الوطن المصري – علاء سعد
تعالت الزغاريد، وعُلقت زينة الفرح، وتوالت أغاني الـ«دي جي»، ابتهاجًا بـ«ليلة الحنة»، الجميع يتبادل التهاني «مبروك عقبال وربنا يتمم بخير»، جملة رسمت السعادة على وجه والدا العروس، في فرحة انتظرتها الأسرة، للاحتفال بزفاف أغلى الناس.
منزل بسيط داخل قرية ريفية بمحافظة القاليوبية ، كان على موعد مع فرح ومأتم في آن واحد، في لحظة لا يريد أحد تكرارها، وكانت بمثابة صدمة مروعة، لا يمكن أن يتخليها أحد.
بدأت الشمس في الغروب، وتوافد الأقارب والأحباب، للمشاركة في «حنة العروسة»، التي استعدت للحظات الفرحة والسعادة، التي تنتظرها أي بنت، وهي الدخول لعش الزوجية، وبداية حياة جديدة، وبناء أسرة مستقرة.
وسط الأغاني والزغاريد، رن هاتف العروس، التي ارتسمت على وجهها علامات السعادة، عندما هاتفها «العريس»، وطلب منها الخروج من منزلها لمقابلته دون أن تخبر أحد «عايزك ضروري محضرلك مفاجأة»، لم تتردد العروس، ولبت نداء شريك حياتها.
وصلت العروس للمكان المتفق عليه، وكانت المفاجأة التي أعدها لها عريسها، هي طعنات غادرة، سقطت بعد أرضًا وسط بركة من الدماء، في مشهد مأساوي، كتب نهاية عروس ليلة زفافها.
بحثت أسرة العروس، عنها في كافة أرجاء المنزل دون جدوى، وحاول والدها الاتصال بها على هاتفها المحمول وكان الرد «الهاتف قد يكون مغلقًا»، هنا بدأ القلق يتسلل إلى أسرتها، فخرجوا للبحث عنها بكافة أرجاء القرية، وكانت المفاجأة الصادمة، عندما عثروا عليها غارقة في دمائها.
بداية كشف لغز الجريمة، كان عندما تلقى قسم شرطة قليوب، بلاغًا من إحدى المستشفيات، باستقبالها جثة ربة منزل مقيمة دائرة القسم، وبها عدة طعنات، وبسؤال والدها، أفاد بأنه حال قيامه بالاحتفال بحنة كريمته «المجني عليها»، أمام مسكنه، ورد لها إتصال هاتفي على إثر ذلك، قامت بالخروج من مسكنهما، وعقب تأخرها قام بالبحث عنها، وعثر عليها داخل قطعة أرض فضاء، وبها عدة إصابات، وتبين عدم تواجد هاتفها المحمول، فقام بنقلها للمستشفي لمحاولة إسعافها، إلا أنها توفيت.
أسفرت جهود فريق البحث، تنفيذًا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وتحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وبمشاركة ضباط إدارة البحث الجنائي بأمن القليوبية، عن أن وراء ارتكاب الواقعة نجل عمة المجني عليها «زوجها».
عقب تقنين الإجراءات، تم ضبطه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وقرر أنه عقد قرانه على المجني عليها على غير رغبته، إرضاءً لوالديه لإرتباطه عاطفيًا بإحدى الفتيات، فعقد العزم علي التخلص من المجني عليها، فقام باستدراجها لمحل العثور، وتعدى عليها بسلاح أبيض «سكين» وعقب تأكده من مفارقتها للحياة، قام بالاستيلاء على هاتفها المحمول ولاذ بالهرب، وعاد لمسكن المجني عليها مرة أخرى، حتى اكتشف ذويها عدم تواجدها، فقاموا بالبحث عنها، إلى أن عثروا عليها في فقام بنقلها للمستشفى، حتى يبعد عنه الشك.
وأرشد المتهم عن الأداة المستخدمة فـي الواقعة، والهاتف المحمول المستولى عليه، وتحرير محضر بالواقعة، وبعرض المتهم على النيابة العامة، قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.