بقلم اللواء – بهاء البجاوى
على مدار خمس سنوات كاملة ونحن نتساءل ويسأل بعضنا البعض.. هل نحن لدينا مجلس نواب.. هل بالفعل كمواطنين قمنا بأنفسنا بانتخاب نواب من أجل أن تمثيلنا فى جميع المواقف الهامة والأزمات التى يتعرض لها الوطن سواء سياسية أم اقتصادية أم إجتماعية ليشكلوا صوت وضمير هذا الشعب صاحب أهم وأقدم حضارات الأمم على مدار التاريخ..
وخلال تلك السنوات الخمس ومع كل أزمة تمر على البلاد باختلاف أنواع تلك الأزمات.. يصدمنا هؤلاء النواب وذلك المجلس صدمة تلو الأخرى وكُلاً منها أشد من سابقتها بما نجده منهم من سلبية فى التعامل والتفاعل مع هذه الأزمات .. وكأنهم يتعمدون أن يجعلونا نندم ونعض الأنامل على ما ارتكبناه من خطأ فى حق أنفسنا وحق هذا الوطن الذى يستحق نواب من طراز فريد مثل كثير من العمالقة الذين سطروا أسمائهم بحروف من ذهب فى تاريخ هذا المجلس وحملوا هموم ومشاكل المواطن والوطن بكل أمانة وصدق .. وخاصة وقت الأزمات التى كان يتحد فيها نواب المعارضة مع الأغلبية من أجل الوطن..
فنجد أنه كلما مرت علينا أحداث قد تحتاج أن يكون هذا المجلس هو درع المواطن فى مواجهة الحكومة لتصويب أدائها فى أمور تتعلق بمستوى معيشتة أو التعليم أو الصحة.. أو.. أو.. أو ربما قضية تخص الأمن القومى ويستلزم أن يكون للمجلس رأى واضح وملزم ليعبر عن صوت الشعب.. أو.. أو.. نفاجأ جميعاً بأن المجلس وكأنه ( شاهد ما شفش حاجه).. ونتحسر على حالنا.. ومع بداية الأزمة التى تليها وفى صوتٍ واحد نجد الجميع يقول لا تضعوا أمل على مجلس النواب ولنخرجه من حساباتنا..
وأصبح الشعب على قناعه بذلك تماماً بأن هذا المجلس لا يمثله وأنه مجرد تابع للحكومة.
ونجد الحكومة من جانب آخر قد أخرجت المجلس من حساباتها أيضاً .. فهو إما لا يمثل لها أى عبئ فى المساءلة والمحاسبة.. وإما لا يقدم لها مقترحات وحلول تساعدها على القيام بواجبها للرفع من مستوى معيشة المواطن..
بل والأكثر من ذلك أن النواب أنفسهم وكما يقول القائل (( عجبتهم اللعبه )) وبالفعل أصبحوا وكأنهم يعيشون فى بلد آخر أو ربما كوكب تانى.. ووصل بهم الحال ( وبلغة السوشيال ميديا ) إلى أنهم أصبحوا لا يشاركون ولو مجرد بالتعليق على البوست..
إلا أن ظهور فيروس كورونا وما تبعه من أزمة جاء ليكون مثل الأضواء الكاشفة فى وسط صحراء مظلمة.. ليكشف حقيقة هؤلاء النواب وذلك المجلس..
لأن جميع أشكال الأزمات التى تحدثنا عنها سابقاً ( كوم ).. وما نحن به الآن ( كوم تانى خالص ).. لأن هناك أزمة تتعلق بالوجود ولا تفرق بين شعب حكومة..
فعندما نجد أن الأعضاء المحترمين الموقرين نواب البرلمان لا يُحركون ساكناً فى وقت تظهر فيه معادن الرجال عن حق، ويحتاج التكاتف من الجميع للعبور بالوطن من هذه الأزمة.. وأيضاً يستمرون على نفس المستوى من عدم الإهتمام بهموم المواطن.. بل بهموم الوطن..
ففى الوقت الذى تتسابق فيه الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى فى الوقوف جنباً إلى جنب مع الحكومة لمواجهة هذه الأزمة بتقديم كل أشكال المساعدات المادية واللوجستية والمعنوية.. نجد نوابنا العظام وكأنهم ( أهل الكهف )..
يا سادة يا كرام نود أن نخطركم أنكم قد كشفتم أنفسكم.. وأنكم حالياً منقسمين إلى فريقين :
الأول.. يعلم أن الشعب قد لفِظه وأنه لا سبيل أمامه للنجاح فى الدورة القادمة، ولذا قرر الإكتفاء بما جمعه من الملايين من الجنيهات خلال الأعوام الماضية سواء من دخله من البرلمان وبدلات الجلسات ( التى لم يحضرها أساساً ) أو من البيزنس الخاص به والذى إما بدأه بعد دخوله المجلس وإما كان موجوداً ونما وإزذهر بسبب عضوية البرلمان…. وقرر الإبتعاد تماماً عن المشهد ليحافظ على تلك الثروات.. ولم يفكر ولو بالتبرع بأقل القليل منها ولو على سبيل الزكاة.
والثانى.. مازال يداعبه الأمل فى البقاء تحت القبة فى الدورة القادمة.. وبالتالى فهو مشغول حالياً بالترتيب لحملته الإنتخابية وما يستلزمها من أموال ووضع الخطط التى سوف يتبعها مع المواطن البسيط للحصول على صوته الإنتخابى.. وحتى من يقوم منهم حالياً بتوزيع كراتين المواد الغذائية على بعض الفئات المتضرره من أزمة كورونا.. فهو أيضاً يفعل ذلك كدعاية انتخابية وليس حباً فى المواطن ووقوفاً بجانب الوطن وقت الأزمات.. لذا تجده يطبع إسمه على تلك الكرتونه ليس فقط مُلفت للنظر بل بشكل مُقزز، بخلاف الصور التى يتم إلتقاطها مع مستلمى الكرتونه (( اللقّطه)) من أجل الدعاية الإنتخابية على السوشيال ميديا ….
لذا وجب علينا نحن كمواطنين فى هذا البلد.. التقدم بخالص الشكر للسيد المحترم ( مستر كورونا ) الذى كشف وفضح هؤلاء النواب ليكون بمثابة المسمار الأخير فى نعش من أخطأنا فى حق أنفسنا ووطننا وقمنا بإعطائهم أصواتنا الإنتخابية.. فهو بذلك يستحق لقب ( الفيروس الفاضح ) وأتمنى أن نستوعب جميعاً الدرس لنتذكره جيداً لحظة وقوفنا أمام اللجان الإنتخابية القادمة لإختيار الأفضل والذى يستحق أن يمثل الشعب المصرى وإعطاؤه أصواتنا..