصب الأوطان ( إسرائيل ) .
واذا كنا قد تحدثنا عن الحرامي والبلطجي ، فلا يفوتنا الحديث عن «خيال المآتة» ذلك الكيان (الميت) القابع في ميدان التحرير – واسم «التحرير» منه براء- إنها المدعوة « جامعة الدول العربية» التي لا تثمن ولا تغني من جوع .. كيان تحكمه مصالح من يموله ويدعمه ماليا وليس له أن يصدر قرارا أو تنديدا لنصرة الأمة العربية التي يمثلها ، ليفقد ( خيال المآته ) أي دور له ، بعدما فقد شرعيته في الشارع العربي
وهنا يبرز علي السطح دور الموقف المصري من القضية العربية الإسلامية ( المسجد الأقصي الأسير ) ، فمصر كانت ولا تزال وستظل هي المدافع الأول عن القضية الفلسطينية منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر ومرورا بزعماء كبار وحتي الرئيس عبد الفتاح السيسي .. شاء من شاء أن يعترف بذلك وأبا من أبا .. تلك هي الحقيقة التي يحاول المتنطعون أن يتجاهلوها بحثا عن دور قيادي لهم في المنطقة ، ولن ينالوها أبدا مهما أنفقوا المليارات من أموال شعوبهم وأهدروها علي الملذات والهوايات والتي يرون أنها من مستلزمات القفز علي منصة الكبار .
مصر المستهدفة منذ قديم الأزل تقف الآن بمفردها أمام الهجمة الصهيونية والمؤامرة الثلاثية ( أمريكا واسرائيل وأوروبا ) والذين يسعون هذه المرة وبقوة لتنفيذ الحلم القديم وهو توطين أهالي غزة في سيناء لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء عليها .. هذا من ناحية ، ومن ناحية أخري إشعال الجبهة الداخلية في مصر ، لأن الشعب المصري لن يقبل بالتخلي عن جزء من أرضه .. من أجل ذلك استدعت الولايات المتحدة الأمريكية حاملتي طائرات أمام سواحل غزة وكذا بريطانيا ( ……… أمريكا الوفي ) ارسلت قطع بحرية حربية ، ليس لتأديب حركة حماس أو تخويفها كما يظن البعض أو يعتقد ، ولكن تحسبا لرد الفعل المصري إذا ما تم إجبار أهالي غزة علي الزحف واقتحام الحدود المصرية .
وبالتأكيد سيكون لمصر الكلمة الفصل في هذه الأحداث وتلك المؤامرة ، وهنا لن تحتاج الدولة المصرية إلي دعم خارجي بقدر ما تحتاج إلي وحدة الصف الداخلي والتفاف الشعب حول قيادته السياسية وجيشه البطل للدفاع عن أرضه وعرضه ومقدراته ، وأمام هذه الوحدة ستنكسر كل إرادة شريرة وستفشل كل مؤامرة صهيونية ، كما فشلت المؤامرات السابقة التي سعت للنيل من أرض الكنانة .
اللهم أحمي مصر من كيد الكائدين وممن يخططون ويساهمون في تعطيشها وكسرها ..
ولهؤلاء نقول .. دائما وأبدا ( مصر غير قابلة للكسر )
وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
تحيا مصر .. وعاش كفاح الشعب الفلسطيني المدافع عن مقدساتنا الإسلامية .
( كاتب المقال رئيس تحرير بوابة الوطن المصري ونائب رئيس تحرير بأخبار اليوم )
لمراسلة الكاتب