الأحد, 19 مايو, 2024 , 9:56 ص
قائد القوات الجوية

قائد القوات البحرية فى حواره مع ” الوطن المصرى “: أقسمنا على حماية مقدسات الوطن وأمن وسلامة البلاد (1/2)

 

الفريق أحمد خالد قائد القوات الجوية

الفريق أحمد خالد  : إحلال وتجديد الوحدات البحرية يخضع لعدة معايير منها التهديدات الحالية والمستقبلية

الصفقات والإنشاءات التى تقوم بها القوات البحرية ساهمت فى رفع قدراتنا القتالية

الفرد المقاتل الركيزة الأساسية فى منظومة الإستعداد القتالي للقوات المسلحة

حوار – خالدعبدالحميد

 

فى ذكرى إحتفال القوات المسلحة بالعيد الواحد والخمسين للقوات البحرية أجرت ” الوطن المصرى ” حوارا مع الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية للتعرف على أحدث ما وصلت إليه القوات البحرية من تسليح وتجهيزات وتدريبات لمواجهة التحديات والأخطار التى يتعرض لها الوطن فكان الآتى نتاج هذا الحوار المهم :

  • يتضمن تاريخ القوات البحرية سجل وافر من التضحيات والبطولات في سبيل مصر وشعبها العظيم .. أسباب إختيار هذا اليوم عيدًا للبحرية؟

 

في يوم 21 أكتوبر عام 1967 صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة إلى قيادة القوات البحرية بتنفيذ هجمة على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهى المدمرة ( إيلات ) التي أخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحري وعلى الفور صدرت الأوامر بمغادرة عدد (2) لنش صواريخ للتعامل مع المدمرة (إيلات) ونجحت في إغراقها بإستخدام الصواريخ البحرية سطح / سطح ولأول مرة في تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة بحرية صغيرة الحجم من تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم مثل المدمرت / الفرقاطات مما أدى إلى تغير في الفكر الإستراتيجي العالمي وبناءً على هذا الحدث التاريخي فقد تم إختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيدًا للقوات البحرية المصرية لسببين رئيسين هما :

السبب الأول: لأنها نفذت بعد حرب 1967 بحوالي 3 أشهر وكانت من أعنف الأزمات التي عصفت بمصر بل والعالم العربي خلال تاريخنا الحديث وكانت هذه الفترة مليئة بالأحزان واليأس وكان لابد من القيام بعمل بطولي برفع الروح المعنوية للقوات المسلحة ويعيد الثقة للشعب وقواته المسلحة.

السبب الثاني: إن إغراق المدمرة إيلات يعتبر من أهم التطورات في مجال الحرب البحرية الحديثة التي حدثت خلال النصف الأخير من النصف الأخير من القرن العشرين فقد كانت هذه العملية هى الأولى من نوعها في التاريخ لإستخدام الصواريخ سطح / سطح في الحرب البحرية ونتج عن نجاح إستخدام هذه الصواريخ تغييرًا شامًلا لمفاهيم التكتيك البحري في العالم بأُثره.

  • حرصت مصر على تطوير قدراتها العسكرية في كافة الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية .. هل تم التعاقد على أنظمة قتالية جديدة في ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح؟

مع تدهور الأوضاع الأمنية فى منطقة الشرق الأوسط كثرت الصراعات وتأثر الأمن القومى المصرى والعربى بتلك الأوضاع الأمنية وسعت القيادة العامة للقوات المسلحة من خلال خطط التسليح إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية بالتعاقد على أحدث النظم القتالية والفنية وكان آخرها إمتلاك مصر لحاملتى المروحيات طراز (ميسترال) والمدمرة الحديثة طراز (فريم) ولنش الصواريخ الروسى طراز (مولينيا) ، مما يمثل نقلة نوعية للقواتالبحرية المصرية  الأمر الذى جعلها من أكبر البحريات بالبحر المتوسط قادرةً على حماية مصالحنا القومية فى الداخل والخارج،تمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية .

في ظل امتلاك القوات البحرية الكثير من الأسلحة الحديثة ..هل ما زال هناك أسلحة ترغب القوات البحرية في إنضمامها إليها ؟

إن عملية الإحلال والتجديد للوحدات البحرية، تخضع لعدة معايير منها التهديدات الحالية والمستقبلية، التطور العلمي والتكنولوجي في مجال التسليح، والقدرات الإقتصادية للدولة ، ويتم الإحلال والتجديد على فترات زمنية وطبقا للإستراتيجية العامة للقوات المسلحة في تطوير وتحديث الأفرع الرئيسية.

  • قامت القوات البحرية بتدشين قطع بحرية جديدة للأسطول البحري المصري مثل الفرقاطة بورسعيد من طراز ( GOWIND) والتي تم تصنيعها بالترسانة البحرية .. كيف يمكن أن تضيف هذه القطع البحرية للقوات البحرية؟

إن الصفقات والإنشاءات التي تقوم بها القوات البحرية ساهمت بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل في المياه العميقة والإستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية في أقل وقت مما يساهم في دعم الأمن القومي المصري في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا.

– على مدار الفترة الماضية تم تسليح القوات البحرية وتزويدها بصفقات على درجة كبيرة من الأهمية .. ما هو الجديد في تطوير البنية التحتية والإنشائية لوحدات القوات البحرية ؟

يتم العمل حاليا على رفع كفاءة القطع والوحدات البحرية التي تسهم في الحفاظ على مستوى القوات البحرية حيث يتم إنشاء قواعد جديدة لإستيعاب أكبر قدر من القطع.

 – في ظل التقدم المستمر في تكنولوجيا التسليح العالمية والمنظومات الحديثة التي زودت بها قواتنا البحرية .. كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلي القوات البحرية للتعامل مع هذه المنظومات؟

سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الإرتقاء بالفرد المقاتل بإعتباره الركيزة الأساسية فى منظومة الإستعداد القتالي للقوات المسلحة ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين وهو معنىﱞ بتأهيل الفرد المقاتل (فنياً – تخصصياً – لغوياً – تدريبياً) ليكون قادراً على إستيعاب التطور العالمي فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة .وتسعى القوات البحرية للإستمرار فى تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف  فى جميع التخصصات والمستويات لآداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقرى للقوات البحرية حيث يتم توزيع الطلاب فى مراحل التأهيل والتعليم الأساسي على المدارس البحرية والمنشآت التعليمية المطورة وطبقاً لقدراتهم الشخصية ويتم التركيز خلالها على التدريب النظري والعملي من خلال المدارس المتخصصة في العلوم البحرية لتأهيل ضباط الصف في المناهج التخصصية المتطورة والتي تشمل تخصصات التشغيل والإصلاح لتلبية إحتياجات ومطالب القوات البحرية بطريقة علمية منهجية لمواكبة التطور في منظومة التسليح البحري العالمي من خلال وسائل التعليم الحديثة على يد ضباط متخصصين في هذا المجال.

أما بالنسبة للضباط يتم تأهيلهم فى الكلية البحرية ومعهد الدارسات العليا البحرية ، كما يتم إيفاد الضباط فى بعثات ومأموريات خارجية للوقوف على أحدث ما وصل إليه العلم.

وبصفة عامة فإن الحلقة التعليمية لا تنتهي عند هذا الحد وإنما يتم نقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال التدريب العملي داخل التشكيلات والوحدات البحرية ونقل خبرات القادة السابقين بما يمكنهم من إستلام الراية وتولي دفة القيادة فى القوات البحرية مستقبلاً .

– نفذت القوات البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة على مدار الفترة الماضية العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومي المصري على المستويين الداخلي والخارجي .. كيف تحقق ذلك ؟ وبماذا يعكس المستوى المتميز الذي يظهر عليه دائماً أبطال القوات البحرية خلال تنفيذ مهامهم ؟

 

القوات البحرية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية منوطة بتنفيذ العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومي على كافة الإتجاهات الإستراتيجية للدولة .. وتنوعت المهام المكلفة بها القوات البحرية من تأمين كافة موانئ جمهورية مصر العربية بإجمالي عدد (22) ميناء وعلى مدار (24) ساعة ، المحافظة على إنتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والإقتصادية ، ومنع أي إختراقات لسواحلنا ومنع تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة الغير شرعية ، وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا البحرية بالإضافة إلى تأمين حركة ملاحة السفن التجارية بالمجرى الملاحي لقناة السويس فى الإتجاهين الشمالي والجنوبي وتأمين المنشآت الحيوية من الساحل ومن منصات وحقول البترول والغاز الطبيعي، وكذا القيام بأعمال المناوبة والإنقاذ في حالات الكوارث والأزمات. وقد شاركت القوات البحرية القوات البرية والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة في العملية الشاملة (سيناء 2018) والهدف منها هو تطهير سيناء من البؤر الإرهابية والعناصر التكفيرية.

كما تشترك القوات البحرية إعتبارًا من عام 2011 بتأمين المقرات الإنتخابية أثناء (الإستفتاء على الدستور – إنتخابات مجلس النواب – إنتخابات رئاسة الجمهورية) ، وكان المستوى المتميز الذي أظهره رجال القوات البحرية في تنفيذ المهام الموكله إليه على المستوى الداخلي والخارجي إنما هو نتاج التدريب الشاق المستمر والإنضباط العالي والعزيمة وحب الوطن الذي أقسم عليه رجال القوات البحرية في سبيل حماية مقدسات الوطن وأمن وسلامة البلاد.

 

 

 

 

اترك رد

%d