بقلم – خالد عبد الحميد
“يا رايح كتّر من الفضايح” مثل ينطبق تماماً على الرئيس المهزوم دونالد ترامب الذي يأبى أن يترك منصبه دون أن يفتعل أزمات ويصدرها لـ “جون بايدن” الرئيس الفائز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية والذي سيتولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية رسميا فى ينايرالمقبل.
ترامب وحتى يلفت إليه أنظار المتشددين وكارهى مصر فى أمريكا وإسرائيل بطبيعة الحال وثالثهم كلبهم”الإخوان المجرمين” أقحم نفسه فى قضية أكبر منه بكثير ، عندما تحدث عن تسليح الجيش المصرى زاعماً وواهماً ومضللاً بأن الجيش المصرى يستخدم المساعدات الأمريكية ( 1.3 مليار دولار ) لشراء أسلحة ومعدات روسية .
ترامب خانته ذاكرته ، وربما لم يقرأ من قبل فى ملف المعونات والمساعدات الأمريكية لمصر والتى منحتها الولايات المتحدة لمصر والكيان الصهيونى بعد اتفاقية السلام ، ولم تطلبها مصر ، وقد حاول سابقيه التلويح بسلاح قطع المعونات العسكرية والاقتصادية إلا أنهم فشلوا جميعاً فى استخدامه أمام رفض مصر أى إملاءات أو ضغوطات أمام التلويح بقطع المعونات.
الشاهد هنا أن خبراء التسليح فى العالم يعلمون جيداً أن هذا المبلغ الزهيد الذي يتحدث عنه ترامب ويهدد بحرمان مصر منه بزعم أنها تشترى به أسلحة من روسيا ربما لا يستطيع شراء طائرتين أو ثلاثة أو فرقاطتين أو ثلاثة والتى لا تمثل 1% من تسليح الجيش المصرى الذي لم ولن يعتمد على السلاح الأمريكى كمصدر وحيد لتسليح الجيش المصرى كما كان يحدث فى حقبات زمنية ماضية ونظل تحت رحمة البيت الأبيض وتل أبيب .
ما مضي من الزمن لا يمكن أن يعود بعد أن وعت مصر درس 30 يونيو جيدا وقيام أمريكا بحجز طائرات مصرية ( أمريكية الصنع ) فى واشنطن – كانت هناك للصيانة- ولم تعيدها لمصر عقاباً للشعب المصرى على ثورته المجيدة فى 30 يونيه 2013 .. تلك الثورة التى أفشلت مخطط الأمريكان فى تركيع مصر وتفكيك جيشها القوى ( الحامى والمدافع عن الأرض والعرض ) .
الشاهد أن القضية ليست قضية معونات أو مساعدات فهى موجودة منذ عشرات السنين .. القضية .. قضية تحديث الجيش المصرى الذي استطاع القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يحدث ويرفع كفاءة كافة الأفراع الرئيسية للقوات المسلحة فى أقل من 6 سنوات وهو ما لم يحدث لأى جيش فى العالم – حتى الأمريكى – وهو ما أصاب الدول الاستعمارية الكبرى بالذعر وهم يرون جيشاً كبيراً (عُدة وعتاداً ورجالاً لا يهابون الموت) يستعرض قوته فى البحر المتوسط وفى منطقته الإقليمة كأقوى جيش فى المنطقة وبات يهدد الجيش التركى المصنف عالميا ، بل وسبقه فى ترتيب أقوى جيوش العالم .
من هنا .. ومن هنا فقط ، بدأت تتكالب علي جيشنا البطل كلاب مسعورة بهدف الوقيعة تارة بين شعب مصر وجيشه ، وتارة أخرى باستعداء الكونجرس الأمريكى ضد مصر والتلويح بورقة المعونة مجدداً.
تلك هى القضية والتى يجب على كل مصرى أن يعيها جيداً ، وألا يلتفت إلي الشائعات والأباطيل حتى ولو خرجت من منظمات دولية أو جاءت على لسان رؤوساء دول يجرون أذيال الهزيمة بعد أن فقدوا بريقهم ونفوذهم ، فالمنظمات تشن حملة كراهية ضد مصر من بوابة حقوق الإنسان ، والرئيس الأمريكى يستخدم مصر لتصدير الأزمات للرئيس الجديد عقاباً منه للشعب الأمريكى الذي اختار غريمه رئيساً .
وأيا ما كان تأثير تلك التصريحات “الترامبية” فإنها أبداً لن تثنينا عن المضى قدما نحو بناء وطننا وجيشنا لتظل مصر عاصية على كل محتل ، وعلى أعتابها تفشل كل المخططات العدوانية .. وستبقى مصر ..