الغردقة – أحمد عبد العزيز
في إطار مناقشات ومحاورالدورة السنوية الخامسة لمؤتمر شل للريادة التكنولوجية، والذي يُعقد في مدينة الغردقة في الفترة من 17 حتى 20 نوفمبر الحالي، استعرض المئات من ممثلي كبرى الشركات والمؤسسات الأكاديمية ورواد الأعمال الناشئة بالتعاون مع شل للزيوت مصر وخبراء الطاقة، أهم ملامح الابتكار في مجال الاستدامة.
وتأتي دورة هذا العام من المؤتمر تحت شعار: “الطاقة – المياه- الغذاء: الابتكار والتعاون من أجل مواجهة تحديات مصر في المستقبل”،المقامة في مركز مؤتمرات شتيجنبرجرالضوبمدينة الغردقة، كبرى المدن السياحية بمحافظة البحر الأحمر.
ويشكل مثلث الطاقة-المياه والغذاء منظومةعالمية متداخلةل ايمكن الفصل بينها. فالمياه من أهم المكونات الضرورية في كافة منتجات الطاقة تقريباً، بينما نحتاج للطاقة في معالجة ونقل المياه، وكلاهما يستخدم بشكل أساسي في زراعة وحصاد الغذاء.
ولهذا،يجب إدارة الموارد الثلاثة الأهم في العالم بشكل مستدام،من أجل اعادة تشكيل المستقبل بحيث تصبح الطاقة متاحة بكميات وفيرة للجميع. إنّ الهدف الرئيسي الذي تسعى شل لتحقيقه من وراء هذا المؤتمر هو دعم التعاون بين قطاعات الأعمال المختلفة، لأن الريادة التكنولوجية ستصبح من الأمور الضرورية لتلبية الاحتياجات العالمية من الطاقة في المستقبل. هذا ودُعي المشاركون لمناقشة الحلول المستدامة للتعامل مع تلك التحديات، مع التركيز بشكل خاص على التحديات التي يفرضها مثلث الطاقة-المياه- الغذاء.
وكان من أهم المتحدثين في المؤتمر كل من: إيدنميرفي-رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة شل مصر، السيد/ ساهر هاشم- العضو المنتدب لشركة شل للزيوت- مصر، د. أندرو هيفر- نائب الرئيس للقطاع التجاري العالمي لتكنولوجيا التكرير، د. طارق توفيق- نائب رئيس اتحاد الصناعات المصرية، السيد/ وائل الفخراني- العضو المنتدب لشركة كريم مصر والنائب الأول للرئيس للعلاقات الحكومية، ود. خالد إسماعيل – مؤسس ورئيس شركة كلانجل.
وخلال المؤتمر، استعرض المهندس/ وائل الفخراني مجموعة من أحدث الحلول العالمية في العديد من المجالات من بينها إنتاج الطاقة والكهرباء، حيث تطرق الفخراني لمناقشة إحدى المشروعات المبتكرة التي أطلقتها “مكاني”لتصنيع توربينات طافية لتوليد طاقة الرياح، لتحل محل توربينات الرياح التقليدية بهدف تقليل التكاليف هذا إلى جانب استعراض العديد من الحلول الأخرى.
ويضيف الفخراني أنّ أفضل الأفكار المبتكرة تنشأ عندما نتعلم دروساً هامة من فشل المبتكرين الآخرين. “الابتكار له تاريخ طويل من الفشل، ولهذا علينا أن ننظر لهذا التاريخ جيداً ونتعلم منه دروساً قاسية. تعامل مع فكرتك أو اختراعك على أنه مشروع ناشئ، مع التركيز بشكل كامل على جعل هذا المشروع ذي تأثير كبير على المجتمع الذي تعيش فيه، وربما على العالم أجمع. ”
وبنفس الأسلوب في التناول، تحدث د. أندرو هيفر- نائب الرئيس للقطاع التجاري العالمي لتكنولوجيا التكرير في شركة شل عن التزام الشركة بالاستثمار بكثافة في مشروعات الطاقة البديلة والنظيفة، للتقليل من آثار التغير المناخي. وتؤمن شل بأن الوصول لمجتمع خالِ من الانبعاثات الكربونية يستوجب قيام الشركات والمؤسسات بجهود كبيرة في مجال الكفاءة في استخدام الطاقة وتبني حلول وتطبيقات تكنولوجية جديدة ومبتكرة مثل الطاقة المتجددة ومصائد الكربون ونظم تخزين الطاقة.
يضيف د. هيفر: “إننا ندرك في شل واجبنا في أن نكون شركة رائدة في هذا المجال، حيث نتفهم تماماً الاحتياجات العالمية للحلول التي تتسم بالكفاءة بما يتخطى توقعات عملائنا. إنّ مهمتنا هي توفير مالك ووقتك وتجنب المشاكل فيما يتعلق بإدارة عملياتك التشغيلية المتنوعة. فهذه النوعية من المؤتمرات تمثل جزءاً أساسياً في الترويج للتعاون الذي من شأنه ابتكار المزيد من التطبيقات التكنولوجية المتطورة التي تعمل على مواجهة تحديات الطاقة.”
أما د. طارق توفيق- نائب رئيس اتحاد الصناعات المصرية فقد تطرق للحديث عن خطورة أزمة الغذاء العالمية. وأشار د. توفيق بعد ذلك للعديد من التجارب والأفكار المبتكرة التي تعمل على تغيير الطرق والأساليب التي نأكل ونزرع ونراقب بها امداداتنا العالمية من الغذاء، ومن بينها تحلية المياه بالنانو تكنولوجي، واعادة تدوير مياه الصرف الصحي والوقود الحيوي،ومضخات المياه المحمولة التي تعمل بالطاقة الشمسية،والزراعة المائية بدون تربة،ومجسّات الغذاء والماء،والميكروبات المفيدة.
يقول د. توفيق: “تبلغ نفايات الغذاء في العالم 1.3 مليار طن سنوياً، ولكن الابتكارات الجديدة والأبحاث المتطورة في مجال الأمن الغذائي حققت نتائج واعدة بكل المقاييس، ومن المتوقع أن تتبلور تلك النتائج خلال العِقد القادم. إنّ الابتكار في مجال الأمن الغذائي سيغير قواعد اللعبة بالنسبة لمصر في المستقبل القريب.”
أما نور العسّال- الرئيس التنفيذي لشركة “تجدُد” فيُعد واحداً من هؤلاء المخترعين الشباب، حيث تعمل شركته التي أسسها في مصر، على إقامة أول مصنع اقليمي لتحويل بقايا الطعام إلى وقود الديزل الحيوي. يقول نور: “إننا في تجدُد ننظر للمخلفات الغذائية باعتبارها فرصة للبشر كي يعيدوا دمجها في منظومة الاستدامة العالمية مرة أخرى. تخيل كيف يمكن استبدال المخزون العالمي من البترول بهذا الكم الهائل من النفايات في العالم.”
واعتماداًعلى نفس الفكرة، ناقش المهندس/ محمد سمير، مؤسس ورئيس شركةLifesource،أزمة المياه العالمية، والناتجة عن سوء الإدارة والاستخدام، والفقر المائي، ومشكلات مرتبطة بالقياس وكذلك زيادة التكاليف. وتسعى شركة Lifesource لتغيير هذا الواقع عن طريق مجموعة من حلولها الذكية التي تعتمد على نظام الماء الذكي من LifeSource الذي يستخدم تكنولوجيا “انترنت الأشياء” التي تتألف من أجهزة القياس الذكية وأجهزة الإنذار وخادم للتحكم في البيانات تم تصميمه لإدارة موارد المياه بأعلى كفاءة ممكنة.
يقول سمير: “بفضل الاعتماد على النظم الذكية للتحكم في موارد المياه والتي تقوم على تكنولوجيا “انترنت الأشياء”، والحساسات التي تعمل بالموجات فوق الصوتية، ستتمكن Lifesource من إدارة وقياس والتحكم في موارد المياه للعملاء في قطاعات الاستهلاك المنزلي والمؤسسات الحكومية والقطاع الصناعي والتجاري، حيث تعمل حلولنا على ترشيد استهلاك المياه والكشف عن أماكن التسريب وحماية المنازل وأماكن العمل من تسريبات المياه المهددة للأمن والسلامة، وبالطبع تقليل قيمة فواتير المياه. إنّ هذه التكنولوجيا المبتكرة ستحقق انجازات هائلة في السوق المصري، حيث نتوقع أن تصل حصتنا السوقية من السوق المصري لأجهزة القياس إلى 25% بحلول عام 2020.
وأخيراً تحدث الدكتور/سعد الجيوشي- وزيرالمواصلات السابق عن الابتكارات الحديثة في مجال الرصف الخرساني التي تقدمها مجموعة سيمكس للبحوث. ولا يتمتع الرصف الخرساني فقط بعمره الممتد، ولكنه يتميز أيضاً بانخفاض تكاليفه على مدار عمره الإنتاجي، بالإضافة لعدم احتفاظه بحرارة الجو/ أو عكسه للضوء.
يضيف د. الجيوشي: “إن الرصف الخرساني هو الخطوة القادمة في عالم انشاءات الطرق في مصرحيث يتمتع بأفضل مساوى من الاعتمادية والمتانة مقارنة بالأسفلت المعتاد، كما أنه أكثر فائدة أيضاً من الناحية البيئية مع قدرته على توفير وفورات هائلة في الطاقة.”
ومن جانب شل، أنهى السيد/ ميرفي بقوله:”إنني أتمنى أن يلعب هذا المنتدى دوراً محفزاً في إطار جهودنا للخروج بعدد من الحلول العملية المبتكرة التي تسهم بشكل ايجابي في مستقبل الطاقة في مصر. ولن نستطيع خلق هذا الواقع الجديد إلا معاً ومن خلال شراكاتنا الاستراتيجية الحالية والمستقبلية، وهو ما يواكب سعي الدولة الحثيث لتحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة- كما تؤكده سلسلة الإصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة مؤخراً- والعمل على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، من أجل مستقبل أفضل وحياة أفضل لكل المصريين.”
ويختتم ساهر هاشم- العضو المنتدب لشركة شل للزيوت مصر قائلاً: “يركز مؤتمر شل للريادة التكنولوجية على العديد من قصص النجاح المصرية في مجالات الابتكار والاستدامة والطاقة. ومن الواضح أن رواد الأعمال المصريين يشغلون صدارة القطاع التكنولوجي في مصر،خاصة بعد أن تابعنا معاً العروض التقديمية المتميزةالتي استعرضها ضيوفنا من المتحدثين المحترمين وإننا على يقين بخبرة وثقل قطاع الأعمال في مصر لتصبح مصر من أهم مبتكري حلول الطاقة