بقلم لواء – بهاء بجاوى
( اصحى يا نايم ) هذا هو بالفعل نص إشارة الإنذار التى أطلقها الرئيس السيسى أثناء زيارته لقيادة المنطقة الغربية العسكرية فى سيدى برانى بالأمس .
فبعدما توهمت بعض الأطراف التى تريد العبث بمقدرات الأمن القومى المصرى خلال الشهور الماضية أن مصر أصبحت مثل ( الأسد العجوز ) الذى لم يعد لديه من السُبلّ التى يحافظ بها على هيبته وحقوقه المشروعة سوى استجداء الأطراف الأخرى لمجرد الجلوس على طاولة المفاوضات ربما يتعطفون عليه ببعض تلك الحقوق.
وهذا التصور يتضح جلياً فى أهم الملفات الخارجية التى تُمثّل تهديداً واضحاً ومباشراً لأمن مصر القومى.. وهما ملف سد النهضة وملف الأزمة الليبية..
فقد ذهب البعض فى تخيله فى هذين الملفين أن مصر أصبحت لا تملك من أمرها شيئاً سوى عقد المؤتمرات الصحفية وإصدار البيانات وإطلاق المبادرات وتوجيه النداءات لدول العالم من أجل المساعدة فى الحفاظ على حقوقها.
وبناءً عليه أقدمت هذه الأطراف على اتخاذ إجراءات تحمل صفة الغطرسة والغرور والإستهانة بالدولة المصرية..
ففى ملف الأزمة الليبية نجد هناك العديد من الأطراف منها من هو ظاهر ومُعلنّ ويشكل اللاعب الرئيسى وهو ( القرد التركى ) ومنها من هو فى الخفاء ويُشكّل الجهاز الفنى الغير مُعلنّ وهو المسئول عن التخطيط.. وهُم أطراف عديدة ومنهم من يُظّهِر أنه مساند لموقف مصر بينما هو فى الحقيقة خلاف ذلك مثل أمريكا وألمانيا.. بخلاف إنجلترا وما أدراك ما إنجلترا.. وغيرهم كثير لأن المشهد الليبى مطمع للجميع وروسيا ليست ببعيدة فهى لن تترك الكعكة دون أن تشارك فيها..
وفى تشابه قد يصل لمرحلة التطابق.. نجد نفس السيناريو فى ملف سد النهضة مع اختلاف اللاعب الرئيسى لتصبح إثيوبيا بدلاً من تركيا.. وتنضم تركيا هنا للجهاز الفنى الذى يخطط ويدير والذى يكاد يحتفظ بنفس أسماء الدول الموجوده به فى الشأن الليبى.. بالإضافة إلى العدو الأبدى وهو إسرائيل وهى هنا مُمول وأيضاً تقوم على تأمين السد.
وأيضاً هنا وبكل أسف نجد أسماء دول لبعض الأشقاء العرب!!! بالإضافة إلى التنين الصينى.. والذين يتواجدون فى هذا الملف بصفتهم مُمولين لبناء السد.
وحينما شعر وتخيل كل هؤلاء أن مصر قد غُلتّ يداها ووصلت لأضعف مستوياتها فى وسائل الحفاظ على مُقدّرات شعبها.. وظنوا أن جائحة كورونا أيضاً ستُمثل لهم أنسب اللحظات للإنقضاض عليها.. ليعلنوا صراحة تهديد للأمن القومى المصرى
سواء من الغرب من داخل الأراضى الليبية وتجييش للمرتزقة من الإرهابيين لزعزعة أمن مصر..
أو من الجنوب من هضبة الحبشة للعبث فى حصة مصر من مياة النيل والبدء فى ملئ السد لتعطيش الشعب المصرى.
فإذا بالرئيس السيسى يفاجئ الجميع بصيحة الأسد الجسور وهو يقف فى عرينهُ بين أبطال الجيش المصرى المُصنّف التاسع عالمياً من حيث القوة والعتاد.. ويرفع زئيره ليصل للجميع القاصى قبل الدانى.. أن مصر بجيشها العظيم ترسل رسالة تحذير شديدة اللهجة للجميع دول ومنظمات على حد السواء.. بأنها قادرة على أن تجعل ( كل قرد يلزم قفصه).. وتجعل الجميع وعلى رأسهم مجلس الأمن بِدولِهُ الدائمين العضوية يهرول لإيقاف كل طامع عند حده..
وبالفعل كأن الرئيس السيسى يقول للعالم أجمع ( اصحى يا نايم)
وليعلم الجميع إن مصر كانت وستظل أم الدنيا.