الجمعة, 5 يوليو, 2024 , 5:20 م

تعالوا نحب بعض .. عن المصريين فى الخارج نتحدث

 

بقلم – خالدعبدالحميد

شاءت لنا الأقدار أن ننغمس فى مجتمع المصريين فى الخارج منذ عدة سنوات وعلى الرغم من أننا كنا أحد المصريين المغتربين قبل 15 عاما قبل الإستقرار فى القاهرة الا أن قربنا من عدد كبير من المصريين بالخارج ومعايشة مشاكلهم وهمومهم من خلال الجريدة التى شرفنا برئاسة تحريرها ” الوطن المصرى ” جعلتنا نكون عقيدة عن هذا المجتمع تصل بنا فى النهاية الى حل كل مشاكل المصريين فى الخارج .. نعم نكرر .. كل مشاكل المصريين فى الخارج .. أما العقيدة فهى أن الجالية المصرية فى الخارج .. للأسف أسوأ جالية أجنبية سواء فى الدول العربية او الأوروبية .. نعم هى حقيقة مهما حاولنا اخفائها أو تجميل الصورة ، ولكن الأفضل أن نواجه تلك الحقيقة اذا أردنا حلا لها .

والحل من وجهة نظرى هو الحب .. لماذا يكره بعضنا البعض فى الغربة ؟ .. لماذا لا نحب الخير لبعضنا البعض ؟ ولماذا نهرول لمساعدة أى أجنبى فى الوقت الذى نتجاهل فيه وربما عن عمد مساعدة أى مصرى فى أشد الحاجة لمن يقف معه فى محنته ؟ .. لماذا نحن هكذا ؟ وبالبلدى ” ليه بنعمل كده فى بعض ” رغم أننا أفضل الأمم وأكثرها تعاطفا وتواد وتراحم ووطنية وسماحة وطيبة وأخلاق ؟ اذا كان ذلك كذلك ” ليه احنا وحشين مع بعض فى الخارج ” .. تعلمون وأعلم أن أى جالية أخرى فى الغربة متماسكة مع بعضها البعض لأبعد درجة واذا ما تعرض أحد رعاياها لشر أو مكروه تنتفض الجالية عن بكرة أبيها خلف بنى جلدتهم ووطنهم الى أن يحصل على حقه . وماذا عن المصريين بعيدا عن الشعارات الجوفاء التى لا تثمن ولا تغنى من جوع .. للأسف .. لا شيئ !!

حقيقة هى ظاهرة ليست وليدة اليوم ولكنها ترجع لعشرات السنين وهنا يحضرنى واقعة حدثت أمامى عندما كنت أتولى رئاسة تحرير مجلة كويتية بالكويت ، عندما احتاجت المجلة لمنفذ أخر لها بجوار المنفذ اللبنانى ، فعرض صاحب المجلة على هذا اللبنانى ترشيح شخص يساعده فى التنفيذ .. ماذا كان رد هذا اللبنانى .. قال لصاحب المجلة : عندى واحد من بلدى بروفيشنال بس هياخد راتب أكبر من راتبى ، وبالفعل وافق صاحب المجلة على استقدام هذا الشخص .. ونخرج من هذا الواقعة بمشهد جميل وهو أن هذا المنفذ اللبنانى عندما أتيحت له فرصة تشغيل ابن بلده لم يتوانى عن احضاره ، ليس هذا فحسب بل طلب له راتبا أكبر من راتبه رغم أنه هو الأقدم والأكثر خبرة .. يعنى كبر بابن بلده ولم يقلل منه ولا من قدراته .. هذا نموذج لما يفعله رعايا احدى الجاليات العربية مع بعضها البعض .. فهل نفعل نحن نفس هذا الفعلة ونكبر بأبناء وطننا فى الخارج .. للأسف لا !!

ونعود لما بدأناه وهو أن الحل لكافة مشاكل المصريين فى الخارج ” اننا نحب بعض ” نعم لابد أن يعود الحب والمودة والتراحم بين أبناء الجاليات المصرية فى الخارج وأن نكون جسدا واحدا فى الغربة اذا تداعى عليه عضو أجنبى تكتلنا عليه وانتصرنا له ، وبدون هذا الحب لا تطالبون بحقوق لكم فى الداخل أو الخارج .

( من يسعى الى منصب دعموه بدل ما تحاربوه .. اللى يعمل مشروع خليكوا جنبه ولا تتركوه .. ومن يحتاج اليكم خليكوا معاه وبلاش تأذوه .. حبوا بعض علشان تقوو ببعض ).

لم أجد أفضل من هذه الأيام المباركة والأعياد التى تمر بها أمتنا الإسلامية والمسيحية من تجديد دعوة نشر الحب والسلام بيننا .. حتى تكون مصر أعظم الأمم بالفعل قبل القول ..     فيا أيها المصريون فى الخارج هل أنتم مستعدون الى نبذ الكراهية والإلتفاف حول نقاط الإتفاق ونسيان الخلافات ولو مؤقتا .. أتمنى ذلك .. وأثق فى كبار وحكماء الجاليات المصرية فى الخارج أن يتبنون هذه المبادرة لعلنا ننجح فى اعادة المودة والتراحم بين أبناء الوطن والجسد الواحد فى الخارج  

 

اترك رد

%d