تقرير يكتبه – خالدعبدالحميد
استيقظنا صباح اليوم على خبر أليم وهو مقتل مواطن مصرى يدعى أحمد طه يعمل صيدلى فى منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية على يد بلطجى سعودى وجه إلي المواطن المصرى 7 طعنات قاتلة بسكين كان يخفيها بطيات ملابسه .
تفاصيل الحادث تشير إلى أن المواطن السعودى توجه إلى الصيدلية التى يعمل بها الصيدلى المصرى أحمد طه بهدف استرجاع أدوية ، فطلب منه الصيدلى الروشتة الخاصة بالأدوية إلا أنه رفض وأصر على استرجاع الأدوية ، فرض الصيدلى ، فما كان من السعودى إلا أن دخل إليه حيث يقف المصرى ووجه إليه 7 طعنات قاتلة خمسة فى الصدر والبطن وطعنتين فى الوجه ولاذ بالفرار قبل أن يتم القبض عليه بمعرفة السلطات السعودية وإيداعه فى الحبس على ذمة التحقيقات التى تجرى بالقضية.
الحادث أصاب الشارع المصرى بالفزع ، لا سيما أنها جاءت مباشرة بعد حادث الإعتداء على مصرية بالكويت والبذاءات التى أطلقتها نائبة كويتية بحق مصر والمصريين والوزيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج تلك التصريحات التى لاقت هجوما شديدا من المصريين بسبب تطاول هذه النائبة على مصر والمصريين .
وفى الحادثتين تحركت الحكومة المصرية ولم تقصر فى تصعيد الأمر دفاعا عن حقوق المصريين ، ففى حادث السعودية تحركت وزارتى الخارجية والهجرة ، بناء على تعليمات عليا حيث طلبت الخارجية المصرية من السفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية التحرك فورا لمتابعة الحادث والتحقيقات التى تجريها السلطات السعودية مع المتهم للقصاص منه ، وبالفعل توجه قنصل مصر فى جدة إلى منطقة جازان لمتابعة التحقيقات وملابسات الحادث ، وتكفلت وزارة الهجرة بنقل جثمان الصيدلى المصرى إلى وطنه مصر وقامت وزيرة الهجرة بزيارة أسرة الصيدلى فى محل إقامتهم بمنطقة عين شمس بالقاهرة لتقديم واجب العزاء .
وزيرة الهجرة أكدت فى تصريحات لها عقب الحادث : ثقتنا في الإجراءات القانونية بالسعودية وعلى قصاص القضاء من القاتل،واتخذنا كافة الإجراءات لضمان سرعة عودة الجثمان إلى أرض الوطن.
وأكدت نبيلة مكرم ، خلال الزيارة، أن الشاب المصري قتل غدرا أثناء ممارسة عمله، وأن السفارة المصرية تحركت على الفور وتقوم بدور كبير لتسريع إجراءات عودة الجثمان وضمان كافة الإجراءات القانونية، ومتابعة سير التحقيقات ، حيث إنه تم إلقاء القبض عليه وهو محتجز في أحد السجون وستتم معاقبته وفقا للقانون دون تمييز ، مشيرة إلى أنه منذ موقوع الحادث وهناك تنسيق للجهود بين وزارة الهجرة والسفارة المصرية بالسعودية بالإضافة إلى نقابة الصيادلة في مصر.
ومن خلال متابعتنا للأحداث والحوادث الأخيرة التى تستهدف مصريين يعملون فى الخليج على وجه التحديد ومن واقع معايشتنا لقضايا ومجتمع المصريين فى الخارج نخرج برؤية أو تصور أو سيناريو – قد يلامس الحقيقة ، وربما ابتعد عنه – هذا السيناريو ما هو إلا مخطط للنيل من العلاقات المصرية الخليجية فمع تسليمنا وإصرارنا ورغبتنا فى القصاص من قاتل الصيدلى المصرى أحمد طه والذى لم نترك قضيته حتى يتحقق هذا الهدف ، فإن الأمر فى مجلمه يبدو أكبر من مجرد واقعة قتل مصرى فى السعودية أو سحل مصرية فى الكويت .. الموضوع كما قلنا يذهب إلى تأليب الرأى العام المصرى ضد كل ما هو خليجى ، وأصحاب هذا المخطط الشيطانى يعلمون جيدا كيف يمكنهم تحريك الشباب المصرى الغاضب عبر مواقع التواصل الإجتماعى الفيسبوك وتويتر الذين سيدافعون عن أبناء وطنهم ، ولن يخلو الأمر من اندساس لجان إلكترونية نعلمها جيدا وإشعال مواقع التواصل لإحداث فتنة بين الشباب المصرى ، وشباب الخليج ، وهنا يصل أصحاب المخطط إلى هدفهم بالوقيعة بين مصر وأشقائها فى الخليج العربى لفك الإرتباط بين مصر والخليج .
وعلينا مصريين وخليجيين أن نفوت الفرصة على أهل الشر وهذا لن يتحقق إلا بعدة أمور منها تطبيق العدالة الناجزة فى القضيتين السعودية والكويتية وإجراء تحقيقات شفافة تنتهى بمعاقبة الجناة عقابا فى حجم ما ارتكبوه من جُرم .
الأمر الأخر علينا كإعلام وطنى فى مصر ودول الخليج الذى يعلم جيدا حقيقة الأمور والتحديات التى تواجه الأمة العربية تسخير أقلامهم لتبصير الرأى العام المصرى والخليجى بالحقيقة وما خفى عنه لتفويت الفرصة على من يتربصون بنا ، وعدم اللجوء إلى أساليب التهييج وإشعال فتيل الأزمة بمقالات وتقارير مسمومة لا يمكن أن تهدف إلى الحصول على حقوق المجنى عليهم من ناحية ، ومن ناحية أخرى لن تحافظ على كرامة أو كبرياء الخليج كما فعلت النائبة الكويتية الموجهة لإفساد العلاقات بين مصر والكويت .
للإعلام دور كبير فى هذه الأزمة التى بدأت بوادرها تطفو للسطح والت تهدف كما قلنا إلى الوقيعة بين مصر وأشقائها فى دول الخليج العربى ، ونتوقع غدا أو بعد غد حادثة ثالثة لمواطن مصرى فى الإمارات ، ورابعة فى البحرين .. طالما أن المخطط يستهدف ضرب علاقات الأشقاء .
أبدا لا يمكن أن يفهم من كلامنا أننا نفرط فى حقوق المصريين فى الخارج ، فتلك قضية مسحومة ( دم المصرى مش رخيص ) ولن نترك حق أى مصرى يتم الإعتداء عليه من بلطجية أو شخصيات تحركها أيادى خارجية لتحقيق ما سبق وذكرناه من مخطط مشبوه ، وعلى المسئولين فى دول الخليج أيضا كما سبق وذكرنا أن يساعدونا فى رد الحقوق لأصحابها ، ولن يشفى غليلنا كمصريين سوى القصاص من قاتل الصيدلى أحمد طه حتى تظل الحادثة فى حجمها الطبيعى كحادثة فردية يمكن أن تحدث لمصرى فى السعودية أو سعودى فى مصر أو كويتى فى الإمارات أو بحرينى فى سلطنة عمان .
افيقو إلى ما يحاك لمصر والعرب ولا تمنحوا أعداء الأمة الفرصة للإجهاز على ما تبقى منها.