
بقلم – خالدعبدالحميد
فى خضم الأحداث والأوقات العصيبة تظهر معادن الرجال ، وفى خضم المشكلات تولد الرحمات والتكافل فى الأزمات .
ليست كلمات إنشائية أو للإستهلاك الإعلامى .. ولكنها كلمات صادقة تعبر عن واقعة حقيقية وملحمة إنسانية تجسدت بعد حادث السطو على محل “مجوهرات الطويل” بحدائق الأهرام ، هذا الحادث الإرهابى .. واسمحوا لى أن أصفه بالإرهابى وهو الوصف الحقيقى لتلك الجريمة التى روعت الآمنين وخلّفت ضحايا ومصابين .
ففى الوقت الذى ركزت فيه وسائل الإعلام التى تناولت الحادث على وصفه وبشاعته ، لم تلتفت إلى بُعـد إجتماعى مهم جدا وُلـد بعد وقوع الحادث ونقل المهندس ياسر الطويل والمصابين إلى المستشفى .. هذا البُعـد هو انتفاضة تجار وأصحاب محلات الذهب كرد فعل لهذا الحادث الإجرامى .. وتضامن معظم التجار مع زميلهم فى المهنة .. ودعونى أرصد بعض ردود أفعال تجار ذهب لا تربطهم أدنى صلة بالمجنى عليه ، أحد التجار عرض سداد كافة ديون الطويل صاحب المحل المعتدى عليه ، بل وإعادة تأهيل المحل ومده بالمشغولات الذهبية ومشاركته ، وتاجر آخر إقترح إقتراحاً وجيها بأن يتبرع كل تاجر أو صاحب محل ذهب بعشرة جرامات فقط من الذهب لزميلهم ” المجنى عليه ” الذى فقد “شقى عمره” جراء حادث السطو المسلح على محله .
وثالث تبرع بفرش محل “مجوهرات الطويل” وإعادة تأهيله من جديد ، ومبادرات أخرى كثيرة لا يسع المجال لذكرها .. جميعها تكشف الوجه المشرق لأصحاب هذه المهنة .
وعندما طالعت هذه المبادرات والمساهمات التكافلية قلت فى نفسى :
” لسه مصر بخير “ مهما بدت الصورة قاتمة لبعض الأشخاص ..
” لسه مصر بخير ” مهما بلغت معاناة المصريين من غول الأسعار ..
” لسه مصر بخير “ مهما حاول أهل الشر الإيقاع بها والإساءة إليها واستهداف شبابها من خير أجناد الأرض ..
” لسه مصر بخير “ رغم وجود من استحل أموال المصريين وسمح لنفسه بجمع المليارات والملايين بدون حق .
” لسه مصر بخير “ طالما بقيت فى قلوبنا بعض من الرحمة.. وصدق رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” عندما قال” الخير فى وفى أمتى إلى يوم الدين “
هنيئاً لتجار ومصنعى وأصحاب محلات الذهب بوسام الشرف الذى استحقوه عن جدارة بسبب وقفتهم المحترمة مع زميل لهم تعرض لكارثة مادية وصحية كادت تودى بحياته وقرروا جميعاً أو معظمهم إن جاز التعبير الوقوف بجوار زميلهم فى محنته ، إلى الحد الذى وصل بهم إلى إبداء استعدادهم لإغلاق محلاتهم ” أكل عيشهم ” يومين أو ثلاثة لتوصيل رسالة إلى من يعنيه الأمر برفض كافة العاملين بقطاع الذهب لهذا الحادث الإجرامى وضرورة وجود حل سريع لتلافى آثاره وسرعة ضبط الجناة الأشرار ، واتخاذ كل ما من شأنه أن يمنع تكرار هذا الحادث مرة أخرى .
عاش الجواهرجية فى تكاتف ووحدة دفاعاً عن مهنتهم وزملاء المهنة