بقلم دكتور/ حسن صابر
تامر فكري . . الحكم الدولي في كرة اليد الذي أدار أمس مباراة كرة اليد بين الزمالك والأهلي أوقف المباراة أثناء آذان المغرب . . ثم إستأنف المباراة بعد نهاية الآذان . . لا أعلم هل هذا السلوك من الحكم يتفق مع قوانين اللعبة .
عشت أكثر من ربع قرن في الملاعب الرياضية ، ولم يحدث أبداً أن أوقف حكمٌ ، مباراةً بسبب الآذان . . الذي أعرفه أن الآذان هو دعوة للصلاة ، وإبلاغنا أن وقت الصلاة قد حان ( حي على الصلاة ) . . فهل ترك الحكم الملعب وذهب لأداء الصلاة ؟ . . هل وقف إماماً للاعبين في صلاة جماعة على أرض الملعب ؟ وهل نزل الجمهور القليل الذي سُمِحَ له بالحضور إلى أرض الملعب لينالوا ثواب صلاة الجماعة ثم عادوا للمدرجات ؟ الإجابة على هذه الأسئلة هى لا . . إذن لماذا أوقف الحكم المباراة ؟ هل إحترام للآذان ؟ وهل كان اللاعبون يرقصون رقصاً شرقياً لا يليق أن يمارسوه وقت الآذان ، أم كانوا يتنافسون منافسة رياضية شريفة ؟ وهل إيقاف اللعب والتجول في أرض الملعب ثم التجمع حول المدربين لتلقي تعليمات جديدة . . هل هذا هو إحترام الآذان ؟ وهل نحن أولاد كلب كفرة عندما كنا لا نتوقف عن اللعب أثناء المباريات ؟
تامر فكري حكم دولي ، فلو كان يحكم مباراة في بطولة دولية بين بلدين ثم أذن الآذان فهل سيوقف المباراة أم يخشى عقوبة الإتحاد الدولي الذي لا تتضمن لوائحه قانوناً يسمح للحكم بإيقاف المباراة إذا أذن الآذان أو قُرِعَت أجراسُ الكنائس ؟
ما حدث ليلة أمس يذكرني بالعبث الذي يلجأ إليه موظفو الحكومة عندما يتركون أعمالهم وواجباتهم ومصالح الناس ويتجمعون لصلاة الظهر ، وفي أغلب الأوقات يزوغون بعد الصلاة من مقار أعمالهم ، فيكون متوسط ساعات العمل لديهم حوالي أربع 4 ساعات يومياً . . بينما نفس الموظفين إذا حصلوا على فرصة عمل في شركة استثمارية براتب مرتفع ، لا يتذكروا صلاة الظهر ولا صلاة العصر ، وربما لا يتذكروا أية صلاة .
للأسف الشديد ظهرت هذه الأمور منذ نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي بعد نهاية الحرب الأفغانية وطرد القوات الروسية من أفغانستان ، فعاد من أسموا أنفسهم” المجاهدون ” معتنقين أفكار طالبان والقاعدة والتي هى نفسها الآن أفكار داعش ، فطالت الذقون الى منتصف الصدر ، وإرتدوا الجلاليب القصيرة ، وألبسوا نساءهم الحجاب والنقاب ، ثم إنتشرت هذه الثقافة التي أسموها الإلتزام بتعاليم الاسلام بين جميع الطبقات في مصر ، وإعتبر من لا يتقيد بها مذنب ومن لا تتقيد بها مذنبة . . أي أن الإسلام لم ينزل إلا منذ الثلاثين سنةً الماضية . . عفوك يارب .
ولا يفوتني أن أطلب من إدارة تليفزيون On TV أن توقف التعامل مع خالد خيري معلق المباراة إن أرادت هذه القناة أن تحترم نفسها ولا تنشر الجهل بين الشباب الذين طالعوا المباراة . . تصوروا ماذا قال خالد خيري مشبهاً أحد اللاعبين بأبيه الذي كان أيضاً لاعب كرة يد :
” ذاك الشبل من تلك الأسد ” !! ولم يكن خطأً عفوياً . . لكنه عاد فكررها مرة ثانية . . والصحيح أن يقول
” هذا الشبل من ذاك الأسد “ل أن هذا هو المثل الصحيح ، كما أن “تلك” تشير إلى أنثى بينما الأسد ذكر يشار إليه ب “ذاك” . . تمنيت حينها أن أسداً ينهش خالد خيري لأنه جعل منه أنثى . . مع الإعتذار لأنثى الأسد !!