الخميس, 28 مارس, 2024 , 6:36 م

«الاختيار» .. يكشف سوء الاختيار

أهل الثقة لا يبنون إعلاماً وطنياً .. ولا يدافعون عن دولة

المناصب الإعلامية ليست هبة أو منّة أو مكافأة ولكنها مسئولية

مصر تحتاج لإعلام حرب بكل ما تعنيه الكلمة لأنها تخوض حرباً على كافة الجبهات

من العبث أن نختار قيادات صحفية وإعلامية تتعامل مع مؤسساتها وكأنها فى إعارة للخليج

بقلم – خالد عبد الحميد

أن ينتقد صحفى أو إعلامى بنى مهنته والقائمين عليها أمر غير مألوف وربما يصوره البعض بأنه يتعارض مع تقاليد المهنة ، ولكن ومع حالة الترهل الإعلامى التى نراها ونتابعها فى ظل التحديات الجسيمة التى تمر بها البلاد ، كان لزاماً علينا أن نخترق جدار الصمت وأن نصرخ بأدب وعقلانية وقبلهما بوطنية .. دفاعا عن كيان الدولة المصرية ، لا سيما إذا علمنا أن الإعلام هو رأس الحربة في بقاء الدولة قوية من عدمه .

من هذا المنطلق ومن خندق الدولة المصرية نقول أن مسلسل  (الاختيار3) وما تضمنه من أحداث وطنية حقيقية عايشناها وشاركنا فيها يجعلنا نعتب على القائمين على الإعلام في مصر ، بعد أن فشلنا وعلى مدار أكثر من 6 سنوات فى توصيل رسالة الدولة للمواطن ، حتى أن القيادة السياسية ذاتها لها تحفظات على الأداء الإعلامى في مصر ومعها كل الحق .

إذن علينا أن نحدد المشكلة وطرق حلها بعيدا عن المبررات التى لا تثمن ولا تغنى من جوع .

وبتفكيرى المتواضع والذي قد أكون فيه مخطئاً ، كما قد أكون على صواب .. المشكلة في اختيار القيادات الصحفية والإعلامية ورؤساء تحرير القنوات الفضائية التى تقود الإعلام في مصر ، والتى تنازلت عن مساحة ليست بالقليلة شغلتها جهات إعلامية خارجية دأبت على بث سمومها لضرب أمن واستقرار الوطن .. وقبل أن نهاجم تلك الجهات الخارجية الممولة ، علينا أولاً أن نصلح البيت الإعلامى المترهل من الداخل .

لقد جمعتنى جلسة حوارية ثنائية منذ حوالي عامين مع قيادة أمنية تنتمى لجهاز وطنى محترم وتحدثت معه بشفافية وقلت له : « مشكلتنا في مصر هو اختيار أهل الثقة دون الخبرة والنتيجة ما نراه اليوم .. وطرحت عليه سؤلاً استنكارياً لم انتظر رداً أو إجابة عليه وهو « هل مصر أُصيبت بالعقم حتى أن المعنيين لم يجدو قيادات إعلامية وصحفية تجمع بين الحسنيين ( أهل الثقة وأهل الخبر ) بالتأكيد لدينا العشرات من هذه النوعية الوطنية التى تحتاج إليها منظومة الإعلام في مصر فى أخطر مرحلة تمر بها البلاد .

للأسف من يطالع الصحف اليومية وحتى الأسبوعية يصاب بالغثيان – أعتذر عن هذا اللفظ – ولكنها الحقيقة حتى ولو كانت صادمة أو موجعة .. وعلينا أن نسأل أنفسنا عن حجم توزيع الصحف القومية الآن وأقول القومية لأنها هى المعنية في المقام الأول بتوصيل رسالة الدولة للمواطنين وأنا أحد أبناء مؤسسة قومية عريقة .

للأسف أرقام توزيع الصحف إذا ما تم إعلانها ستكون صادمة للجميع ، ولا مدعاة هنا للقول بأن المواقع الإلكترونية سحبت البساط من الصحف الورقية ، فحتى المواقع الإلكترونية القومية تقبع في ذيل المواقع بعد أن سبقتها المواقع الخاصة .. هل بحث أحد من المسئولين عن الإعلام عن السبب ؟ .. لم يحدث .. لأننا لم نجد تطويرا حقيقيا على الأرض حتى الآن .

المناصب الإعلامية ليست هبة أو منّة أو مكافأة لشخص ما قام بدور ما .. بل المناصب مسئولية .. والمسئولية تحتاج لمن هو أهل لها يقدرها ويتحملها .. هكذا تعلمنا من رئيس الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسي الذي تحمل مسئولية دولة كانت على وشك الإنهيار ،تصدي لها بشجاعة ووطنية وخبرة فكان أهلاً لها ، وكان لابد أن يكون كل ما دون الرئيس مسئولاً وأهلاً للمسئولية ولكن أن نطالع الصحف القومية أحد الأيام ونجد كل عناوينها ( كوبى وبيست ) رغم أن لكل منها رئيس وهيئة تحرير مختلفة ، وحتى ولو كان تغطية لحدث مهم فهو فقر مهنى واضح يُسأل عنه كل من يدير المنظومة الإعلامية في مصر ، فتغطية الحدث لمن لديه خبرة يمكن أن يتم تناوله من أكثر من زاوية وبأكثر من عنوان وتحليل وتغطية لكن ما نشاهده لا ينطبق عليه سوى وصف الفقر الإعلامى .

أهل الثقة لا يبنون إعلاماً وطنياً .. ولا يدافعون عن دولة لأنهم بكل بساطة .. يفتقدون للأدوات .

مصر تحتاج لإعلام حرب بكل ما تعنيه الكلمة لأن مصر تخوض حرباً على كافة الجبهات وفي مختلف المجالات ومن العبث أن نختار قيادات صحفية وإعلامية يتعاملون في صحفهم ومؤسساتهم وكأنهم فى إعارة لإحدى دول الخليج .

ونُشهد الله أننا ما سطرنا هذه السطور لمهاجمة أحد أو طمعاً في منصب فقد بريقه ، بل نؤمن إيماناً راسخاً بأن الإعلام هو رأس الحربة لنهضة وتنمية أى دولة وبدونه ستظل دولة عرجاء مهما شهدت من نهضة وتنمية لا يشعر بها المواطن لأن حلقة الوصل مقطوعة .

حفظ الله مصر شعبا ورئيساً وجيشا وشرطة

  

 

اترك رد

%d