القاهرة – خالدعبدالحميد
كثر الحديث عن قضايا ومشاكل المصريين بالخارج وتبارت العشرات من الكيانات ومنحت لنفسها حق التحدث بإسم المصريين المغتربين .. وللأسف لم نري كيانا واحدا من تلك الدكاكين كان هدفه خدمة المصريين فحسب .. حتي الشخصيات الموجودة علي الساحة والتي تصدرت المشهد في الإعلام لم يكن سعيها لوجه الله ولخدمة المصريين بل كان هدفها التلميع والشو الإعلامي وتحقيق مصالح شخصية ، حتي أننا لاحظنا من خلال متابعتنا لأحوال الجاليات المصرية أن هناك بعض الشخصيات وقبل أن تزور مريض يرقد في مستشفي تتفق مع المصورين وكاميرات الفيديو لنقل هذا الحدث لإبراز أن هذه الشخصية تخدم المصريين وترعي المرضي ” وهاتك ” يا نشر علي الفيس بوك وتويتر ليحصل صاحبنا علي الدعوات وكلمات الثناء والإشادة بما قام به من أعمال خيرية .. وأخرين كل هدفهم الإساءة لكل عمل ناجح وتشويه أي مساع فيها بادرة أمل لخدمة المصريين بحق.. أناس أبدوا استعدادهم وعرضوا خدماتهم لتشويه أي عمل جماعي مقابل الحصول علي الرضا السامي من السفارة أو القنصلية ، ” ولو جت مصلحة في السكة .. خير وبركة ” وطائفة ثالثة من المصريين فضلوا العمل لخدمة المصريين بشكل انفرادي فذهبت جهودهم هباء ، وأصبحنا أمام جذر منعزلة .. كل يغني علي ليلاه .. والخاسر الوحيد هم المصريين الذي كانوا في أشد الحاجة الي كيان شرعي يجمع كل المصريين .. يتحدث بلسانهم ويشاركهم معاناتهم .. كانوا يتطلعون لكيان قوي بدلا من عشرات الدكاكين التي أهدرت دماء المصريين في الغربة .
وهنا لا نعفي عدد من الشخصيات الوطنية التي نتوسم فيها خيرا ولكنها بتشتتها وتشرزمها خيبت أمل المصريين فيهم .. هي شخصيات تعرفنا عليها عن قرب وعلمنا قدراتهم العقلية ومدي حبهم لمصر وللعمل العام .. هؤلاء ونقولها دون خجل أو مواربة أحد الأسباب المهمة المسئولة عن انهيار العمل العام المطلوب لخدمة المصريين بالخارج .. من هؤلاء المستشار الإقتصادي محمد عطية رئيس البيت المصري بألمانيا وهو شخصية وطنية من الطراز الأول والذي نعلم أن في جعبته الكثير والكثير لخدمة المصريين وحالت العراقيل دون تنفيذ ما في جعبته من أفكار وربما لم يبذل الجهد الكافي للم شمل المصريين ، أيضا هناك الدكتور عصام عبد الصمد رئيس اتحاد المصريين بأوروبا والمهموم بقضايا وطنه ، والأستاذ حمدي غباشي رئيس نقابة المصريين بالخارج والذي يسعي بكل جهده للم شمل المصريين ولكن أمامه الكثير لتحقيق ما يسعي إليه ، والمهندس محمد ريان الذي ارتضي أن ينتمي لكيان تم حله بقرار وزاري رغم أن ريان يملك من الإمكانيات الفكرية والخدمية ما يمكنه من الإنخراط في كيان شرعي أفضل بكثير من الإتحاد المريض الذي فشل في خدمة المصريين ، هناك أيضا المهندس محمد صدقي الجعفري وهو رجل أعمال يعشق العمل ولا يهوي الأضواء يدير مؤسسات اقتصادية كبري ومستعد لخدمة بلده بشرط أن تكون المظلة كيانا شرعيا يخدم ولا يبحث عن المقابل ، وهناك أيضا المهندس محمد سعد غز وهو صاحب جهد ملموس لخدمة المصريين ويسعي أيضا الي كيان يجمع شتات المصريين ، أيضا هناك رجل الأعمال صالح فرهود رئيس الجالية المصرية في فرنسا والذي لم يقدم حتي الآن ما لديه من إمكانيات وتضيع جهوده هباء بسبب الفردية في الأداء ، ونذكر أيضا رجل الأعمال المهندس محمد شرف الدين الذي يعلم كثيرا عن أحوال المصريين وعليه أن يشارك بما لديه من خبرة تراكمية ومعلومة في وقف حالة الترهل التي تعاني منها الجاليات المصرية ، هناك أيضا الدكتور مجدي حلاوة التي شغلته مشاكله الخاصة ومشروعاته عن العمل العام ، رغم أنه يمتلك رؤية كبيرة لدعم جهود المخلصين ليس فقط في الخارج بل داخل حدود الوطن وينقصه اتخاذ خطوات تنفيذية ملموسة ، لدينا أيضا من الكفاءات والخبرات الأستاذ عادل اسكندر رئيس الجمعية المصرية الكندية وهو أيضا صاحب أفكار وعلاقات كبيرة لم يستثمرها حتي الآن لخدمة أبناء وطنه بالخارج ، ولدينا أيضا من الخبرات والعلماء بالخارج الدكتور محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب والذي يعد وبحق موسوعة علمية كنا نتمني أن يوظفها لخدمة المصريين والإنخراط في كيان قوي يحمي أبنائنا في الخارج ، وهناك أيضا الأستاذ ولاء مرسي صاحب الجهد الوفير ، والدكتور هشام فريد ممثل المصريين في هولندا ، والمهندس القدير هشام الشافعي
ولدينا أيضا قامات وطنية كثيرة لم تسعفنا الذاكرة في الإشارة اليها بالإسم ولكنهم يعملون في صمت بشكل فردي .. نعم نحمل ما ذكرنا من أسماء المسئولية عن تردي أوضاع المصريين بالخارج لأنهم كفاءات وخبرات وامكانيات ضاعت هباءا بسبب فردية الأداء .
نطالبكم بكيان واحد .. واحد فقط .. يجمعكم جميعا ليكون بديلا شرعيا عن الإتحاد العام للمصريين بالخارج الذي فقد شرعيته وللأسف ما زالت وزارة الهجرة تتعامل معه رغم قرار حل مجلسه منذ عدة سنوات .
لا تراهنوا علي أن تقوم وزارة المصريين بالخارج في حل مشاكلكم فقد أثبتت الوزيرة فشلها لأنها لا تعلم المشاكل الحقيقية التي تعاني منها الجاليات ، كما أهملت التشاور مع الهيئة العامة للإستعلامات للتعرف علي قضايا المصريين بالخارج .
واخيرا .. لا نبغي من وراء هذا التقرير سوي مصلحة المصريين المغتربين وخاصة من يحتاج منهم الي مساعدة ولا يجد من يحنوا عليه أو يقف بجواره في أزماته .. كفانا تلميع في أنفسنا .. كفانا هرولة علي الفضائيات لا لشيئ سوي الظهور في المشهد وحسب ، والمتاجرة بقضايا المصريين .. كفانا تقطيع في بعضنا البعض .. وكفانا أيضا بث دعوات الفرقة والكراهية والتي لا تصب بحال من الأحوال في مصلحة الوطن .. فهل يأتي اليوم الذي نشهد فيه هذه القامات الوطنية ومعها الكثيرين ممن يعشقون تراب الوطن في كيان واحد شرعي يستطيع أن يمثل ورقة ضغط للحفاظ علي حقوق المصريين بالخارج ، ويستطيع أيضا أن يوجه المصريين العاملين بالخارج ، لإحترام قوانين ولوائح الدول التي يعملون بها حتي لا يقعون فريسة لضياع حقوقهم .. ترونه بعيدا ونراه قريبا بإذن الله .. لو خلصت النوايا