الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 3:31 م

صبراً آل مصر فإن موعدكم لقريب .. ونيلكم لن يغيب

كما توقعناها فى مجلس الأمن الدولى ,, خطة معدة سلفاً لإجهاض المشروع التونسي فى مجلس الأمن بإيقاف كافة الأعمال التى تقوم بها أثيوبيا فى سد النهضة ومن بينها الملء الثانى والدعوة لمفاوضات جديدة برعاية دولية .

لقد ظهر جليا الموقف الروسى المتعنت ضد مصر رغم ما كان يظهر للعامة على غير الحقيقة من وجود علاقات مصرية روسية متميزة وأحضان وقبلات ، و( ما فى القلب .. فى القلب ) ، ونظن أن الموقف الروسي يفسره رفض الرئيس السيسي لطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بإنشاء قاعدة روسية فى مصر .

كما يفسر الموقف الصيني ضد مصر فى مجلس الأمن – رغم ما كان يبدو للعيان من علاقات متميزة بين الدولتين – أن الصين من دول المنبع وتخشى لو انتصرت مصر فى معركة المياه أن يشجع ذلك دول المصب التى تربطها نهراً واحداً بالصين أن تلجأ لمجلس الأمن ضد بكين لحجز المياه عنهم، ينطبق ذلك على الدب الروسى أيضاً .

إذن المصالح .. والمصالح فقط هى من تحكم العالم ولا مجال مطلقا لما يقال عن علاقات صداقة بين الدول وهى كلمة (سيئة السمعة )، فلا صداقة إذا ما تعارضت مع المصالح .

لقد وضح جلياً أن المفاوضات لن تأتى بجديد يستوى فى ذلك أن تكون المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقى أو الأمم المتحدة ، طالما أن مجلس الأمن تحكمه عصابة دولية لتحقيق مصالح أعضائها وفقط ،  وعلى مصر أن تحصل على كافة حقوقها (المشروعة) دون الوضع فى الاعتبار أى ردود أفعال دولية ، فالعالم لا يعترف إلا بالأقوياء أما القوانين والمعاهدات الدولية فلا تطبق إلا على الضعفاء ، ولنا فى إسرائيل وتركيا وأمريكا وإيران المثل فى الضرب بكافة القوانين والمعاهدات الدولية عرض الحائط ولم تتعرض لأى عقوبات (فعلية ) إذن فلنأخذ كافة حقوقنا بالطريقة التى نرى أنها مناسبة لنا حتى ولو كانت غير مناسبة للأغيار فرأيهم لا يهمنا ، ولا مدعاة هنا للقول بعقوبات يمكن أن توقع على مصر ، فالمصالح سيكون لها الغلبة ومعظم دول العالم لها مصالح مع مصر .

الشاهد أن هناك جهات خارجية تسعى لإشعال أزمة المياه وتقوم باستمرار بتحريض الجانب الإثيوبى على رفض كافة الحلول السلمية والتفاوضية وصولاً إلى الصدام المسلح لتوريط وإشغال القاهرة فى حرب فى الجنوب ، لتنفيذ مخطط مشبوه فى الشمال وتحديدا فى منطقة البحر المتوسط  التى أصبحت مطمعاً للدول الاستعمارية الكبرى التى خططت للاستيلاء على خيرات الشرق فى البحر المتوسط وليبيا ، وكانت مصر هى العائق أمام تنفيذ هذا المخطط ، فكان يجب إشغالها بقضية تمثل بالنسبة للمصريين مسألة حياة أو موت وهى قضية مياه النيل ، فتم طرح هذه الورقة للضغط على القاهرة للتغاضي عن عملية “المتوسط” مقابل حل قضية السد .

والغريب أن نجد دولة تحرض على ضربها ، ففى أكثر من تصريح وبيان لمسئولين أثيوبيين نجدهم يحرضون مصر على ضرب السد ، بل ويدفعونها دفعاً للقيام بذلك مدعومين بسوس الأرض فى مصر عناصر جماعة الإخوان التى عاثت فى الأسواق ووسائل الإعلام فساداً  لتأجيج مشاعر المواطنين وإظهار الدولة – على غير الحقيقة-  بمظهر الطرف الضعيف فى أزمة المياه وأنه يجب أن تضرب مصر السد اليوم وقبل الغد .

ولأن القيادة السياسية تعى جيداً تفاصيل هذا المخطط وأهدافه ، فقد استبق الرئيس السيسى الجميع بخطوة ولم ينجرف لآتون حرب مع أثيوبيا فى التوقيت المُخطط له ، وذهب إلى الشمال ليدشن أكبر قاعدة عسكرية بحرية فى منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط  وهى رسالة من القيادة السياسية ومن العيون الساهرة بأن كافة أوراق اللعبة مكشوفة لدينا وقادرون على التعامل معها ، وهى الرسالة التى وصلت وبقوة لقوى الشر الخارجية “محركى عروسة الماريونيت” فى أثيوبيا .

وقد تحدثت القوات المسلحة هذه المرة فى افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية وبحضور القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى أقوى رسالة لها على الإطلاق عندما قال مقدم الحفل العميد ياسر وهبة بصوته القوى المزلزل: ” …. لسنا دعاة حروب أو صراعات أو نزاعات، ولكننا في الوقت ذاته إذا فُرض علينا القتال دفاعا عن حقوقنا، ومكتسبات شعبنا فنحن أهله ودروس التاريخ تؤكد للقاصي والداني أن مصر وإن طال صبرها إلا أنها لا يمكن أبدا أن تفرط في حق من حقوقها، وستظل مصر تنبض بالحياة لترفع أمتها العربية رأسها لعنان السماء.

واسترشد العميد ياسر وهبة بأبيات لشاعر النيل حافظ إبراهيم :” أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي، ما رماني رام وراح سليما من قديم عناية الله جندي، كم بغت دولة عليّ وجارت ثم زالت وتلك عقب التعدي، أمن العدل أنهم يردون الماء صفوا وأن يُكدَّر وردي، لا والله لن يُكدَّر وردي”.

رسالة القوات المسلحة كانت بمثابة الإنذار الأخير ليس لأثيوبيا وحدها ولكن لمن يحرضونها بأن مصر لن تفرط فى حق من حقوقها مهما كانت التضحيات وأنها أبداً لن ترضخ لمساومات أو مراهنات على حقوق الشعب ، وأن القوات المسلحة المصرية قادرة على رد الإعتداء وأزالة أثاره ولكنها قامت بكافة الخطوات والإجراءات السلمية لتؤكد للعالم أننا دعاة سلام لا حرب ولكن إذا فرضت علينا فنحن أهل لها – كما ذكر – مقدم حفل قاعدة 3 يولية البحرية. وكان فى حضور الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى ، ومحمد المنفى رئيس المجلس الرئاسي الليبي رسالة أخرى أرادت القيادة السياسية أرسالها لكل من يعنيه الأمر أن العرب يقفون مع مصر دفاعاً عن حقوقها التاريخية فى مياه نهر النيل ، وأن ليبيا فى قلب مصر.. وأن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار مصر .

الخطب جلل وقد تداعت علينا قوى الشر العالمية للنيل من نيلنا وأرضنا وأمننا وعلينا أن نكون صفاً واحداً وأن نواجه التحدى “إيد واحدة” وانا لمنتصرون بإذن الله

اترك رد

%d