الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 12:48 م

الدواء فيه سُم قاتل

 

 

الكاتب الصحفى خالدعبدالحميد

بقلم – خالدعبدالحميد

فجأة قامت قيامة العالم وانتشرت الفوضى فى عدد كبير من البلدان أوروبية وأسيوية وعربية وأفريقية .. المطالب واحدة ، ليست كما يتصور البعض أنها مطالب عادلة تبحث عن العيش والحرية والعدالة الإجتماعية ، تلك الشعارات التى انخدعت فيها الشعوب وخرجت بالملايين لتحقيقها ، ولكن الهدف الأساسى الخفى يختلف تماما عن تلك المطالب ، فالهدف هو مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى ومع كثرة وزحمة الأحداث نسيه الكثير من المواطنين ، ولكن المدبر والمخطط لم ينسى هذا الهدف ولديه من المكر والدهاء ما يمكن أن يغير به أساليبه طبقا لمعطيات الأمور .

هذا هو السيناريو الذى يحدث الآن على الأرض بدأت المرحلة الثانية بمظاهرات مزعومة ومدبرة فى فرنسا ، وما لبثت أن انتقلت إلى بلجيكا وهولندا وتركيا والمجر رغم أن هذه الدول لا تعانى من أزمات اقتصادية إلى الحد الذى يدفع مواطنيها إلى التظاهر .

ثم نفاجئ قبل أيام قليلة باندلاع المظاهرات فى السودان الشقيق ومصادمات بين المتظاهرين ورجال الأمن وسقوط قتلى ومصابين ، وتونس الأمور فيها على شفا الإنفجار ، ولا يخفى على الجميع ما يحدث فى ليبيا وسوريا واليمن والتربص بالمملكة العربية السعودية .

وماذا عن مصر .. مربط الفرس ومن تحطمت على اعتابها المرحلة الأولى من خارطة الشرق الأوسط الكبير .. لا نخفيكم قولا أن مصر .. ومصر تحديدا هى الهدف الأكبر لأصحاب مؤامرة الشرق الأوسط الكبير أو إذا صح القول  مخطط تفتيت وتقسيم الدول العربية  “حتى تصبح ميتة” وهو المصطلح الذى من أجله تم تطوير الحروب من المعارك والإقتتال بين الجيوش إلى ما يسمى بحروب الجيل الرابع والخامس وهو تفتيت الدول داخليا عن طريق الثورات ونشر الفوضى فى ربوع الدول المستهدفة “حتى تصبح ميتة” .

والفخ الذى لابد لمصر أن تحتاط له جيدا لأنه “السم فى طبق من العسل ” هو مخطط البنك الدولى وصندوقه الذى لم يسعى مطلقا ولم يكن هدفه مطلقا مساعدة مصر بمنح وقروض لدعم اقتصادها ، واذا كان ذلك كذلك فلماذا وضع البنك شروطا كارثية حتى يمنحنا قروضه .

علمنا مؤخرا أن البنك الدولى يرفض منح مصر الدفعة الأخيرة من قرض الـ 12 مليون دولار لأنه كان يسعى إلى رفع الدعم كلية عن أسعار الوقود وكان يسعى لزيادة جديدة فى أسعار الوقود فى يناير المقبل ، وعندما رفضت مصر أو بالأحرى أجلت هذا الأمر مراعة لظروف المواطنين ولعدم الضغط عليهم أكثر من ذلك فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها مصر والمصريين اشتاط البنك الدولى غضبا لأن السيناريو الخفى هو استمرار الضغط على الشعب المصرى والمواطنين بزيادات متوالية ومتتالية فى الأسعار حتى تنفجر الأوضاع فى البلاد وتخرج الأفواه الجائعة لتدمر الأخضر واليابس على أرض مصر وهو تحديدا ما يسعى إليه من يقف وراء البنك الدولى وصندوقه لضرب الأمن والاستقرار فى مصر .

دفن الرؤوس فى الرمال لا يبنى أوطان .. ونحن الوطن لدينا أغلى من النفس ودونه الموت ، ولا يجب أن نسمح لهذا المخطط أن يتم على أرض مصر .

 لقد عانينا كثيرا بعد 2011 من الفوضى وعمليات القتل والحرق وانتشار الفتنة ووقف عجلة الإنتاج وضرب السياحة ، واقتصاد مصر لم يتعافى من تلك الأحداث حتى اليوم ، ولسنا على استعداد لتكرار هذا المشهد المأساوى المدمر من جديد .. لا يجب أن نعيش ولن نحتمل أحداثا مثل تلك التى وقعت فى 25 يناير 2011 وما بعدها .. هم يردون أن يجرونا مجددا إلى تلك الأحداث.. يسعون لقتلنا بدم بارد .. يخططون لإشعال ثورة غضب فى مصر ضد الدولة وضد الحكم الذى يواصل العمل ليل نهار ويسابق الزمن لإنتشال مصر من السقوط الذى كان مخططا لها فى 2011 .

على كل مسئول فى مصر أن يتقى الله فينا وأن يحذو حذو الرئيس السيسى الذى لا يكل ولا يمل وهو يقود مرحلة البناء والتنمية .. كونوا على قدر المسئولية واتخذوا ما يلزم من إجراءات وقرارات ولا تتقاعسوا أو تتخلفوا عن ركب البناء.

وعلى كل مواطن ألا يرتكن إلى الشائعات الهدامة التى تسعى لإحداث الفتنة والوقيعة بين الشعب وحكامه وأن يستوعبوا جيدا ما يحاك للوطن من مؤامرة تستهدف أركان دولته ” حتى تصبح ميتة ” ولن يكون ذلك بإذن الله طالما ظل الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة ضد أعداء الحياة .

أرجوكم لا تقعوا فى الفخ الذى ينصبه لنا البنك الدولى .. أرجوكم لا تشربوا هذا الدواء .. الدواء فيه سُم قاتل .

تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر

 

اترك رد

%d