الخميس, 2 مايو, 2024 , 12:35 م
الكاتب الصحفي فوزي عويس

علشانك يامصر ..« هذه هي مصر “العظيمة”»

بقلم : فوزي عويس

 

• نشرت جريدة “الجمهورية” علي صفحتها الأولي يوم 23 يوليو من الشهر الفائت صورة لمحافظ دمياط الدكتورة منال عوض ميخائيل وهي تجلس بين المصليات في المسجد تستمع معهن لخطبة الجمعة في مشهد إنساني حضاري ، هذه الصورة التي تعكس سماحة الأديان تدلل علي الحالة الرائعةالتي يعيشها المسلمون والأقباط في مصر منذ القدم ، بإستثناء السنةالسوداء الغبراء التي حكمتنا فيها الجماعة الإرهابية وماقبلها، لكن سرعان ماعادت الي روعتها بل ووصلت ذروة روعتها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله تعالي والذي كان أول رئيس
جمهورية يزور الكاتدرائية ويحتفل مع المصريين بأعيادهم
وينتقل بنا من واقع “الوحدة الوطنية” الي واقع ” الوطنية الواحدة” ، .. هذه الصورة تؤكد بما لايدع مجالا للشك حقيقة مقولة البابا الراحل شنودة : “مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا” ، وتعيد الي الأذهان مقولة قداسة البابا تواضروس  بعد أن قام الأوغاد بالإعتداء علي عدد من الكنائس بعد فض اعتصام رابعة العام 2013 “لتذهب الكنائس وتبقي مصر ، واذا لم نجد كنائس نصلي فيها فسنصلي مع اخواننا المسلمين في الميادين والشوارع” ، .. هذه الصورة التي نشرتها  “الجمهورية” لمحافظ دمياط وهي تستمع وسط المصليات لخطبة الجمعه تأتي استكمالا لصور مماثلة كثيرة سجلها التاريخ في أنصع صفحاته ومنها علي سبيل المثال لا الحصر قيادة لواء قبطي في الجيش يدعي نجيب مليكة لطابور المحمل النبوي الذي يحمل كسوة الكعبة في مشهد مهيب ليسلمه لرئيس الوفد المسافر الي المدينة المنورة ومكة المكرمة في موسم الحج ، اذ كان يشترط أن يحمل كسوة الكعبة ويقود طابور المحمل أقدم ضابط برتبة لواء ، وتصادف أن كان اللواء نجيب مليكة هو أقدم اللواءات فلم يشأ الإعتذار رغم تخييره بين القبول أو الرفض وتقدم للمهمة فأسس بذلك لعمل وطني شعاره التسامح كرره من بعده اللواء رزق الفسخاني عندما أصبح أقدم اللواءات ، وعبر تاريخنا الحديث لايمكن ألا نذكر المهندسة المصرية جاكلين سمير التي كانت أول مهندسة قبطية تتولي قيادة فريق من “المقاولون العرب”  يتولي ترميم المساجد الأثرية في مصر وعلي رأسها مسجدي “السيدة عائشة والإمام الشافعي” ، وفي شهر رمضان من كل عام نري ترانيم المحبة تعزف في شوارع وميادين مصر من خلال موائد الرحمن التي يقيمها بعض الأشقاء الأقباط ، وقد شهد ويشهد سنويا شارع النصر في مدينة الغردقة أكبر هذه الموائد طولا اذ تسع لقرابة ألف صائم يقيمها منذ عقد من الزمان قبطي يدعي “محارب عجايبي” ومثله يفعل كثيرون حتي أن أحدهم أقام مائدته بجوار قضيب القطار لإفطار ركابه ، أما القبطي عياد شاكر حنا الذي بلغ الثمانين من عمره فلم يكتف بحفظه وتجويده للقرآن الكريم بل ورث مهنة والده في تحفيظ أهالي قريته بمحافظة المنيا القرآن الكريم وعلومه من تفسير وتجويد مستمتعا كما قال بتعاليم القرآن التي تتضمن رسائل حب ورحمة ، وهو الأمر الذي حظي بإشادة أهالي القرية وعلي رأسهم أئمتهم من العلماء ، ولايمكن أن ننسي اقتداء البابا الراحل شنودة بالخليفة عمر بن الخطاب ورفضه قبيل وفاته ترشيح “بطريرك” حيث قال : “سأترك الأمر للأساقفة من بعدي اقتداء بالخليفة عمر الذي قال وهو علي فراش الموت بعد تعرضه للطعن لمن طلب منه أن يرشح خليفته : لا أستطيع أن أتحمل مسؤولية من يأتي من بعدي حيا أو ميتا” ، ولايمكن أن أنسي أيضا القمص بيجول الأنبا بيشوي راعي الكنيسة المصرية بالكويت الذي عايشته لسنوات طوال كان خلالها ولازال خادما لجميع المصريين ومقصد الكثيرين من المسلمين الباحثين عن عمل بحكم علاقاته الواسعة جدا في المجتمع الكويتي حتي أنه توسط  لمؤذن لجأ اليه  باحثا عن عمل ، وبالطبع هناك مواقف من المسلمين تجاه الأقباط مماثلة قد نأتي علي ذكرها في مابعد ، ولكني أقول بأن تلك المواقف وغيرها كثير جدا جدا لايمكن أن تحدث الا في مصر “العظيمة”  فقط ،  ولهذا فإنني أدعو الجهات المعنية سواء في وزارة الخارجية أو وزارة الهجرة أو الهيئة العامة للإستعلامات أو الأزهر والكاتدرائية لجمعها سواء تلك التي حدثت في التاريخ القديم أو الحديث وتوثيقها واصدارها مقرؤة ومرئية ومسموعة وتوزيعها علي سفاراتنا الخارج لإهدائها الي حكومات وشعوب العالم كله ليوقن العالم من أقصاه الي أقصاه أن مصر لايمكن اختراقها من الداخل من خلال احداث فتنة بين المسلمين والأقباط وأن كل هذه المحاولات الخبيثة سواء من دول أو من جماعات أو من أي أشرار سوف تتحطم علي صخرة “الوطنية الواحدة” التي تأسست وترسخت في ظل “الجمهورية الجديدة”  .. والله من وراء القصد

• آخر الكلام : غدا الصليب هلالا في توحدنا .. وجمع القوم “انجيل وقرآن”

اترك رد

%d