تابعنا خلال الأيام الماضية عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى ما دار حول التعديلات الدستورية ودعوة المصريين للاستفتاء عليها قبل نهاية هذا الشهر .
فريقان .. الأول يطالب المصريين بالموافقة على التعديلات .. والثانى يحرض على عدم النزول من الأساس .. وفريق ثالث ” محتار ، ينزل .. ما ينزلش .. يوافق .. ما يوافقش ” وبين هذا وذاك تدور معركة الاستفتاء على التعديلات الدستورية .
دعونا نترك كل هؤلاء وننظر للأمر من منظور مختلف .. ولتكن البداية بعدة أسئلة محورية .. ليه بنعمل تعديلات دستورية ؟ ولماذا الآن ؟ وما هو سر الهجوم الحاد على هذه التعديلات ؟ وما علاقة التعديلات بما يدور على الساحة السياسية ؟ .. وأخيراً لماذا دعوة المصريين للنزول إلى الاستفتاء ؟
بالتأكيد الإجابة على تلك الاستفسارات سيوضح إلى حد بعيد طبيعة القضية وإزالة أى لبس أو غموض حولها .
وعلى الرغم من أن التعديلات الدستورية طالت أكثر من مادة فى الدستور الحالى إلا أن المتربصين بالوطن واستقراره اختزلو التعديلات فى مادة واحدة وعليها جيّشوا جنودهم وعناصرهم وأدواتهم لتشويه التعديلات وتحريض المواطنين على عدم النزول للاستفتاء .
بالتأكيد كلكم عرفتم ما هى هذه المادة التى أقام نفراً من بنى جلدتنا القيامة عليها ونسجوا الأكاذيب حولها وحرضوا المصريين عليها .. انها المادة المتعلقة بمدة الرئاسة .
وهنا نخاطب أهل مصر بتجرد كامل ونطرح عليهم سؤالا .. ما الذى يضير الوطن أو المواطن من زيادة مدة الرئاسة عامين لتكون 6 سنوات بدلا من 4 وأحقية الرئيس الحالى بالترشح لفترة جديدة لاستكمال عملية البناء والتنمية ومحاربة الإرهاب التى بدأها منذ توليه المسئولية؟ .
” احنا ليه بنحاول نهد أى حاجة حلوة فى البلد.. ليه لما ربنا يبعت لنا شخصية وطنية بتحب مصر بجد وبتشتغل ليل نهار من أجلها نسعى لتشويهها بشتى الطرق .. يا ترى اللى بيسعى لتشويه هذا الرجل .. مصرى وبيحب البلد ؟.. دعونا نصارح أنفسنا .. الهدف من دعوة المصريين لعدم النزول للاستفتاء ليس المقصود منه التعديلات فى حد ذاتها ولكن المقصود هو شخص الرئيس فى ظل عملية التحريض الدائم والمستمر عليه داخل وخارج مصر .
وأقول لمن يأكلون من خير هذا البلد ويستفيدون من الإصلاحات التى تمت ، ثم يعيثون فيه فساداً بتأليب المواطنين البسطاء على قيادتهم : ” أُف لكم .. ماذا تصنعون ” كنتم تتحالفون مع مبارك فى السر .. وتهاجمونه فى العلن .. رفعتم راية الدين لاستقطاب البسطاء من المصريين المتدينين فى العلن ، وارتكبتم كل الموبيقات وما حرمه الله فى السر .. تاجرتم بأطفالكم ونسائكم من أجل التمكين .. تحالفتم مع أعداء الدين فى الخارج لتحقيق الاستحواذ على السلطة ، ثم تقسيم الوطن وتفتيته لصالح الصهيونية العالمية واسرائيل الكبرى .. اتخذتم من آفة ” الكذب ” منهجاً لكم وعقيدة تحت مسمى ” الرقية ” فأنتم كاذبون .
وأقول لأهل مصر الطيبيبن .. هل مثل هؤلاء يمكن أن يكون لهم عهد .. هل مثل هؤلاء يمكن أن نثق فى خطابهم أو حجتهم .. أو نتأثر بما يقولون .. هل يمكن أن نثق فى أناس استبدلوا دين الله (الإسلام ) بدين الجماعة ( الإخوان ) حتى أنهم يقولون دائما فى أدعيتهم ( اللهم أمتنا على الإخوان ) رغم أن المسلمون يقولون فى أدعيتهم ( اللهم أمتنا على الإسلام ) .. نعم هو دين جديد ليس سماوى ولا ربانى ولكنه دين شيطانى هدفه السيطرة على العالم وإقامة الخلافة المزعومة وتنصيب ( داعر وقواد ) وهو رجب شرير أردوغان ليكون خليفة لأتباع هذا الدين رغم أن الجميع يعلم ما يحدث فى تركيا والمحرمات التى ترتكب وبائعات الهوى المعروضات فى (الفتارين) لمن يرغب فى المتعة الحرام .. هذا هو إمامهم وقدوتهم ومن يأويهم ويدافع عنهم
وهذا هو دينهم الذى يروجون له ونحن ببساطتنا وطيبتنا التى تصل لحد ” الهبل ” لا نزال نصدقهم ونعتق دينهم !
هذا هو حقيقة الأمر الذى يغفل عنه الكثير من المصريين .. هى حرب بين أتباع هذا الدين الجديد وبين مصر الدولة المؤمنة التى تكالب عليها أهل الشر من كل حدب وصوب لكسرها ولكنها لا تزال عصية عليهم .. وستكون دائما مصر المحروسة برعاية الله .. غير قابلة للكسر .
نعود لنؤكد أن نزول المصريين بكثافة للجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية سيكون رسالة إلى المتربصين بالوطن وبالإسلام بأن أكاذيبهم وشائعاتهم لن تنطلى علينا ولن تجد لها سوقاً بيننا .
سننزل للاستفتاء وسنقول ما يحلو لنا ( “نعم” أو” لا ” ) نحن أحرار فى قبول هذه التعديلات أو رفضها ، نحن الشعب صاحب السيادة والقرار .. فهل يجوز أن يتخلى صاحب السيادة عن سيادته ولا يشارك فى تحديد مصيره ووضع دستوره .. هل من المعقول أن يتنازل الشعب عن حقه الدستورى من أجل شائعات مغرضة فندنا فى صدر هذا المقال حجتهم وأهدافهم المسمومة .
بنى وطنى .. تتابعون ما يحدث ويدور حولنا من أحداث .. وتشاهدون دولاً عربية كبيرة كانت ملء السمع والأبصار تسقط وتتهاوى وتتداعى عليها الأكلة .. نعم لابد أن نذكركم بالعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والجزائر .. أين هم الآن .. وأين مصر فى تلك الرقعة من الكرة الأرضية .. تعلمون أن كل ما يدور حولنا وفى دول الجوار من أحداث يستهدف مصر فى المقام الأول ، وإلا بماذا تفسرون نقل أكثر من 50 ألف إرهابى داعشى من سوريا والعراق إلى حدودنا الغربية والجنوبية فى هذا الوقت بالذات .. ألا يستلزم هذا أن تظل الجبهة الداخلية متماسكة وملتفة حول قيادتها ، هل من مصلحة الوطن أن نقول للسيسى فى خضم تلك الأحداث والأخطار التى تتعرض لها الأمة المصرية .. كفاية كده ؟ .. هل أنتم بذلك حريصون على وحدة الوطن وسلامة أراضيه .
انزلوا ، ففى نزولكم رداً حاسماً وقوياً على من يتربصون بالوطن ، وأسألوا أنفسكم لماذا كل هذه الضجة وعملية التجييش خارج وداخل مصر لتحريض المواطنين على عدم النزول للاستفتاء .. أفيقوا .. بنى وطنى .. الخطب جلل .. والقضية أكبر بكثير من تعديلات دستورية أو مدة رئاسية .. القضية قضية وطن يواجه خفافيش الظلام وأعداء الحياة .