عدد من المصريين بالخارج أثناء فرحتهم بقناة السويس الجديدة من بينهم صاحب المقال الممنوع من النشر
خاص – الوطن المصرى
منذ وقت طويل ، وتحديدا منذ أن تبنت ” الوطن المصرى ” ملف المصريين فى الخارج والمشاكل التى يعانون منها ومطالبهم من المسئولين فى مصر لم نتطاول على شخص أى مسئول .. لم نتعرض لحياته الشخصية باعتبارها ملكا له وحده لا يجوز التطرق اليها .. كان ذلك منهجنا فى النشر ولا يزال .. احترام حرمة الحياة الخاصة للمسئولين فى مصر .
هدفنا كان ولا يزال دعم كل مسئول يعمل من أجل مصر .. وانتقاد أى أداء سلبى يقوم به المسئول .. انتقادا هدفه إصلاح الخلل وتلافى السلبية ، ولم يكن انتقادنا فى يوم من الأيام بهدف التشفى أو الهدم .
من هذا المنطلق ننشر ونتبنى كافة الأراء الوطنية التى تصب فى مصلحة الوطن وليس مصلحة المسئول .. لقد أغضب هذا الخط الوطنى الكثير من المسئولين ، ولكن ذلك لم ولن يثنينا عن أداء رسالتنا الصحفية وهى كشف السلبيات لتلافيها ودعم الإيجابيات للإقتضاء بها
كان لابد من هذه المقدمة الطويلة لنبين للقراء الأعزاء أننا أبدا لم ننتقد مسئول لمصلحة شخصية ، بل نتناول السلبيات حتى يعلم أن هناك خطأ وعليه إصلاحه باعتبارنا شركاء فى هذا الوطن .
نعرج من ذلك الى قضية المصريين بالخارج الذين وبلغة رئيس الجمهورية ” لم يجدوا من يحنوا عليهم ” رغم وجود وزارة خاصة للمصريين بالخارج الا أن المشاكل كما هى .. والفرقة كما هى .. وضياع مئات المليارات على الدولة كل عام كما هى أيضا .. والخاسر الوحيد هنا ليس وزارة الهجرة ولا المصريين فى الخارج ، بل الخاسر هو مصر التى لم تستفد حتى الآن من أبنائها سفرائها في الخارج الذين نعلم علم اليقين أنهم على أهبة الإستعداد لدعم وطنهم ماليا ولوجستيا ، ولكن افتقدوا لهمزة الوصل بينهم وبين الوطن الأم وهى هنا ” وزارة الهجرة ” .
لقد فوجئنا فى الجريدة برسالة تصل الينا من أحد المصريين بالخارج المهتمين بالعمل العام والذى يترأس كيانا لعدد من المصريين يتحدث بإسمهم وهو المواطن المصرى ولاء مرسى أحد المهمومين بهذا الوطن والذى استقطع الكثير من وقته لينقل للمسئولين ما يعانيه المصريين المغتربين هو وغيره الكثير من المصريين المغتربين الذين بحت أصواتهم من أجل البحث عن قناة شرعية لتوصيل صوتهم لرئيس الجمهورية الذين يدعمونه باعتباره منقذ مصر وبانيها فى العصر الحديث .
ولاء مرسى رئيس ائتلاف المصريين بأوروبا أكد لـ “ الوطن المصرى ” أن أحد الزملاء فى صحيفة ” الأهرام ” طلب منه رأيه فى كيفية دعم السياحة والظروف الإقتصادية التى تمر بها البلاد الا أنه فوجئ بوجود فرمان بمنع مقالاته وكتاباته من النشر فى ” الأهرام” لسبب خفى لا نعلمه رغم أن ” الأهرام” كانت تتسابق من قبل فى الإستعانة برأيه فى القضايا التى تهم المصريين بالخارج .
اعتقدنا فى بادئ الأمر أنه ربما تجاوز فى حق الدولة – ولو كان قد فعلها لكنا أول من يرفض نشرها وليست “الأهرام” فقط ، ولكن المدهش والمثير أن المقالة لم يكن بها أى تطاول أو هجوم على أحد واليكم المقالة التى تم منعها من النشر فى “الأهرام” :
” الشعب المصري يحتاج أن يفرح بعيداً عن الآلام التى سببها له الإرهاب والظروف الاقتصادية الصعبة ، وقد جاء صعود منتخبنا الوطنى لنهائيات كأس العالم بروسيا جاء في وقته وأري أن لاعبي المنتخب سيمثلون إضافة قوية وسيقومون برفع أسم مصر خارجياً .. وأطالب وزارتي الشباب والسياحة باستغلال هذا الحدث الكبير في تنشيط السياحة المصرية فهى فرصة قوية ولن تتكرر لاستعادة واسترجاع السياحة بعد الظروف الصعبة التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية .. لابد من مشاركة كل الوزارات المعنية مثل الشباب ووزارة الهجرة والسياحة والخارجية والقيام بالدعاية للمنتج السياحي المصرى أثناء هذا الحدث الذى سيشارك فيه معظم الدول التى تمتلك سياح تستهدفهم السياحة المصرية مثل الألمان والطليان والإنجليز والروس واسبانيا .. علينا طبع بروشورات وإعلانات في شوارع موسكو وأمام ملاعب الكرة التي تقام عليها مباريات المونديال وهذا عمل وزارة الهجرة من الآن والتي لم تقدم شيئ ملموس لمصر والمصريين في الخارج ونطالب وزارة الهجرة أن تتحرك مع باقي الوزارات كي ينجح المشروع فى إعادة السياحة لمصر.
ونحن المصريون في الخارج نناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بإصدار تعليماته الي الوزراء المعنيين بالتحرك وبأقصى سرعة واستغلال الحدث لدعم الإقتصاد المصري وعودة السياحة .. تحيا مصر “
تلك هى المقالة التى منعت من النشر فى ” الأهرام ” لا لشيئ سوى ذكر وزارة الهجرة رغم أن المقال لم يتعرض مطلقا لشخص القائمين عليها .
ثم نسأل بعد ذلك لماذا فقدت الصحافة القومية المصداقية ولم يعد لها تأثير على الشارع المصرى فى الداخل والخارج .. تلك أحد الأسباب .. تلك هى المشكلة عندما نغلب مصلحة الفرد على مصلحة الدولة .