الأربعاء, 27 نوفمبر, 2024 , 5:28 ص

العميد يسرى عمارة لـ “الوطن المصرى” : دمرنا 73 دبابة اسرائيلية فى نصف ساعة

 

رئيس تحرير ” الوطن المصرى ” أثناء حواره مع أحد أسود حرب أكتوبر

 

سأظل أفتخر أمام أولادى وأحفادى بأننى أحد من شاركوا فى حرب أكتوبر المجيدة

انتظرنا ساعة السفر بفارغ الصبر واطلقنا صيحات التكبير بعد عبور طائراتنا لسيناء

تعيين حفيد أحمد عرابى حكمدارا لدفن الموتى أثناء العبور للضفة الشرقية

دمرنا لاسرائيل 73 دبابة وعدنا لقواعدنا فى الغرب بكامل قوتنا وشهيد واحد

نجحنا فى أسر نائب رئيس جهاز الموساد فى عملية خاطفة فى عز النهار

حوار – خالدعبدالحميد

تعيش مصر هذه الأيام ذكرى غالية على كل قلوب المصريين وهى الذكرى الـ 44 لإنتصار اكتوبر العظيم .. تلك المعركة التى أعادت العزة والكرامة ليس لمصر وحدها بل لكافة البلدان والشعوب العربية التى تحتفل معنا بهذه الذكرى الوطنية وبما قدمته العسكرية المصرية من ملاحم وبطولات تدرس حتى الآن فى كبرى المعاهد العسكرية والاستيراتيجية الدولية.

ولا يفوتنا ونحن نحتفل بهذه الذكرى أن نلتقى بعدد من أبطال العبور العظيم الذين وكلما ذكرناهم بأحداث هذه المعركة فاضت أعينهم بالدمع لما شاهدوه فى هذه الحرب من بطولات لزملاء لهم استشهدوا دفاعا عن الارض والعرض والعزة والكرامة .

نلتقى اليوم مع أحد قيادات العبور العظيم وهو العميد يسرى أحمد عمارة والذي كان برتبة نقيب وقائد سرية مدفعية أثناء حرب السادس من أكتوبر 73  

حدثنا العميد يسرى عمارة فى حوار اختص به ” الوطن المصرى ” قائلا ستظل حرب أكتوبر أغلى حدث فى حيانى وسأظل أفتخر أمام أبنائى وأحفادى بأننى كنت ممن ساهموا فى تحقيق النصر فى معركة التحرير واستراد الأرض والكرامة .

كنت قائدا لإحدى الوحدات المضادة للدبابات فى لواء مشاه ميكانيكى بالفرقة الثانية مشاة وكان موقعنا بمنطقة الفردان .. كانت الكتيبة تمثل نسق ثانى للفرقة الثانية وحضرت حرب الاستنزاف وكان موقعنا فى منطقة سرابيوم بالاسماعيلية .

وتذكر العميد عمارة معنا أحداث حرب الإستنزاف قائلا : كنا شباب صغار فى السن وكان لدينا حماسا كبيرا  كانت مهمتنا طول النهار تطهير الخنادق من الرمال والنزول فى فيها لحماية قناة السويس من أى اختراق للضفة الغربية ، كنا نقيم فى خنادق رملية وفى المقابل العدو كان لديه ما يقرب من 35 موقعا على الساتر الترابى بالضفة الشرقية كان بها اكثر من نقطة قوية وكان العدو يقوم بدورية على شط القناة من ناحية الضفة الشرقية المحتلة وكنا نراهم

وكان فى سريتى جندى اسمه توفيق الشافعى من المنصورة  عائدا من اجازة زواج  وأحضر جاتوه والصور وتجمع الجنود ابتهاجا بهذه المناسبة ولكن صوتهم وصل للعدو بالضفة الأخرى فقاموا بضربة عشوائية على مصدر الصوت واختار الله العريس ليكون شهيدا وهو ما أحزننا جميعا  فصمم زملاؤه على الأخذ بالثأر ومن هؤلاء حكمدارالجماعة ويدعى حماية تنغا سوس من المنيا الذى صمم على الأخذ بثأر توفيق ومعه باقى الجنود رغم محاولتى اثنائهم عن ذلك .

أحضر حماية رشاشا وعند مرور الدورية أطلق عليها وابلا من الطلقات حوالى 100 طلقة وقام بدفن الرشاش فى الرمال وعلمنا بعد ذلك من قائد الكتيبة أننا نجحنا فى إصابة عدد من أفراد الدورية وهو ما كان له أثر طيب لدى القيادات وأخذنا بثأر توفيق عريس الوحدة الشهيد

وأضاف : بعد هذه الواقعة جاء توجيه من القيادة العامة بأن يقوم كل يوم ضابط بالعوم الى الضفة الشرقية بدون سلاح والمكوث هناك لمدة ساعتين ثم يعود مرة أخرى عائما لمكانه فى الضفة الغربية وذلك بهدف إزالة الرهبة لدى الضباط

واستمر مرور ضباطنا للضفة الشرقية الى أن علمت اسرائيل بالأمر فأرسلت كليا مدربا لتحديد موقعنا ، حددنا نحن موقعه وأطلقنا عليه دفعة من سلاحنا الألى وقتلناه .

بعدها دخلنا بدورية مصرية للضفة الشرقية فى 29 ديسمبر 1969  كانت بقيادة نقيب احمد ابراهيم قائد وحدة استطلاع بالفرقة وكان معه 4 ضباط صف استقلوا قوراب وعبروا بها القناة وذلك فى تمام  الساعة 3،5 عصرا .. عبروا القناه وقاموا حفر برميلية على الصفة الشرقية وسقطوا فيها انتظار لصيد ثمينا والعودة به .

أبلغناهم باللاسلكى من الضفة الغربية ان هناك سيارة للعدو تقترب منهم وبالفعل أخذوا احتياطهم وفاجئوا السيارة وضربوها وأسروا ضابطا ( ضيف ثقيل ) بالمفهوم العسكرى

.. أرسلنا اليهم قوة من الوحدة لمعاونتهم فى العودة بالأسير والعبور به للضفة الغربية وفى تلك الأثناء خرجت طائراتهم ومدرعاتهم لتعقب الدورية المصرية واستعادة الضابط الأسير ولكنهم فشلوا وعبرنا به للضفة الغربية وعلمنا أنه ملازم أول اسرائيلي يدعى  دان افيدان شمعون وهو بطل المصارعة فى قطاع الجنوب كان ضخم الجثة وكان مصاب بدفعة رشاش فى فخده .. سحبناه ودخلناه الملجأ بتاعنا وارسلناه للعلاج وسلمناه للقيادة

وظل يعالج فى مصر حتى حرب 73  وتم مبادلته بصفقة أسرى وعملنا أنه كان يمت بصلة قرابة لجولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل وفى أول مبادلة أسرى تمت مبادلته ، وبعد مرور سنوات تولى هذا الضابط الأسير منصبا رفيعا فى جيش الدفاع الإسرائيلى حيث كان يتولى منصب نائب رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي

وأضاف : استعدينا جيدا وواصلنا التدريبات ليل نهار طوال 6 سنوات هى عمر حرب الإستنزاف من 67 وحتى أكتوبر 73 حتى جاءت ساعة الصفر.

قبل العبور تمركزنا فى منطقة الفردان بالاسماعيلية الى أن حضر لنا قائد الكتيبة وقال لنا فى اجتماع للضباط : النهارده يا ناخد بطارنا يا نروح وملناش لزمة كانت الساعة 10 صباح يوم 6 أكتوبر 73 وأبلغنا خطة العبور .. تملكتنا فرحة عارمة .. لقد جاء اليوم الذى كنا ننتظره منذ سنوات .. كنا 35 ضابطا بالكتيبة وقمنا بتعيين حكمدار دفن الموتى وكان حفيد أحمد عرابى .

أبلغنا الجنود بالأمر وفى البداية استقبلوا الخبر بعدم الإهتمام لأنهم كانوا غير مصدقين أننا سنحارب وأن ساعة الأخذ بالثأر قد جاءت الى أن شاهدنا أسرابا من طائراتنا تدخل للضفة الشرقية من القناة وحولت سيناء الى كتلة من لهب  .. وقتها صاح الجنود الله أكبر وتوجهوا مباشرة الى أماكنهم واستعدوا للعبور .. شاهدنا سيناء تشتعل نارا بعد ضربة الطيران المصرية وعادت الطائرات بعد تنفيذ طلعتها بنجاح ومرت من فوقنا وحلقت فى ارتفاعات منخفضة لتحيتنا و لتقول لنا شدوا حليكم يا رجالة  .. لم نصدق ما يحدث بكينا فرحا وتملكتنا حماسة لم نشعر بها من قبل وبدأنا العبور بعد ضربة الطيران.

كانت خسائرنا فى الكتيبة بعد العبور جندى واحد فقط شهيد ودمرنا لاسرائيل 73 دبابة فى نصف ساعة وعدنا لقواعدنا فى الغرب .

اترك رد

%d