الوطن المصري – جيهان جابر
قال الدكتور محمود محيى الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخى COP27، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعنى بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، أن الرؤية وراء مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة الكبرى لتمويل العمل المناخى التى أطلقتها الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف واللجان الاقتصادية الإقليمية التابعة للأمم المتحدة وفريق رواد المناخ، والتى يشارك فيها تحالف جلاسجو لتمويل السباق نحو انبعاثات صفرية GFANZ، تكمن فى الثقة بأن العمل الإقليمى المشترك من شأنه التغلب على معوقات تمويل وتنفيذ العمل المناخى فى ظل التحديات العالمية الراهنة.
جاء ذلك خلال مشاركته فى الجلسة الافتتاحية للمنتدى الإقليمى الخاص بالمنطقة العربية لتمويل العمل المناخى الذى تستضيفه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) فى العاصمة اللبنانية بيروت، والتى شهدت مشاركة افتراضية من سامح شكرى وزير الخارجية والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، وحضر الجلسة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى، ورولا دشتى، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والسكرتير التنفيذى للإسكوا، وعدد من الوزراء العرب.
وأعرب محيى الدين عن ثقته بأن العمل العربى المشترك والتعاون بين الدول العربية من شأنه إيجاد الحلول والتغلب على المعوقات وتحقيق أهداف المناخ، قائلاً إنه يتوقع أن يخرج المنتدى بمشروعات إقليمية فعالة قابلة للتمويل والتنفيذ.
وأفاد بأن نتائج المنتديات الإقليمية الثلاثة التى سبقت منتدى بيروت تؤكد أهمية البعد الإقليمى للعمل المناخى، وضرورة العمل المشترك بين دول الإقليم الواحد للتعرف على نقاط التكامل والعمل عليها، موضحاً أن منتدى إفريقيا أسفر عن 19 مشروعاً تنموياً قابلاً للتنفيذ فى مجالات النقل والطاقة والبنية التحتية والزراعة والاقتصاد الأزرق وأسواق الكربون، كما نتج عن منتدى آسيا والمحيط الهادى 20 مشروعاً لتمويل الالتزامات الوطنية المحددة وإجراء الشراكات بين القطاعين العام والخاص وتطوير أسواق المال فضلاً عن التعاون فى مجال الطاقة، بينما خرج منتدى أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى بأربعة مشروعات عملاقة فى مجالات الطاقة والنقل.
وأكد محيى الدين، أن هناك مبادرات لتمويل العمل المناخى مثل مبادرة تحالف GFANZ الذى تعهد بتمويل العمل المناخى بقيمة 130 تريليون دولار، لذلك فإنه من المهم تحديد مجموعة من المشروعات المؤثرة والقابلة للاستثمار والتنفيذ للتفاوض على تمويلها، موضحا أن تمويل هذه المشروعات يجب أن يتم عن طريق الشراكات والاستثمار دون أن يتخذ شكل القروض والدين التى تمثل نحو 62 بالمئة من أساليب تمويل العمل المناخى.
وتوقع رائد المناخ أن يخرج المنتدى العربى بمشروعات مختلفة على المستوى النوعى ومتنوعة على مستوى القطاعات المختلفة، مشيراً فى هذا الصدد إلى منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى الذى استضافته قبل أيام والذى اهتم بمناقشة المشروعات المتعلقة بمحور المياه والغذاء والطاقة وكذلك آليات تمويلها.
وأكد محيى الدين أن مؤتمر الأطراف السابع والعشرين الذى سيعقد فى شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل سيكون مؤتمراً للحلول العملية للمشكلات التى يواجهها العمل المناخى وفى مقدمتها التمويل، موضحاً أن حجم التمويل الحالى لمشروعات المناخ أقل كثيراً من التمويل اللازم للعمل المناخى، كما أن مشاركة القطاع الخاص فيه لا تتجاوز 3 بالمئة فقط.
ولذلك وصف محيى الدين، تمويل العمل المناخى بأنه غير كافٍ، وغير عادل؛ لعدم كفاية التمويل المتاح مقارنة بالاحتياج العالمى كما تم الذكر، غير كفء لأنه يستغرق وقتاً طويلاً من التفاوض حتى يتاح التمويل لصالح العمل الفعلى، كما أن التمويل غير عادل لأن الدول الأكثر تضرراً من ظاهرة التغير المناخى مطالبة بسداد فاتورة أزمة ليست سبباً فيها كما أنها تحصل على النصيب الأقل من التمويل اللازم لتحقيق أهداف المناخ لديها.
وفى ختام كلمته، دعا محيى الدين منتدى بيروت للخروج بمشروعات مناخ فعالة قابلة للتمويل والتنفيذ، وتعزيز التعاون بين جميع الأطراف الفاعلة بما فى ذلك الحكومات والقطاع الخاص وبنوك الاستثمار وشركاء التنمية من أجل تنفيذ مشروعات المناخ فى إطار أكثر شمولاً يحقق أهداف التنمية المستدامة ككل.