مصر لا تمتلك الا رفاهية الإصلاح .. و11 /11 أتفه من أن تُقلق أحدا
لا يمكن لأي قاريء جيد للتاريخ أن ينكر الدور الإخواني في تخريب السياسة المصرية، فمصر تجاوزت ما تجاوزت من فكر سياسي معاصر بعد صدمة الثورة الفرنسية الحضارية ،
فظهر طه حسين في كتابه ” الديمقراطية ” وتوفيق الحكيم في كتابه ” عودة الوعي ” وكتاب ” عودة الروح ” .. لكن تأثير كل من حسن البنا وسيد قطب علي الوعي الجمعي المصري كان أشد فتكاً وتأثيراً ودماراً ، فكان كتاب ” معالم في الطريق ” وأفكار الماسوني حسن البنا والماسوني بإمتياز سيد قطب
فكان تجهيل سيد قطب وتبشيره بفكرة جاهلية المجتمع وتكفير البنا أقوي من أفكار المفكرين المصريين ، فالبنا وقطب لعبا علي دغدغة مشاعر الفقراء والمضطهدين والحرافيش
لكن طه حسين وتوفيق الحكيم كتبا للنخبة والسلطة والمثقفين ، فكسبت الجماعة الشارع المصري ، كان رد الفعل من الدولة المصرية الطبيعي هو الاستبداد السياسي والديني لحماية عرش مصر من حكم التطرف الديني .
دخل أقباط مصر الكنيسة أمام معاناة نقص المواطنة وبعضهم هاجر للشتات وتاهت الأغلبية المسلمة بين اعتدال المؤسسة الدينية الرسمية وتطرف الفكر السلفي الجهادي والإخواني واستغلت الجماعة حالة السيولة وفقد الثقة من الجميع الي الجميع ، وحالة الإحساس بالدونية والإحباط الجمعي وانتشار التعصب وضعف الثقافة وانتشار مثلت التخلف المرض والفقر والجهل .
لم تكن تهذي وكالة المخابرات البريطانية ” MI6 “.. حينما أعطت حسن البنا وهو مدرس خط بسيط وتافه مبلغ ٥٠٠ جنية لكي يؤسس الجماعة ليمكنه من خلال قهاوي مصر وعظ الفقراء والحرافيش .
فكرة ليست عبقرية لكنها رخيصة وخبيثة .. الفكرة قديمة جدا لجهاز MI6
والذي يفحص جيدا تقارير المعتمد البريطاني عن ثورة ١٩سيعلم أنه لم تكن أحداث يناير 2011 سوي محاولة صناعة ثورة حرافيش في القاهرة بتدريب أوكراني وتخطيط انجليزي بارد وتنفيذ إخواني يساري محترف .. والفكرة يتم محاولة تنفيذها مرة أخري .
المخابرات الغربية تعلم جيدا أن فقراء مصر هم الثغرة لتغيير أي نظام حكم :
أولا
الخطة اعتمدها مكتب الرئيس أوباما لأن الوضع الدولي كان يسمح بذلك
ثانيا
خلاف الرئيس مبارك مع المؤسسة العسكرية حول توريث الإبن سمح بذلك
وثالثا وعاشرا
عدم الوعي الكامل لتأمين حدود مصر أيضا سمح بذلك .. فمن كل حدود مصر دخلت عناصر استخبارات قبل ٢٥ يناير ولكي يكون الأمر واضحا ، فالدولة المصرية كدولة إستفادت من الدرس جيدا
فأولا
من جنوب مصر وقاعدة برنيس ومنع تسلل اي عناصر عبر الحدود السودانية والتعاون الاستخباري المصري الفرنسي للحدود الليبية
وتجاوز الجيش المصري لبعض ثوابت كامب ديفيد وإعادة التموضع والانتشار في سيناء لتأمين الحدود الشرقية وسيناء والتعاون الاستخباري المصري القبرصي اليوناني لتأمين سواحل مصر الشمالية وشرق المتوسط ، وتأمين الحدود المصرية لعدم تسلل أي عناصر أجنبية استخباراتية أو إرهابية أصبح متكاملا .. وكانت ملحمة وطنية سرية من المخابرات العامة والمخابرات الحربية المصرية
وكان تأمين الحدود كاملا ثغرة تكتيكية كبري قبل ٢٥ يناير أصبح هناك وعي كامل بسدها
ثانيا
الوضع الدولي خاصة بعد الحرب الروسية الاوكرانية
لا يوجد رئيس دولة كبري يمكنه المخاطرة بأمن واستقرار مصر .. ثقل مصر الكبير يحميها من هذا الرهان
جهاز المخابرات الأمريكية CIA قدم لبايدن تقريرا يؤكد أن أي أحداث تشبه يناير يمكن أن تنزلق لحرب أهلية مروعة ، فالاخوان عائدون لتحطيم جيل كامل وفش الغليل .. هم جماعة لا تفرق بين الغليل والثأر الشخصي والسياسة ، أي انتفاضة شعبية مصرية قادمة لها أبعاد خطيرة ومعقدة وشائكة وكارثية
القيادة المصرية مثلا حاولت إعادة دمج الاقباط في مؤسسات الدولة كأفراد عاديين من الشعب المصري ، والاخواني يريد الثأر من الاقباط وقيادات الكنيسة ومثقفي ٣٠ يونيو الوطنيين لأنه يراهم سبب سقوطه وليس غبائه
قبل ٢٥ يناير النخبة المصرية من الطابور الخامس لم تتحرك الا بعد تونس وبعد الإشارة الدولية وإشارة مكتب أوباما للتحرك .
والآن لا إرادة دولية تريد تكرار نفس هذا المشهد .. لأن بسبب ثقل مصر سيكون من المستحيل قيامها مرة أخري لو سقطت
وكما صرحت القيادة السياسية من قبل لو سقطت المؤسسات لا تعود لانه لا يوجد بعد سقوطها من يعيدها
وجمال مبارك
جمال ليس بديلا كما يسوق الإخوان ولا بديل غير الإخوان … فلا تدعوهم يضحكون علينا مرة أخري
هناك فجوة بين الفقراء وجمال مبارك وجمال لا يمكن أن يكون بطلا شعبيا
هو فقط بطل أن أبطال اللقطة ولديه لوبي رجال أعمال وربما اتصال خفي مع الجماعة
خصوم الأمس أعداء اليوم …. هكذا السياسة ، فالجماعة والجماعة وحدها هي من تجيد اللعب علي مشاعر الفقراء .
القيادة المصرية لا تتاجر بالحروب وهذا يعني العالم والمجتمع الدولي ، لذا هناك حرص علي وجودها لأمن القرن الأفريقي وأمن المتوسط والمنطقة
درجة التوازن بين البنية التحتية ودعم الفقراء ناجحة أو فاشلة هذا أمر تتحمل مسئوليته القيادة السياسية وحدها وهو رهانها في التمسك بالقرار المنفرد
ولا يمكن دعم سياسات اثبتت عدم جدواها لكن لا يمكن أيضا قلعها بانتفاضات تتاجر بأحلام الشعوب …. وتربك الدول والحكومات من أجل بديل مغرض يريد قلب نظام الحكم
مصر لا تحتاج انتفاضات يقودها من صنعت السجون مجدهم السياسي ، فالزعامة السياسية لا تكون بالنضال والاعتقال من أجل فكر المرشد أو من أجل شيك التمويل الأخضر
مصر لا تحتاج انتفاضات وثورات تتاجر بالفقراء ومع ذلك فإن النظام يحتاج إصلاح داخلي وتغيير لبعض افكاره وسلوكه وفتح المجال العام
مصر لا تمتلك الا رفاهية الإصلاح و11 /11 اتفه من أن تُقلق أحدا لكن الخطر كل الخطر هو الفقراء