بقلم / دكتور حسن صابر
إنضم الرئيس حسني مبارك اليوم إلى قافلة الراحلين عن دنيانا بعد تاريخ مشرف في خدمة مصر والدول العربية . . لم يسعى إلى مناصب بل جاءت بها الأقدار إليه . . مديراً للكلية الجوية ، ثم رئيساً لأركان القوات الجوية ، ثم قائداً للقوات الجوية في حرب أكتوبر ، ثم نائباً لرئيس الجمهورية ، ثم رئيساً لمصر . . وبالتأكيد فإن أهم محطتين في هذه الرحلة الطويلة المُشَرِّفة هى قيادة القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر 1973 ، ثم رئاسة مصر لمدة ثلاثين عاماً .
ففي المحطة الأولى سوف يذكر التاريخ الضربة الجوية الأولى في تمام الساعة الثانية ظهر يوم 6 اكتوبر عام 1973 ، والتي سببت شللاً تاماً للموقع العسكرية الإسرائيلية . . ولن تُنْسى معركة المنصورة الجوية التي قادها اللواء طيار محمد حسني مبارك يوم 14 أكتوبر ، والتي كانت أطول معركة جوية في التاريخ إذ إستغرقت 53 دقيقة ، تمكن فيها الطيارون المصريون من إسقاط 17 طائرة فانتوم إسرائيلية .
والمحطة الثانية كانت رئاسته لجمهورية مصر بعد حادث المنصة الذي راح ضحيته الرئيس السادات . . وبقى الرئيس مبارك في هذه المحطة ثلاثين عاماً ، ويكفي أن أذكر بعضاً من إنجازاته خلال هذه الفترة :
– بالرغم من زيادة عدد سكان مصر إلى الضعف فقط فى عهد مبارك فقد تضاعف إنتاج الكهرباء 7 أضعاف ( تم إنشاء 46 محطة كهرباء من إجمالى 54 محطة ) وتضاعف إنتاج مياه الشرب النقية أكثر من 6 أضعاف ومعالجة مياه الصرف الصحى 18 ضعفا .
– إنشاء 3 خطوط لمترو الأنفاق تغطى 4 محافظات .
– بناء نصف مليون وحدة سكنية لمحدودى الدخل فى آخر خطة خمسية .
– إنشاء مدينة القاهرة الجديدة ، و18 مدينة جديدة أخرى فى الصحراء .
– مد خطوط غاز طبيعى لـ 5 ملايين منزل .
– خفض نسبة العشوائيات من 50% إلى 17% حسب تقارير البنك الدولى
– إنشاء أكثر من 30 ألف مصنع من إجمالى 35 ألف مصنع .
– ارتفع دخل السياحة من 500 مليون دولار إلى 12 مليار دولار .
– إنشاء 15 جامعة خاصة و5 جامعات حكومية و 30 ألف مدرسة .
– بناء مكتبة الإسكندرية و 140 مكتبة عامة .
– انخفظت نسبة الأمية من 65% إلى 28%
– تراوحت نسبة النمو بين 4.5 – 7 %
– زاد الاستثمار الأجنبى من 400 مليون دولار إلى 13 مليار دولار فى عام 2007/2008 ، كما وصل الاحتياطى الأجنبى إلى 45 مليار دولار
– توفير 800 ألف فرصة عمل جديدة سنويا فى آخر 6 أعوام .
– انخفض الدين الخارجى إلى 35 مليار دولار ثم إلى 24 مليار دولار فقط بعد تنازل أمريكا ونادي باريس عن الكثير من مستحقاتهم لدينا ، وكذلك بعد المنح الخليجية العربية ، لتصبح مصر من أقل الدول ديوناً خارجية فى العالم ، وكل ذلك بسبب سياسات مبارك وإحترام دول العالم لمكانته .
– استصلاح 2.6 مليون فدان .
– حفر ترعة السلام وزراعة 115 ألف فدان فى سيناء .
– تنفيذ البنية التحتية لمشروع توشكى وان كان هذا المشروع قد فشل .
– ارتفعت قيمة الصادرات الزراعية من 471 مليون جنيه إلى 16 مليار جنيه فى عام 2010
– ارتفع إنتاج القمح من 2 مليون طن إلى 8.5 مليون طن .
– ارتفع المتوسط العمرى للشعب المصرى من57 عاماً إلى 73 عاماً وتم القضاء على وباء شلل الأطفال والملاريا والسل والالتهاب الكبدي B وغيرها من الأوبئة .
– تم إنشاء مستشفى 57 لسرطان الأطفال ومستشفى مجدى يعقوب لجراحات القلب .
– انخفضت نسبة وفيات الأطفال من 60 إلى 18 طفلاً لكل ألف مولود .
– أصبح ترتيب الجيش المصرى رقم 10 بين أقوى جيوش العالم
– لن ننسى أن إثيوبيا لم تجرؤ على كارثة بناء سد النهضة طوال عهدي الرئيسين السادات ومبارك ، وبمجرد بدء كارثة 25 يناير وانشغال الجماهير باسقاط مبارك انتهزت اثيوبيا الفرصة ، وشرعت في بناء السد الذي سيكلفنا الكثير رغم الوعود الاثيوبية.
هذه بعضٌ من إنجازات الرئيس مبارك على سبيل المثال لا الحصر . . وهذه أرقامٌ موثقةٌ عن عهده ، وأرحب بمن يصحح لي أية معلومة ذكرتها .
غير أني لا انكر السلبيات التي كانت في عهده . . لا أنكر المنتفعين الحرامية الذي استفادوا من رغبة مبارك في البقاء بالحكم ، وربما توريثه لابنه ، فتركوه مقابل ان يرفع يده عنهم ، فسرقوا ونهبوا ، وهاهم الآن يتصالحون مع الدولة بإعادة ما نهبوه منها ، مقابل الافراج عنهم من السجون . . هؤلاء اللصوص الانتهازيون جعلوا بيننا الكثير من الموتى يتحرّكون ، ويتحدثون ، ويأكلون ، ويشربون ، ويضحكون ، لكنّهم موتى يمارسون الحياة بلا حياة .
سوف يتوقف التاريخ بالتقدير والإحترام أمام مرحلة مبارك الذي حقق الإستقرار في مصر بعد الإضطرابات الخطيرة التي حدثت عقب مقتل السادات خلال جريمة المنصة ، وكما ذكر هو قبل وفاته أن التاريخ سوف يحكم بما لنا وما علينا . . سوف يذكر التاريخ أن رئيس مصر إقتيد إلى المحاكم مستلقياً على نقالة نظراً لمرضه وكبر سنه .
الحياة فيض من الذكريات تصبّ في بحر النسيان ، أمّا الموت ، فهو الحقيقة الراسخة .
رحم الله الرئيس مبارك وأسكنه فسيح جناته ، جزاء ما قدمه طوال حياته لبلده وشعبه .