صباح الخير يا مصر .. صباح الخير يا كل بنى وطنى الكادحين .. الشقيانين .. صباح الأمل والعمل .
تحيا مصر .. قلناها منذ ثورة يونيه 2013 .. تلك الثورة التى أنقذت الوطن والمواطن من غيابات جُب كادت أن تغرق فيه البلاد والعباد ، إلا أن المولى عز وجل كان حارسا وحاميا لأرض الكنانة ، وأبدا لن تنكسر مصر وفيها جُند هم خير أجناد الأرض ( الشعب والجيش والشرطة ) .
دعونا نتحدث بصراحة وشفافية بعيدا عن الضغوط والموائمات والخوف من أن تُفسر الكلمات بصورة عكسية بعيدة عن الهدف منها .. دعونا نتحدث ولو لمرة واحدة من أجل رفعة هذا الوطن دون أن نعمل حسابا لشخص مهما بلغ نفوذه ، ولا نعتقد أن فى ذلك ما يمكن أن يُغضب حاكما أو محكوما ، إلا إذا كان حب الوطن أصبح جريمة يعاقب عليها القانون .
انتماؤنا وولاؤنا معروف لمن .. وليس من المقبول أن نؤكد على هذا الأمر كلما تعرضنا بالكتابة لسلبية أو كشف تجاوزات أو مخالفات هى بنت الفساد الذى ينخر فى عضُد البلاد منذ سنوات وسنوات.
دعونا اليوم نتحدث عن أمر فى غاية الأهمية نعتقد أنكم جميعا تشاركوننا فى أهميته .. إنه حال الإعلام والصحافة فى مصر والتى إن صلُحت .. صلُح المجتمع كله .. وإن فسدت .. فسد كل المجتمع .. وإنهارت كل القيم والتقاليد التى تربينا عليها .
هذا الملف الذى يخشى الكثيرون من إقتحامه ، ربما حرصا على منصب مُنتظر .. أو حفاظا على منصب يحتلونه بالفعل فى مؤسسة أو صحيفة أو حتى مجلس أو هيئة تدير المهنة فى مصر .
وبما أننا لسنا من المُبشرين بمثل تلك المناصب لأننا لا نملك الأدوات التى تؤهلنا إلى شغلها ، – حسب منطق ومعايير الإختيار المعمول بها – فسنفتح هذا الملف ربما يلقى ما نقوله أو نعرضه قبولا لدى المسئولين والمعنيين بهذا الملف ونستبشر خيرا بهم وبإهتمامهم بمواجهة الفساد والإفساد وسعيهم لإختيار الرجل المناسب فى المكان المناسب بعيدا عن المحسوبيات ومن كان ضررهم على البلاد أكثر من نفعهم لبعض المسئولين .
نفتح هذا الملف بمناسبة قرب إقرار قانون الصحافة والإعلام من مجلس النواب ، وإعادة تشكيل الدولاب الصحفى والإعلامى ( مجلس أعلى للإعلام وهيئتى الإعلام والصحافة ورؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية المملوكة للدولة ) .
وهنا يكمن لُب القضية .. الإختيار ثم الإختيار ، ثم الإختيار .. كررناها ثلاثا لما لها من أهمية ، فما تعانيه الصحافة والإعلام اليوم من ترهل وفساد أخلاقى وضعف مهنى لبعض رؤساء التحرير سببه هو سوء الإختيار .. ونعتقد أن معظم مؤسسات الدولة بما فيها مؤسسة الرئاسة تعانى من أداء الإعلام والصحافة فى مصر وقد كشف عن ذلك رئيس الجمهورية صراحة أكثر من مرة ولديه كل الحق فهو الواقع الذى نعيشه بسبب سوء الإختيار ، وهنا لابد أن نتجه بالبوصلة مباشرة نحو الجهات التى تشارك فى إختيار القيادات الصحفية والإعلامية فى مصر ، والمعايير التى يتم على أساسها الإختيار .
للأسف الإختيارات السابقة ومعظم الحالية افتقدت للموضوعية والمهنية والشفافية فجاء الخطاب الإعلامى باهتا ممسوخا أضر الوطن والمواطن ، وأضر الحاكم والمحكوم ، وبدلا من أن يشارك الإعلام بقياداته فى عملية البناء والتنمية أصبح معوقا لها ، ليس لأن القائمين على الإعلام والصحافة يعملون ضد الدولة أو تحركهم جهات خارجية تستهدف الوطن ، ولكنهم للأسف يُصنفون فى خندق الدولة المصرية ، ولكنهم لا يملكون الأدوات الحقيقية التى تجعلهم عنصر فعّال فى أخطر مرحلة تمر بها مصر ، لتفشل الدولة إعلاميا فى تسويق ثورتها خارجيا ومواجهة الآلة الإعلامية المحرضة ضد مصر فى الخارج ، وتفشل الدولة أيضا إعلاميا فى تسويق ما تقوم به من إنجازات وجهود داخل البلاد ليحدث انفصال بين الحاكم والمحكوم .. هذا الإنفصال الذى فشلت القيادات الإعلامية المختارة والمنتقاه فى التغلب عليه لأن فاقد الشيئ لا يعطيه ، حتى أصبح المواطن فاقدا للثقة فى معظم ما يشاهده ويسمعه من أخبار .. تلك هى الحقيقة التى نغفل عنها أو نتغافل عنها .
يا كل الأجهزة الأمنية والمعلوماتية المحترمة التى نعلم قدرها ودورها فى بناء الوطن .. نستحلفكم بالله .. دققوا فى إختيار القيادات الصحفية هذه المرة ، ولا تجعلوا أهل الثقة يجهزون على ما تبقى من ودور يمكن أن يساعد القيادة السياسية فى البناء ومواجهة التحديات والأخطار التى تستهدف مصر .
لا نقول لكم استبعدوا أهل الثقة فهذا ضرب من الجنون ، ولكن اختاروا من تتوافر فيه الوطنية والخبرة المهنية وحسن السيرة والسمعة ( أهل الثقة وأهل الخبرة معا ) يرحمكم الله .
اللهم امنح المسئولين فى بلادنا الرشد والرشاد ووفقهم لما فيه خير البلاد والعباد
اللهم بلغت .. اللهم فاشهد
كاتب المقال
مساعد رئيس تحرير الأخبار المسائى
رئيس تحرير جريدة وموقع الوطن المصرى