مما لاشك فيه هو أن اللاعب محمود داوود، وهو من أصول سورية، نجح في خطف الأضواء خلال هذا الموسم، حيث أصبح خلال فترة وجيزة أحد الأعمدة الأساسية في مونشنغلادباخ، ورغم ذلك فإنه تلقى انتقادات من مدربه شوبرت لها ما يبررها.
أسعد فريق مونشنغلادباخ جمهوره يوم السبت (12مارس/آذار) بفوزه على ضيفه فرنكفورت بنتيجة (3/0). وعلى الرغم من أن نجم خط وسط بروسيا مونشنغلادباخ، لمع في هذا اللقاء وتمكن من توقيع الهدف الثالث للفريق، لكن مدربه أندريه شوبرت وجه إليه بعض الانتقادات، تتعلق بأدائه في هذه المباراة، ووضحها شوبرت عندما قال: "عليه التركيز على كرة القدم والابتعاد عن البدء بتصرفات حمقاء".
من خلال الرجوع الى الأرقام فإن أداء الموهبة داوود يمكن تقييمه كالتالي: فقد وصل معدل تمريراته 87 بالمئة، ومعدل منافسته على الكرة حوالي 71 بالمئة، وهذا هو الهدف الرابع له في هذا الموسم، ولمحمود داوود يرجع الفضل الكبير في الانتصارات الـ13 التي حققها فريق مونشنغلادباخ حتى الآن في هذا الموسم. ورغم ذلك كله، فهو لم يسلم من انتقاد مدربه. والسبب هو طريقة تسديده للهدف، والتي اعتبرها المدرب بأنها لا "تنم عن أسلوب لعب جاد"،إذ قام لاعب خط الوسط الدفاعي بتسديد الكرة من الزاوية الضيقة للمرمى، ورغم تسجيله الهدف فالمدرب لم يكن راضيا تماما عن أدائه.
لماذا انزعج شوبرت من هدف داوود؟
في حديثه لموقع "سكاي" برر شوبرت مدرب مونشنغلادباخ سبب هذا الانتقاد بقوله "ما أزعجني هو ما قام به في النهاية" مشيرا إلى أن على محمود دوواد متابعة تألقه، بأسلوب لعب جاد. فما هو الشيء الذي أزعج شوبرت في طريقة تسديد داوود؟
ووفقا لرأي المدرب شوبرت فإن داوود "بالغ قليلا" وأن أداؤه "لم يكن كافيا"، وبالنظر لمهارته التقنية يسعى "مو"، كما يحلو لزملائه أن يلقبونه، للبحث عن حلول ، قد تكون غير مناسبة لخصومه. وهو ما اعتبره شوبرت "مبالغة في الأداء، من الممكن أن تدفع بالخصم للقول: لن أسمح له بأن يقوم بذلك معي وعليه أن يفهم ذلك".
انتقادات للحماية فقط!
إن انتقادات داوود لا تعني بالتأكيد "عدم احترام" قدراته، بل إن مدربه شوبرت يرى "أن هذه التصرفات قد تنعكس سلبا عليه"، وأن الهدف الأساسي من هذه الانتقادات، هو "حمايته" من الأخطاء.
لاشك أن داوود، موهبة استثنائية وهو ما أكده ماكس إبيرل المدير الرياضي لفريق مونشنغلادباخ في تصريح سابق له عندما قال:"محمود لاعب موهوب بالفطرة، فهو لا يلعب كرة القدم فحسب، وإنما يعيشها أيضا"، فابن عامودا يستطيع وبفضل مهاراته وذكائه أن يضفي مزيدا من القوة والحماس على أداء فريقه، كما أن لديه تقنايت عالية جدا وقدرة كبيرة على تقييم مسار اللعب.
قد تكون هناك "مبالغة" في المديح، ليست أقل ضررا من "المبالغة" في الأداء، وهو مايراه المدرب شوبرت أيضا، خاصة أن لاعب مونشغلادباخ الألماني ذو الأصول السورية، قد ذاع صيته خارج ألمانيا، وأن أندية أوروبية كبرى تسعى للتعاقد معه من بينها مانشستر سيتي ومانشتر يونايتد، ويوفينتوس.