بقلم – المهندس اسماعيل أحمد علي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخى: اعلم أن نبيك صلى الله عليه وسلم أمرك بالصبر والسمع والطاعة، وحذرك من الخروج ونزع اليد من الطاعة، وأخبر أن من مات على هذه الحال يموت ميتة جاهلية، لا حجة له عند الله، فقال صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذي رواه مسلم: (من كره من أميره شيئا فليصبر عليه، فإنه ليس من الناس أحد خرج من السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية)، وقال فى الحديث الذى رواه مسلم أيضاً: (من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له).
أخى: اعلم أن أصحاب هذه الدعوة الباطلة للخروج والتظاهر والثورة يدبرون ويخططون، يريدون بخروجك أن تقع الفتنة ويحصل النزاع والصراع، ويثور الناس على الرئيس والجيش والشرطة، ويسقط الرئيس، وتسقط الشرطة، ويسقط الجيش أو تحدث الفتنة فيه، ومعنى ذلك سقوط بلدنا مصر، ووقوع الفتنة فيها، فلا يبقى فيها خير، كما حصل فى غيرها من بلدان المنطقة.
أخى: هؤلاء الذين يدعون الناس للتظاهر والثورة ضد الغلاء ولأجل الفقراء هم سبب الغلاء ومعاناة الفقراء، فهم الذين خططوا ودبروا وقالوا لا سبيل لنا لإسقاط مصر إلا بالانهيار الاقتصادي، فقاموا بحرب شرسة على الاقتصاد المصري بإسقاط الطائرات المصرية لضرب السياحة، ونشر الشائعات عن المحاصيل الزراعية، وقاموا بالعمليات الإجرامية فى سيناء وغيرها، وخططوا لإسقاط العملة المصرية بأساليب ماكرة وجمعوا الدولار من الأسواق لرفع سعره، فهم سبب الأزمة الاقتصادية.
أخى: إن الذين ينشرون هذه الدعوة الباطلة للخروج والتظاهر هم أعوان لأعدائنا، فأعداء المسلمين من اليهود والأمريكان وغيرهم هم الذين خططوا لهذه الفتن، والذين يدعون الناس للتظاهر أعوان لهم، ولديهم من وراء ذلك مصالح سياسية.
أخى: اعلم أن الميليشيات من داعش وتكفيريين والتي تم تكوينها وتسليحها بواسطة أعداء المسلمين ينتظرون تظاهرك وثورتك وحدوث النزاع والصراع، وانشغال الجيش وإضعافه حتى يدخلوا إلى بلدنا مصر من ليبيا وسيناء وغيرهما ليسيطروا على مناطق من بلدنا مصر لتنتشر الحرب الأهلية والفتنة العامة والقتل والتشريد والتدمير ويتسلط علينا الأعداء.
أخى: عند زوال حكم الرئيس مبارك ومن بعده محمد مرسي كان هناك سلطان قوي هو سلطان الجيش، حفظ الله به بلادنا من الفتنة والفوضى وتسلط الأعداء فى المرتين، أما الآن فإن التظاهر والثورة يترتب عليه إضعاف الجيش وإسقاطه، فمن يتولى الأمور فى بلدنا مصر؟! هل هناك قوة فى بلدنا تستطيع أن تسيطر على الأوضاع؟! هل يشك عاقل فى أن الخروج والثورة الآن تؤدي إلى فتنة عمياء صماء وإلى تسلط الأعداء والميليشيات من داعش والتكفيريين؟!
أخى: كلنا نتعرض لمؤامرة خبيثة نحن وبلدنا ورئيسنا وجيشنا وشرطتنا وحكومتنا، فلا تغتر بما يروجه وينشره هؤلاء المغرضون من رسائل وفيديوهات تسئ لمصر ورئيسها وجيشها وشرطتها وحكومتها، فهؤلاء لا يريدون الخير لبلدهم ولا للمسلمين.
أخى: إن إسقاط الرئيس وإسقاط الجيش والشرطة يترتب عليه أمور خطيرة ومفاسد عظيمة لا يأتي عليها الحصر ومنها:
إزهاق الأنفس البريئة وسفك الدماء المعصومة وهتك الأعراض، وملايين المشردين واللاجئين.
اختلال الأمن وتسلط المجرمين والعصابات وقطاع الطرق، ولن يأمن واحدا منا على نفسه وأهله وأولاده.
مساعدة أعدائنا فى تحقيق أطماعهم فى الاستيلاء على بلدنا ونهب ثرواته.
تدهور الأحوال على جميع المستويات.
أخى: كيف تلقى الله تعالى وأنت مشارك فى كل هذه المآسي التى ستصيب المسلمين بسبب خروجك وثورتك؟ أما نظرت إلى البلاد التى وقع فيها الصراع والنزاع وسقط فيها السلطان كيف صار حال شعوبها؟ قال الله تعالى (وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ)، ألا ترحم أمك وأباك وأولادك وزوجتك، فالفتنة إذا وقعت ستقع على الجميع! ألا ترحم العجائز والنساء والأطفال، كم سيعاني هؤلاء بسبب خروجك!
أخى: إن وسائل الاتصال الحديثة من أسباب نشر هذه الدعوات الهدامة، فبعد انتشار هذه الوسائل أصبح نشر الشائعات والدعوة إلى التخريب تتم من خلال الفيسبوك والتويتر وغيرهما، فاحذر أخي من الشر الذي ينشر عن طريق هذه الوسائل.
أخى: قال سلفنا الصالح: (لا يتمنى زوال السلطان إلا جاهل مغرور، أو فاسق يتمنى كل محذور)، (لولا السلطان لكان الناس فوضى ولأكل بعضهم بعضا).
أخى: يجب أن نتعاون حكاماً ومحكومين للتغلب على هذه المؤامرات، وأن ندعو لرئيسنا وجيشنا وشرطتنا بالتوفيق في الحفاظ على بلدنا مصر، وجيشنا وشرطتنا يبذلون الأرواح لمواجهة هذه المخططات للحفاظ على أمن مصر.
أخى: هؤلاء الذين يدعون الناس للخروج والتظاهر والثورة لا يقولون للناس توبوا إلى ربكم، عودوا إلى دينكم، لا يقولون للناس كما قال لهم ربهم: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، وبدلا عن ذلك يستغلون هذه الأزمات فى تحقيق أطماعهم في بلادنا، ويقولون للناس إن الحكومات هي السبب وحدها في هذا البلاء، فهم ليسوا ناصحين للمسلمين.
أخى: أدعو الله تعالى أن يكون قد تبين لك أن أصحاب هذه الدعوة الباطلة دعاة ضلال، ودعوتهم دعوة فتنة، ويترتب على دعوتهم مفاسد لا تحصى، وينتج عنها الفتنة والويلات التى تصيب المسلمين، ويتسلط على مصر أعداء الإسلام والمسلمين.
اللهم احفظ بلدنا مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ورد عنها وعن بلاد المسلمين كيد الحاقدين والمتربصين
كاتب المقال رئيس الإتحاد العام للمصريين بالخارج