بقلم / خالد عبد الحميد
تواكب التعديلات الوزارية التى شهدتها مصر منذ أيام حلول عام ميلادى جديد ( 2020 ) نتمنى أن يأتى برداً وسلاماً على مصرنا الحبيبة فى ظل قيادة سياسية وطنية تعى جيداً حجم التحديات التى يواجهها الوطن .
عام جديد يتطلب منا جميعاً كمصريين أن نظل على قدر المسئولية وفى خندق الدولة المصرية.
وبإعتبارنا نافذة إعلامية تتبنى ملف المصريين فى الخارج فإن مسئوليتنا الوطنية تحتم علينا أن نتطرق إلى علاقة المصريين فى الخارج بالوطن الأم .
لا يمكن لعاقل أن يشكك فى وطنية أى مصري يقيم فى الخارج سواء للهجرة أو للعمل أو الدراسة .. جميعهم وطنيون ، وربما تكون درجة حرارة حب الوطن لديهم أعلي بكثير من حرارة بعض المقيمين داخل الوطن .. تلك حقيقة لابد من ذكرها ، فالغربة عن الوطن اختبار قاس لوطنية المصريين .
لابد أن نتطرق لعلاقة المغتربين بالدولة المصرية ووزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج
ولا خير فينا إن لم نقلها .. هناك فئة تنتقد وزارة ” الهجرة” من أجل الشو الإعلامى والظهور وربما لإجبار صنّاع القرار على الإعتراف بوجودهم ووضعهم فى مكانة لائقة ، وهذه الفئة تُغلب مصلحتها الشخصية على مصلحة المصريين فى الخارج و مصلحة الوطن وهؤلاء هم من يكيلون الإتهامات ليل نهار للوزارة والوزيرة .
وهناك فئة مثقفة واعية ووطنية تنتقد بعض أداء وزارة الهجرة انتقاداً موضوعياً دون التطرق للحياة الشخصية للمسئولين فيها ، وهؤلاء لابد من سماعهم والتفاعل مع آرائهم وانتقاداتهم فهم الرأى الآخر أو ( المرايا ) التى تحتاج الوزارة إليها لتصويب أخطاء قد تكون وقعت فيها دون قصد حتى تكتمل الصورة ويضحى البناء قوياً ، وإهمال هؤلاء خطأ كبير لا يُغتفر .
وهناك فئة ثالثة يطلقون عليها ماسحى الجوخ أو (المطبلاتية) تواصل المديح ليل نهار ليس حباً فى وزيرة أو وزارة ولكن طمعاً فى منصب أو عضوية فى البرلمان أو تزكية أو ظهور ضمن الحاشية والتباهى بذلك ، وهذا الأمر يرضى غروراً بداخلها، وهذه الفئة أقل نفعاً وأكثر خطراً على المصريين فى الخارج وحتى على الوزارة نفسها لأن مثل هؤلاء يسعون إلى إخفاء الحقائق التى يحتاجها الوزير لمعاونته على حُسن إدارة وزارته .
وبين تلك الفئات الثلاثة يظهر دور وزارة الهجرة .. وهنا لابد أن نقول شهادة للتاريخ ، فهذا القلم الذي يسطر تلك الكلمات الآن لطالما انتقد أوضاعاً داخل الوزارة انتقاداً موضوعياً بهدف الإصلاح وليس الهدم أو تصيد الأخطاء ومع ذلك ظلت علاقتنا بالوزارة كما هى لم تتأثر برأي أو انتقاد بل كانت أكثر ترحيباً وتفاعلاً بما نكتبه وهو أمر يحسب لها لا عليها.
والآن وبعد تجديد الثقة فى السفيرة النشيطة نبيلة مكرم وزيرة شئون المصريين فى الخارج
والتى تتولى ملفات مهمة للدولة نعلمها جيداً ولا يعلمها معظم المغتربين ، وبإعتبارنا على الحياد ولا نبغى إلا مصلحة الوطن ثم المصريين فى الخارج ندعوا معالى الوزيرة إلى توجيه دعوة لكل من انتقد أداء الوزراة فى الفترة الماضية من ( الفئة الثانية ) لسماع أسباب انتقادهم والتفاعل معها لمصلحة الوزارة .. ولمصلحة الوطن .. ثم بعد ذلك الدعوة لعقد مؤتمر عام للمصريين فى الخارج داخل الوطن لعرض رؤية الوزارة فى المرحلة المقبلة وسماع آراء المغتربين من خلال ورش عمل يتم إعدادها لذلك وعلينا أن نفتح صفحة جديدة مع المصريين فى الخارج قوة مصر الناعمة وحائط الصد الأول للدفاع عن الدولة المصرية فى الخارج .
الوطن يحتاج إلى كل مواطن فى الداخل والخارج فى ظل الظروف المتوترة التى تمر بها منطقتنا العربية والأخطار والتحديات التى تواجه الوطن .
الإصطفاف الوطنى هو حائط الصد وقوة مصر الحقيقية لمواجهة كل الأخطار .. وحتماً سيسقط كل باغ ومتآمر وطامع .. وستبقى مصر