الأحد, 24 نوفمبر, 2024 , 8:16 م

علاء سليم يكتب : اخترناه لـ ماشاء الله

 

 

وقت ان كانت بلادي تغني اخترناه وبايعناه واحنا معاه لمشاء الله لم يكن احد من المجتهدين مهتما بمعرفة شئون الدوله واقتصادها والتعليم فيها ومشاريعها التنموية ، لم يعرف شعبنا العظيم ما هي التحالفات التي تعمل ضده في افريقيا التي كنا ملوكها ، وفي منطقتنا العربيه ، لم يفهم هذا الشعب أن حصارا مفروضا على مصر بعدم شراء الاسلحه المتطوره وامتلاكها للتقنيات في مجال التسليح ، ومجال السلم ايضا ، الشعب كان يعلم وقتها من هم تجار الآثار وتجار الغاز ومن هم الذين سطوا على اراضي الدوله وتكسبوا من الثروه العقاريه وبالرغم من ذلك لم يستطع شعبنا العظيم ان يناقش الفساد او حتى يقترب منه خصوصا وان بيت الشعب آنذاك كان سيد قراره .

لم يستشعر شعبنا العظيم معاني الوطنية إلا من خلال ذكرى حرب اكتوبر من كل عام حتى تحولت مبايعة للسيد الرئيس من خلال معلقة سيد حجاب الشهيره اخترناه ، كان الشعب يحتضر والاقتصاد يُنهب والوحدة الوطنيه تُضرب في كبدها والخلاف بين شطري الامه وصل اشده ، وخلافات ابناء النوبه وبدو سيناء وغيرهم ، قُفلت المصانع بل وبيع الصالح منها لشلة السارقين المغتصبين تحت مظلة أُستاذ الاداره وليس الاقتصاد عاطف عبيد بحجة الخصخصه باع من لا يملك لمن لا يستحق فالفقير ازداد فقرا والغني تورمت ثروته وازداد غِناه ، وما زال لحن عمار الشريعي يشدو اخترناه اخترناه .

والآن جاء وقت العلاج فالمريض آلامه مزمنه ويحتاج إلى الشفاء العاجل خصوصا وأن فريقا من اهله يريدون قتله ربما ينتظرون إرث هذا البلد المريض ، جاء الاطباء ووضعوا برنامج العلاج وكانوا مخلصين في عرض الحاله واسباب المرض وطرق العلاج فكان بتر بعض الاعضاء واجباً وإجراء جراحات عاجله لأعضاء أخرى من جسد الوطن حتى يعافى تماما من امراضه ، فاختار الشعب خيار العلاج فهو ليس الخيار البديل لكنه الخيار الأوحد .

وبدأت مراحل تطوير الاقتصاد المصري من تجهيز البنية التحتية من شبكات الطرق والمجاري والصرف الصحي والمزارع وتنمية آبار النفط والغاز والقضاء على الفساد والمفسدين ، وبناء المواني والمطارات ، والمدن ، والعاصمة الجديده ، وخطط التنمية في سيناء ، واستصلاح الاراضي الجديده ، وإعاده تأهيل المصانع وتحرير سعر الصرف ، ومقاومة الارهاب ، وتحرير سيناء من مغتصبيها ، وتقنين علاقة مصر مع اعدائها الغير مباشرين ، وفتح آفاق جديده مع العالم كله في افريقيا وشرق اوربا وآسيا لتصبح مصر للمره الاولى ضمن الاقتصاديات الواعده ، اعيد تأهيل القوات المسلحه واصبحت في مصاف اقوى ثمانية جيوش وهي مؤهله الآن لتفوق واضح على اعدائها بعد الغواصات والطائرات وحاملاتها ومجموعه كبيرة من الاسلحة الاستراتيجية التي تمتلكها للمره الاولى من مختلف دول العالم .

والآن كانت ضريبه حتمية لكل هذه الانجازات مرتبطه بتعديل توزيع الدعم على المستهلكين فكانت الطامه هي زياده سعر المحروقات التي اغضبت الجميع ، وربما أختلف دائما مع الحكومه في توقيت الاعلان عما يجوب في خاطرها ، وفي عدم تأهيل الشعب لذلك ، صحيح ان خطط رفع الدعم عن المحروقات نعلم انها ستتم بشكل سنوي  ولكن كان من اللازم تأجيل هذه الخطوه عدة شهور خصوصا وان خيراً وفيراً على الابواب من انتاج الغاز بشائره مع نهاية هذا العام .

أتمنى أن نغضب غضب المحبين على الوطن لا غضب الكارهين لبرنامج التأهيل ، وألا تكون وسائل التواصل الاجتماعي وسيله للقضاء على طموحنا كشعب يقبل مهمة الاصلاح والبناء والتنميه ، وبالرغم من انزعاجي الكبير للغلاء وانزعاج الكثيرين بل غالبية الناس منه ، إلا أننا نسأل الله العلي القدير ان يوفق قادتنا للإصلاح ولِما فيه خير البلاد والعباد .

كاتب المقال امين عام

الاتحاد العام للمصريين في الخارج

اترك رد

%d