بقلم – خالدعبدالحميد
طالعنا بحزن وتأثر ردود أفعال قلة من المصريين بالخارج الذين لا يمثلون إلا أنفسهم وقد أطلقوا العنان لألسنتهم بسب وشتم مجموعة من الصحفيين قامت الدولة ” المصرية ” بتكريمهم على جهودهم فى تغطية أخبار وزارة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج ، بل ووصل الأمر لأحدهم بأن سمح لنفسه المريضة بأن يصف كل من كرمتهم الدولة فى شخص وزيرة الهجرة – وهى ممثلة الدولة المصرية- بأنهم خونة ومأجورين .. ليه يا عمنا قلت كده .. هل ظهرت لك علامات أو قرائن أو مستندات تؤكد لجنابك أن كل الصحفيين المكرمين بلا استثناء – كما ذكرت – خونة ومأجورين .. هل شاهدت بعينك أو سمعت بأذنيك ما يؤكد لك خيانتهم أو عمالتهم .. والعمالة هنا لمن – على حد تعبيرك .. لمصر – الجريمة هى العمالة لصالح الدولة المصرية ! .
ولن أزيد فى الرد على تلك الشخصية الكرتونية التى ادعت كذبا أنها تعمل لصالح المصريين فى الخارج .
ننتقل إلى منحى أخر فى قضية عمالة الصحفيين المكرمين من الدولة ( المصرية )
ماذا تعنى عملية التكريم من وجهة نظر السادة الذين هاجموا المكرمين من الإعلاميين .. هل معنى أن الدولة قامت بتكريم الإعلاميين أن هؤلاء خانوا قضية المصريين فى الخارج وباعوها لمصر .. وهل هناك فرق بين مصر الوطن وبين المصريين المغتربين .
من صور لكم أن مجرد تكريم يمكن أن يجعل المكرمين يبيعون قضية المصريين بالخارج .. ومن يملك الحكم فى هذا الأمر ؟ .. بالتأكيد أنتم لا تملكون ذلك .
تعالوا نتحدث بصراحة وشفافية .. ماذا قدمتم أنتم يا من انتقدتم ” المجرمين ” الذين سمحوا للدولة بتكريمهم .. ماذا قدمتهم للمصريين المغتربين سوى الضجيج والصراخ لا لشيئ سوى لتحقيق مصالحكم الشخصية وكياناتكم الكرتونية التى استفدتم أنتم منها دون المصريين فى الخارج .. هناك من حصل على أراضى فى مصر بصفته رئيسا لإحدى هذه الكيانات ونعرفه جيدا .. اذن هو لم ينشأ هذا الكيان لخدمة المصريين فى الخارج كما يزعم ، بل لخدمة نفسه ومصالحه وفقط .. وهناك أمثلة كثيرة ليس هنا مجال الخوض فيها .
للأسف قضية المصريين بالخارج يتم المتاجرة بها كما تاجر الإخوان بالدين والإسلام .. لا فرق بين هذا وذاك .. كلكم متاجرون .. والضحية أكثر من 10 ملايين مصرى بالخارج لا يعلمون عن تلك الكيانات ( الصوتية ) شيئا .. لقد فرضوا لأنفسهم عالما افتراضيا على الفيسبوك وراحوا يتنازعون على الزعامة ومن ليس معهم ومع توجهاتهم فهو خائن وعميل .. تبا لكم .
وفى هذا المقام ليس لى إلا أن أتحدث عن نفسى وبإسم نفسى والجريدة التى أترأس تحريرها وفقط .. ونسأل هل باعت جريدة ( الوطن المصرى ) المصريين فى الخارج لمجرد أن تم تكريم رئيس تحريرها من الدولة .. ليس أنتم المعنيين بالإجابة .. بل نسأل من وقفت ” الوطن المصرى ” بجوارهم من عوام المصريين الذين يعملون خارج مصر الذين لم يجدوا من يقف بجوارهم أو يساندهم من أصحاب الدكاكين والكيانات الكرتونية .. لقد تبنت الجريدة عشرات من القضايا لا يسع المجال لسردها ، لإيمانها بعدالة قضاياهم ومشاكلهم .. وليس منّة أو تفضلا أن تقف الجريدة مع المظلومين من المصريين بالخارج فهو واجب والتزام عليها ، ولم تنتظر شكر أو مكافأة ، فأسعد لحظاتها أن ترى مشكلة وقد تم حلها أو مظلوم حصل على حقوقه .
ولا نذيع سرا اذا قلنا أن ” الوطن المصرى ” عندما أعلنت قبل سنوات تبنيها قضايا المصريين بالخارج ، لم يكن فى حسبانها أن تكون منبرا للمتسلقين أو هواة الشهرة أو الشو الإعلامى ، بل كان هدفنا ولا يزال خدمة المواطن الغلبان الذي يعمل بالخارج ، والمهاجر الذى لديه مشكلات كثيرة مع الأجهزة التنفيذية فى الدولة .. لم نتأخر يوما عن هذا أو ذاك ولن نتأخر بعون الله طالما حيينا .. هؤلاء هم الذين تستهدفهم الجريدة وتسعى لحل مشاكلهم وسنظل هكذا .
وليس من المستغرب أن نحصل على تكريم بالأمس وننتقد أداء وزارة الهجرة اليوم أو باكر طالما ظهرت سلبية أو خطأ .. لن يمنعنا التكريم من انتقاد أداء الوزارة .. ولن تخيفنا الطلقات الفشنك من أن ننشر ايجابيات الوزارة .. تلك هى عدالة النشر الغائبة عن البعض .. ننشر الإيجابيات وننشر السلبيات حتى وان لم يعجب البعض ذلك والذى يريدنا مهاجمين على طول الخط طالما هو فى خندق الهجوم على الوزارة .. ولكن ماذا اذا ما تحول هذا المهاجم إلى مناصر ومؤيد للوزارة هل نتحول معه ونلقى اعجابه أم نظل مهاجمين ونواجه بهجومه ؟!
للأسف لقد تعودنا على مبدأ من ليس معنا فهو عدونا .
لم أكن انتوى الرد على تلك الصغائر ولكن عندما يصل الأمر إلى حد اتهامنا بالخيانة فهذا الأمر لا يجب السكوت عليه .
للأسف لقد أثبت هذا الموقف ( من يتاجر بالمصريين بالخارج ) وقريبا بإذن الله سنكشف تلك الشرزمة لجموع المغتربين لوضع حد لتلك المهزلة.
كل التحية والتقدير لشرفاء المصريين بالخارج وهم الأغلبية العظمى .. كل التحية والتقدير للقامات المصرية بالخارج الذين يعملون لمصر الوطن .. وليس لمصر الشخص .
وأعتذر ان طال كلامى شيئ من الحدة ، فقد حزنت كثيرا لمواقف بعض من كنت احسبهم يعملون لمصر بتجرد وشفافية .. ولكن سقطت الأقنعة وكشفت عن وجوه ليس لى الا أن أدعو الله لها بالهداية والعودة لطريق الرشاد .
دمت سالمين