بقلم / لواء بهاء البجاوي
إذا كانت مسئولية الحفاظ على حياة المواطن فى الظروف الطبيعية تُمثل أمن قومى للدولة.. فإن فى وقت الأزمات وبالأخص التى تشكل جائحة مثل أزمة فيروس كورونا يصبح ذلك من أولويات الأمن القومى.. فما بالك بمهمة الحفاظ على حياة الأطباء الذين يشكلون الدرع الواقى لمواجهة الفيروس وعلاج باقى المواطنين.. فيصبح من البديهى أن تكون على رأس أولويات الدولة بكل أجهزتها..
ولكن الأزمة التى ظهرت مؤخراً نتيجة تزايد أعداد الإصابات والوفيات بين الأطقم الطبية التى تتعامل مع حالات كورونا.. من جانب.. وبين المسئولين بوزارة الصحة من جانب آخر.. حول الإهتمام بحياة هؤلاء الأطباء من عدمه.. تمثل أزمة غاية فى الحساسية فى هذا التوقيت الحرج.. لما تمثله من خطورة على الأمن القومى من جرّاء البلبلة التى قد تنتج عنها وسوء الاستغلال الذى يُمّكِن أن ينتج عنها من أهل الشر المتربصين باستقرار الوضع الداخلى للنيّل منه..
هذا المشهد يتطلب أن نوضح أهم مفاهيم التعامل مع الأزمات وإدارتها وخاصة التى تتعلق بالأمن القومى للبلاد.
وهنا يجب أن نقول أن أقوى وأنجح طرق مواجهة الأزمات .. هى إعلان المعلومة الصحيحة والسليمة والحقيقية مهما كانت وعلى الفور وعن طريق إعلام موثوق به وهو ما يسمى ( بالشفافية )…
وغير ذلك لابد أن نتوقع تفاقم الأزمة.. وظهور أزمات فرعية أخرى ناتجة عنها.. والتى يكون من أبرزها بدء تبادل الإتهامات بين جميع الأطراف.. مما يتسبب فى ارتباك وتشتيت للجهود الفعلية لمواجهة الأزمة الأصلية.
ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن ما يحدث على أرض الواقع هو تطبيق فعلى لذلك ..
فبدلاً من تكاتف الجميع للتركيز على مواجهة الأزمة نجد أننا وبأنفسنا نقع فى تصرفات تؤدى إلى تفاقم الأزمة.. وهذا كله جرّاء إنعدام الشفافية المطلوبة والتى أوضحنا المعنى الحقيقى لها.. والتى تكون فى بعض الأزمات هى الركيزة الأولى لإدارة تلك الأزمة ، الأمر الذى استوجب توجيه من الرئيس السيسى بإجراء تحقيق عاجل للوقوف على أسباب الأزمة لنزع فتيلها فى مهدها.. خاصة أنه شدد مراراً وتكراراً على توفير كل أوجه الرعاية الصحية والمعنوية لجميع الأطقم الطبية فى هذه الظروف.
وهنا يجب على الجميع ( مسئولين وأطقم طبية ومواطنين ) أن يعى جيداً معنى جملة ( الوطن أمانة).. وأننا فى حرب وجود.. وأننا جميعا وبلا إستثناء مسئولون عن الحفاظ على الأمن القومى للبلاد فى هذه المرحلة.