الوطن المصري – عمر خالد
لم يتوقع أشد المتفائلين من جماهير الأهلي أن يفوز الأهلي بخماسية علي غريمه الزمالك لم يكن يتوقع أشد المتشائمين من جماهير الزمالك أن يلقي فريقها هذه الهزيمة القاسية وفي المجمل فقد ابتسمت القمة الجماهيرية الأولى في مصر والوطن العربي، للنادي الأهلى على حساب غريمه التقليدي نادي الزمالك، في مواجهة مثيرة، لم يمهل فيها الجنوب أفريقي موسيمانى منافسه الفرنسي بارتيس كارتيرن فرصة جس النبض أو قراءة المباراة، فقتلها مدرب الأهلى في أول 25 دقيقة بثلاثية مفاجئة، ضربت كل التوقعات في مقتل.
قمة الأهلى والزمالك على استاد القاهرة أعادت للكرة المصرية بريقها وأمجادها وإثارتها، بعدما شهدت المواجهة تسجيل الأهداف الرائعة، والحضور الجماهيري اللافت والمنظم، واللقطات الفنية التي شكلت لوحة جمالية على البساط الأخضر، وكلها كانت الكرة في مصر -وتحديد القمة- تفتقدها في السنوات الأخيرة.
مال موسيمانى للواقعية في وضع تشكيل الأهلي، وضم كلا محمد الشناوي العائد من إصابة في حراسة المرمى، ورباعي الدفاع على معلول، أيمن أشرف، بدر بانون، أكرم توفيق، فيما اختار تأمين الوسط بالثلاثي حمدى فتحي، عمرو السولية، أليو ديانج على الدائرة، أمامهم محمد مجدي أفشة، والاعتماد على الثنائي الهجومي بيرسى تاو، ومحمد شريف معا في الخط الأمامى.
لم تتوافر لكارتيرون الحلول الكثيرة في كل الخطوط، فاعتمد على حارسه الأساسي محمد أبو جبل لحماية العرين الأبيض، ورباعي حمزة المثلوثى، محمود علاء، محمود الونش، أحمد فتوح منحازا لفاعلية فتوح وشبابه على حساب خبرة عبد الشافي، كما اعتمد على ثنائي الدائرة طارق حامد، إمام عاشور، أمامهم أوباما في مركز صانع الألعاب، وجناحين بمقومات هجومية كبيرة هما زيزو، وأشرف بن شرقى ومهاجم وحيد هو عمر السعيد على حساب سيف الجزيري المتوهج في الفترة الأخيرة.
دقائق جس النبض لم تطول، فبعدما بدأت المباراة بشكل هادئ من الفريقين ورفض القطبان الانسياق للغزو الهجومي مُبكراً ولجأ كلاهما إلى التأمين الدفاعي، اباحت المباراة عن اسرارها قبل مرور 10 دقائق، وبدأت محاولات الفريقين الهجومية في الدقيقة التاسعة تقريباً مع توغل أشرف بن شرقي في منطقة جزاء الأهلي وكادت الكرة تسكن شباك الشناوي لكنها مرت بجوار القائم بسمتيمرات وتتحوّل إلى ضربة ركنية بعدما أرتطمت باقدام أحد مدافعي الأهلي.
وواصل الزمالك التحرر الهجومي وأنقذ الشناوي فرصة خطرة للأبيض ورغم هجوم الزمالك نجح ديانج في تسجيل هدف التقدم للأهلي في الدقيقة 16 بعدما سدد كرة أرتطمت بأبوجبل وتسكن الشباك.
بعد الهدف واصل الأهلي الضغط واحتسب الحكم ضربة جزاء للأهلي بعد عرقلة على معلول سجل منها معلول الهدف الثاني في الدقيقة 19، استغل الأهلي تسجيل هدفين، وواصل الضغط وسجل محمد شريف هدف بأسيست رائع من عمرو السولية “بالكعب”.
ونال طارق حامد بطاقة صفراء للخشونة مع عمرو السولية في الدقيقة 34، وحاول الزمالك العودة للمباراة واستعادة وسط الملعب، لكنه لعب بخشونة، فأشهر الحكم محمد عادل بطاقة صفراء ثانية للأبيض وهذه المرة كانت من نصيب عمر السعيد للخشونة مع بدر بانون.
وحاول الزمالك تسجيل هدف لتعديل النتيجة وتصدى الشناوي لرأسية من عمر السعيد، كما حاول الاهلي إضافة هدف، رابع لكن ينتهي الشوط الأول بتقدم الاهلي بثلاثية نظيفة
بداية الشوط الثاني شهدت صحوة من الزمالك وهجوم مكثف على مرمى الأهلى، ورغم أنها جاءت متأخرة عن وقتها بكثير، لكن البديل مصطفى فتحي نجح في تسجيل هدف حفظ ماء الوجه بكرة صاروخية سكنت في بيت الشيطان على الزاوية العلوية يسار الشناوي، ليمنح البديل فتحي مدربه وجماهيرية بارقة أمل في العودة مرة أخرى للقاء، لكن الأهلي لم يتفرج على سيناريو الريمونتادا.
استعاد موسيمانى زمام الأمور سريعا، وأحرز أليو ديانج الهدف الرابع للأهلي في مرمي الزمالك بالدقيقة 53 من عمر مباراة الفريقين، بعده مباشرة منح الحكم محمد عادل ضربة جزاء للأهلي أضاعها وتابعها شريف في مرمى أبو جبل، لكن حكم اللقاء أعادها بداعي دخول لاعبى الفريقين لمنقطة الجزاء قبل تسديد معلول للضربة، ورغم ذلك صمم الظهير التونسي على التسديد مجددا ليضع الهدف الخامس للأهلي.
ظهرت العصبية على لاعبى الزمالك في المباراة بعد تسجيل الأهلى للهدف الخامس، وشهدت المباراة اندفاعات من طارق حامد وزيزو، لكن الحكم سيطر على اللقاء بقراراته، ولم يجعلها تخرج من بين يديه، فيما جاءت محاولات بدلاء الزمالك سيف الجزيري وأوناجم بائسة على مرمى الأهلي، بينما كانت المحاولات الحمراء أكثر خطورة في ظل اندفاعات لاعبى الفريق الأبيض نحو الهجوم بحثا عن تقليص الفارق.
لكن الجزيري نجح في الحصول على ضربة جزاء بين مدافعي الأهلي، وتصدى لها أحمد سيد زيزو الذى ترجمها لهدف ثان للفريق الأبيض ما منح كتيبة كارتيرون الأمل في تسجيل المزيد من الأهداف وتقليص الفارق، وزاد بن شرقي الأمل بتسجيله هدف ثالث للفريق الأبيض، لكن العودة كانت متأخرة للغاية.