السبت, 18 مايو, 2024 , 2:26 م
قائد القوات الجوية

قائد القوات البحرية : روح آكتوبر تجري في عروقنا.. والمقاتل المصرى حجر الأساس  و المعدن الأصيل الذى لا تصهره النيران

قائد القوات الجوية
متابعة /خالد عبد الحميد
آلقي الفريق آحمد خالد قائد القوات الجوية كلمة بمناسبة الإحتفال بالعيد الثانى و الخمسون للقوات البحرية جاء بها : نحتفل فى هذا اليوم العظيم من أيام قواتنا البحرية و بكل الفخر و الإعتزاز بالذكرى الثانية و الخمسين لإنتصار مبين فى وقت حرج دقيق و هو ليس إنتصارً يخص القوات البحرية وحدها …  فملحمة الفخر التى تحققت يوم الحادى و العشرون من أكتوبر عام 1967 لم تكن أحد أعظم الإنتصارات فى التاريخ البحرى الحديث وأول معركة صواريخ بحرية فى تاريخ الإنسانية فحسب بل كانت إنتصاراً للأمة المصرية بأكملها ، و إمتداد لملاحم التصدى للمعتدين و الغزاة من الهكسوس و المغول والصليبيين .
جاء هذا النصر بمثابة شعاع من النور فى وسط ظلام دامس  ، أحيت فى قلوب رجال القوات المسلحة و الشعب المصرى العظيم الأمل نحو كسر قيود الإحتلال و الظلم ، و تحرير الأرض ورد الإعتبار  .
كانت دعائم النصر فى هذه المعركة التاريخية التى حققها شباب مصر الفتىّ  هى العزيمة و رفض الهزيمة ، و الرغبة فى تغيير الواقع الذى فـُرض على أمتنا ، و لقد كانت هذه بداية بعث روح أكتوبر فى نفوس المصريين الذين أصبحوا جميعهم جنوداً
 ، لقد تحمل هذا الشعب الكريم ظروفاً قاسية ضحى فيها بالرفاهية بل و أساسيات الحياة من أجل دعم جيشهم لإستعادة الكرامة ، أقولها و قد شرفت بأن عايشت تلك المرحلة ، فلقد كان خلف جيش مصر جدار منيع و صلب من الشعب المصرى العظيم يشد به أزره ويدفعه إلى تحقيق النصر .
و ما أشبه الليلة بالبارحه … ففى جل ما تتعرض له أمتنا من هجمات شرسه غير مسبوقة ، و تحديات غير نمطية ، لم تجتمع عليها فى تاريخها الممتد لآلاف السنين ، من جميع الإتجاهات و على كافة الجبهات ، شملت إستخدام أحدث أجيال الحروب .لم تنطفىء جذوة روح أكتوبر التى إشتعلت يوم 21 أكتوبر 1967 ـ فهى لازالت ملتهبة فى صدورنا ، تجرى فى عروقنا .
فإبان معركة إغراق المدمرة إيلات لم نكن نمتلك ما نملكه اليوم من قوة بحرية ضاربة ، لكننا كنا نمتلك الصبر و الجلد و العزيمة و رفض فرض أمر واقع على أمتنا الأبيه ، ولازلنا على هذا الدرب ، فى ظل حكمة قيادة سياسية واعية أكدت مراراً أنه لن يتم أبداً فرض أمراً واقعاً ضد إرادة هذا الشعب العظيم  .
و اليوم زدنا قوة إلى قوة ، و صلابة إلى صلابة ، بعد أن قامت القيادة السياسية  والقيادة العامة للقوات المسلحة  ببذل أقصى الجهود لدعم القوات البحرية ، بأحدث ما وصلت إليه الترسانات العالمية من وحدات بحرية حديثة متطورة  ، و نظم تسليح دقيقة و قادرة ،إضافة إلى  بنية تحتية  تتواكب مع أحدث متطلبات التمركز للوحدات البحرية بكل طرازاتها و الإعاشة لجميع عناصر القوات البحرية و القوات المتعاونة وكذا  برامج تصنيع وحدات بحرية من مختلف الحمولات و الإستخدامات بأيدى و سواعد و عقول مصرية ، فى ظل ثورة التطوير الشاملة غير المسبوقة التى تشهدها مصرنا الغاليه فى كل مناحي العمل  بخطى واسعة ،و طبقا لتخطيط دقيق يراعي عوامل التطوير و الجودة مع زمن قياسي للتنفيذ حيث حرصت فيها القيادة السياسية و القيادة العامة للقوات المسلحة على إعادة بناء القوات البحرية ، لتفى بمطالب الدولة المصرية لحماية حدودها و مصالحها و ثروات أجيالها القادمة لسنوات و عقود طويلة ، و لتكون القوات البحرية قادرة على مجابهة كافة التحديات التى تواجهها فى مناطق عملها الحالية و المنتظرة ، ضمن منظومة القوات المسلحة المتكاملة ، قوات بحرية مستعدة لتنفيذ كافه المهام التى توكل إليها من القيادة العامة للقوات المسلحة بكل كفاءة و حرفية و إقتدار ، فى ظل تهديدات وتحديات غير مسبوقة ، و سعى قوى الشر لمحاولة النيل من تقدم و عزيمة و إصرار هذه الأمة لنيل مكانتها المستحقة بين الأمم ، كدولة كانت أماً للحضارات ومهداً للديانات و منارة للعلم و الفن و الأدب .
و مازال المقاتل المصرى هو حجر الأساس لتلك القوة ، و هو المعدن الأصيل الذى لا تصهره النيران ، و لا ينال شرفه و أمانته شائبه ، نحرص دوماً على إنتقائه و تدريبه و صقل مهاراته حتى يصبح مقاتلاً لا يشق له غبار ، من خلفه شعب يدعمه و يقويه 
و يقدم لجيشه خيرة شبابه ، فكيف لا يخشى العدو أمة مثل أمتنا ، تجود فيها الأم بفلذة كبدها و تدفعه دفعاًَ نحو النصر أو الشهادة .
و أحب أن أستغل هذا اليوم لأبعث برسالة طمأنة لكم فالقوات البحرية تقوم بدور لا يقل أهمية عن معاركها السابقة ، فبالإضافة لقتالنا الشرس ضد قوى الإرهاب و الظلام ضمن العملية الشاملة فى سيناء الحبيبة ، نعمل على مدار الساعة لتحقيق مفهوم 
الأمن البحرى الشامل فى مناطق عمل القوات البحرية فى إطار توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة ، الأمر الذى يشمل كافة الإتجاهات الإستراتيجية جنبا إلى جنب مع كافة الأفرع الرئيسية و الجيوش و المناطق التعبوية ،
 و يكفى أن نعلم أن مساحات المناطق و الشرائح التى تقوم القوات البحرية بتأمينها تصل لآلاف الأميال البحرية المربعة ، من السلوم غرباً إلى رفح شرقا و حتى مضيق باب المندب جنوبا ، و على طول سواحلنا الممتدة نقوم بمهام تأمين الموانىء و الأهداف البحرية الحيوية و الخطوط الملاحية التجارية ومصادر الثروة البحرية ، و يأتى على رأس تلك المهام تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس و مناطق إنتظار السفن فى إطار جهودمنظومة القوات المسلحة بالكامل .
و قد كان لتلك المهام العديد من الثمار الإيجابية الملموسة ، حيث تم تحقيق تقدم إيجابى فى مكافحة أعمال الهجرة غير الشرعية بشهادات دولية ، و مكافحة أعمال التهريب بكافة أشكالها ، و توجيه ضربات قاصمة لتجار الموت .
و ختاما ً ، و بهذه المناسبة أرسل تحية فخر و إعزاز و عرفان لرواد القوات البحرية و قادتها المخلصين ، لما بذلوه من جهد و عمل مخلص دؤوب طوال رحلة عطائهم بالقوات البحرية ، كما أحيى أسر و أرواح شهدائنا الأبرار  ، و من واراهم التراب و غطتهم الأمواج من أبطالنا … فى قبور مجهولة للناس و معلومة لرب العالمين ،الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة و دمائهم العطرة ، فى سبيل إعلاء و رفعة هذا الوطن المفدى ، فتركوا لنا أمانة الحفاظ على راياتنا المنصورة المخضبة بدمائهم الزكية مرفوعة خفاقة ، تشهد على تاريخ أمة يشرف و يفخر به كل مصرى أصيل .
ونعاهد الله و الوطن أن يظل أبطال القوات البحرية أوفياء مخلصين مدافعين عن سواحلنا و مياهنا الطاهرة رافعين علم مصر خفاقاً عالياً بكل فخر و كرامة ،

اترك رد

%d