الإثنين, 1 يوليو, 2024 , 1:48 م

“الممر” بداية .. ونهاية


الممر

بقلم – خالدعبدالحميد

بعد سنوات طويلة من أفلام التخريب والعنف والإتجار فى البشر واللحم الرخيص ، ظهر عمل فنى حقيقى يمسح غبار الماضى الفنى البغيض .. عمل فنى يغسل عيون المصريين من قاذورات أفلام المقاولات التى جمع تجارها مئات الملايين من الجنيهات على حساب أجيال .. على حساب وطن مستهدف .. على حساب قوة مصر الناعمة التى أنهكتها أعمال ( لا فنية ) .. ( لا أخلاقية ) .. ( لا مهنية ) .

اليوم يأتى ” الممر ” لنعبر به مرحلة جديدة تواكب ما يتم من إنجازات فى مصر بعد ثورة شعبية مجيدة ساندها الجيش  فى 2013 .

سمعنا كثيراً عن فيلم ” الممر ” ولأننا فقدنا من قبل الثقة لسنوات طويلة فى الأعمال الفنية مر علينا الأمر مرور الكرام ولم نهتم كثيراً بما نشر عنه فى وسائل الإعلام ، وبعد أن تلقينا دعوة كريمة من إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة لحضور العرض الخاص لفيلم ( الممر ) فى ” منارة ” القوات المسلحة بالتجمع الخامس بحضور أبطال الفيلم وعدد من رجال الإعلام والصحافة والشخصيات العامة ، تغير الأمر تماماً لدينا تماماً ، ومع بداية عرض ” الممر ” لم نتابع أحداث هذا الفيلم فقط ، ولكننا وبحاستنا الصحفية راقبنا عن قرب انطباعات المشاهدين وجميعهم من النقاد والصحفيين الذين يستطيعون جيداً فرز الغث من الثمين .. الجميع فى صمت تام يتابع أحداث الفيلم الذى شدنا إليه بالأداء الصادق من أبطاله ،وبالتصوير الرائع من القائمين عليه ، والتقنية العالية جداً التى تم بها ، مع اشفاقنا الكامل على منتج هذا العمل الضخم الذى تكلف ما يقرب من 80 مليون جنيهاً .. كانت كفيلة بعمل ثلاثة أفلام على الأقل ، وبالطبع لن ننسى هذا المخرج العبقرى الذى ارتدى لباس الجندية فأصبح واحداً منهم ليخرج لنا لوحة إبداعية اشتقنا إليها كثيراً .

وعلى الرغم من أن الفيلم قاربت مدته على الساعتين والنصف ساعة إلا أننا لم نمل مطلقاً من أحداثه المشوقة ، بل أصابنا الحزن على انتهائه من شدة التفاعل مع أحداثه التى جسدت فترة من عمر مصر ، وكيف تحول فيها الجندى المصرى من مرحلة الإنكسار إلى مرحلة الإنتصار فى أشهر قليلة جداً هى بداية حرب الاستنزاف بعد نكسة 67 التى لم يدخل فيها الجندى المصرى المعركة ، بل هزمته ظروف لا يد له فيها ولا مجال الآن للخوض فيها وتذكر أحداثها المريرة .

ما أثلج صدرونا حقاً هو إقبال الشباب على دور العرض لمشاهدة فيلم ” الممر” هذا الشباب الذى قدم رسالة قوية لم يلتفت إليه البعض حتى الآن وهى أن العمل الجيد ” المخدوم ” – بلغة الصنايعية –  سيقبل عليه الشباب وبقوة ، خاصة إذا كان عملا فنيا يجسد جزء من تاريخ الأمة المصرية  بدون تزييف ، ويكشف للمغيبين من الشباب و ” المضحوك عليهم ” أن جيش مصر كان وسيظل ” خير أجناد الأرض ” وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال فى حديثه الشريف “

إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ونختم بتوجيه تحية خالصة للجندى المجهول فى هذا العمل الفنى الوطنى الرائع وهو ” إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة ” – قائد وضباط وجنود .. والتى عوضتنا كثيراً بأعمالها الفنية الهادفة عن أعمال السبوبة الساقطة .

نعم ” الممر ” بداية .. ونهاية .. بداية لأعمال فنية حقيقية هادفة تعيد للسينما المصرية عهدها الذهبى من جديد .. ونهاية لعصر أفلام هابطة هبطت بالذوق العام لأسفل سافلين .

اترك رد

%d