استقبلت ألمانيا لاجئين ينحدر بعضهم من ثقافات لا يتم الحديث فيها صراحة عن المواضيع المتعلقة بالصحة الجنسية. تحاول الحكومة تقديم المعلومات في هذا المجال بشكل علمي مع احترام الخلافات الثقافية من خلال مشروع عبر الإنترنت.
أطلق المركز الألماني للتوعية الصحية موقعا إلكترونيا يهدف لتقديم التوعية الجنسية لاسيما للاجئين القادمين حديثا إلى ألمانيا ممن لم يحصلوا على التوعية الكافية فيما يخص العلاقات الجنسية والصحة الجنسية بشكل عام. ويقدم الموقع الذي يحمل اسم "Zanzu " المعلومات بـ 13 لغة من بينها العربية.
يتميز الموقع بسهولة تصفحه بالإضافة إلى إمكانية الاستماع لمحتوى المواضيع المختلفة. ولا تقتصر المعلومات التي يقدمها الموقع على النطاق الطبي الخاص بثقافة الجنس والمشاعر، لكنه يقدم أيضا المعلومات حول النظام الصحي في ألمانيا وكيفية الحصول على الدواء والقوانين المعمول بها في النظام الصحي الألماني.
وعن أهمية هذا النوع من التوعية، قالت إلكه فيرنر، وكيلة وزارة الأسرة للشؤون البرلمانية، في تصريحات نقلتها صحيفة "تاغز شبيغل": "الأشخاص الذين فروا إلينا ولم يعيشوا طويلا في ألمانيا، يتعرفوا بهذه الطريقة على العلم الخاص بهذا المجال بشكل مباشر يمكن الوثوق به". وأوضحت المسؤولة أن العمل على هذا المشروع قائم منذ فترة طويلة ولا علاقة له بالوضع الراهن في ألمانيا، بيد أنها أوضحت أن تدفق اللاجئين على ألمانيا زاد من أهمية الفكرة.
أصل الفكرة
بدأت فكرة إنشاء هذا الموقع من بلجيكا وتم إعداد المحتوى بالتعاون بين مركز الصحة الجنسية البلجيكي والمركز الألمانية للتوعية الصحية، وفقا لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية.
ومن أبرز التحديات التي واجهها القائمون على الموقع، هو كيفية عرض معلومات خاصة بموضوعات مثل الإثارة الجنسية وغشاء البكارة والعادة السرية، بشكل علمي بحت ومع احترام الثقافات المختلفة في الوقت نفسه. ويقدم الموقع المعلومة العلمية مصحوبة برسومات توضيحة. وعن استقبال القادمين من خلفيات ثقافية متنوعة لمثل هذه المعلومات تقول كريتستينا فينكيلمان، من المركز الألمانية للتوعية الصحية، إن هدف الصور في هذه الحالة هو تقديم البديل عن اللغة لشرح المحتويات المعقدة.
وتم عرض محتوى الموقع من معلومات وصور على مهاجرين ومتخصصين للتأكد من الابتعاد عن الأمور التي ربما تثير حساسية ثقافية لدى البعض.