حوار – خالدعبدالحميد
أكد أكد الفريق يونس المصري قائد القوات الجوية في حوار مفتوح مع المحررين العسكريين بمناسبة الاحتفال بعيد القوات الجوية الذي يوافق الرابع عشر من أكتوبر من كل عام ” ذكري معركة المنصورة الجوية خلال حرب اكتوبر المجيد عام 1973” أن القوات الجوية تضع نصب عينيها مهامها دفاعاً عن سماء مصر وردعاً لأى عدوان على مجالها الجوى أومياهها الإقليمية ، ويبنى تسليح القوات الجوية طبقاً لعدة عوامل منها مسرح العمليات المحتمل والتهديدات المتوقعة والقدرة الاقتصادية للدولة .
وأضاف أن هذا التسليح يشمل طائرات القتال بأنواعها وطائرات النقل والهليكوبتر المسلح والخدمة العامة وما يخصص ايضاً لإبرار القوات وطائرات المعاونة للقوات البرية والبحرية وطائرات البحث والإنقاذ ، ويمكن القول أن القوات الجوية تمتلك أحدث الطائرات المقاتلة وأحدث أجيال طائرات (ف-16) والميراج 2000 والرافال وكذا طائرة الإنذار المبكر E-2C وطائرات ومعدات الاستطلاع الجوى الحديثة والآباتشى الهجوميه ومنظومات الطائرات الموجهة بدون طيار ، هذا بالإضافة إلى المنظومات الأرضية من صيانة وإصلاح وتدريب ومنظومات الحرب الإلكترونية والإستطلاع ، وقد أثبت التاريخ العسكرى
من خلال الحروب التى تعتبر أبرزها حرب أكتوبر المجيدة .
وقال قائد القوات الجوية أن كفاءة المعدة من كفاءة المقاتل وليست كفاءة المقاتل من كفاءة المعدة 00 والدفاع عن سماء مصر على مختلف الإتجاهات الإستراتيجية يتم فى تعاون وثيق بين القوات الجوية
وقوات الدفاع الجوى.
واستطرد الفريق يونس المصري قائلا : الشغل الشاغل للقوات المسلحة المصرية فى المرحلة القادمة
هو تطوير المعدات والأسلحة التى تستخدمها حتى يتم مواكبة التطور التكنولوجى لمعدات القتال بالعالم وبطبيعة الحال تقوم القوات الجوية بتطوير طائراتها حتى يتسنى لها القيام بالمهام التى قد تكلف بها على الإتجاهات الإستراتيجية المختلفة على أكمل وجه وقد ظهر هذا جلياً بالتعاقد على أحدث طائرات الجيل الخامس ومنها الطائرات الفرنسية الرافال وبطبيعة الحال تطوير وإحلال الطائرات المتقادمة بالقوات الجوية مثل طائرات (ميج 21 – الميراج 5) بطائرات قتال حديثة متطورة هو من أهم إهتماماتنا خلال المرحلة القادمة .
وأضاف أن إنضمام حاملتى الطائرات الفرنسية ميسترال (جمال عبدالناصر – أنور السادات) إلى القوات المسلحة إضافة جديدة تستطيع القوات المسلحة من خلالها القيام بأعمال قتالية علي الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة لما تتميز بها الحاملة من إمكانيات .. ونظراً لتواجد أنواع مختلفة من الهليكوبتر
( هجومى – إنذار مبكر – بحث وإنقاذ) مما يزيد من قدرة قواتنا المسلحة من الحفاظ على أمنها القومى والإقليمى ضد أى تهديدات.
وبمناسبة إحتفالات مصر بالذكري الـ 43 لإنتصارات أكتوبر المجيدة وعيد القوات الجوية أكد قائد القوات الجوية أن قواتنا المسلحة سطرت ملحمة بطولية شهد لها العالم ، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية
فى الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب وأستمر طيارونا فى تنفيذ المهام خلال أيام الحرب حتى جاء يوم 14 أكتوبر 1973م ،
فى هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ هجمة جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا بهدف إضعاف التجميع القتالى لقواتنا الجوية وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية فتصدت مقاتلاتنا لهم ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة والتى سميت فيما بعد بمعركة المنصورة ، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين وقد أظهر فيها طيارونا مهارات فائقة فى القتال الجوى وجرأة وإقدام وإستمرت هذه الملحمة أكثر من 50 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته
خلال معركة واحدة فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى حيث تم إسقاط 18 طائرة ( رغم تفوقه النوعى والعددى ) مما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة
ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدم العدو الجوى على مهاجمة مصرنا الحبيبه ومن هنا تم إختيار هذا اليوم عيداً للقوات الجوية .
وعن أبرز الانشطة والفعاليات التى يتضمنها احتفال القوات الجوية بعيدها هذا العام أوضح الفريق يونس قائلا : ما يهمنا فى هذه المناسبة بصفة خاصة مشاركه أبناء الشعب العظيم الصانع الحقيقى للإنتصارات .. لذلك تشارك القوات الجوية بطائراتها بالمرور فوق مدن الجمهورية بتشكيلات مختلفة .. كما تقوم بتنظيم معارض للطائرات بمختلف أنواعها بالقواعد الجوية والمطارات المنتشرة بالمحافظات تستقبل خلالها طلبة الجامعات المصرية وكذا طلبة المدارس بمراحلها المختلفة وتحرص القوات الجوية
فى هذه المناسبة على إستضافة قدامى القادة فى لقاءات تواصل الأجيال للإستفاده من خبراتهم 00 وزيارة مقابر الشهداء وعقد لقاءات مع زويهم وتكريم أسر الشهداء الذين جادوا بأرواحهم فداءً للوطن .
وعن كيفية الحفاظ على الكفاءة الفنية والتأمين الفنى لتلك النظم لتكون قادرة على أداء مهامها بدقة وكفاءة عالية
أكد الفريق يونس المصري قائد القوات الجوية ان القوات الجوية تمتلك منظومة عمل فنية تضمن لها المحافظة على التأمين الفنى للمعدات والطائرات القديم منها والحديث ، وتتبع القوات الجوية سياسة المحافظة على الكفاءة الفنية والتأمين الفنى للطائرات وتنفيذ العمرات لها والتطوير المستمر لزيادة قدراتها القتالية وتزويدها بالأجهزة الملاحية والرادارية الحديثة لمضاهاة أحدث طائرات القتال ، لذا عملت القوات الجوية على ثقل الكوادر الفنية من خلال التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى بمراكز إعداد الفنيين وبإستخدام مساعدات التدريب المتطورة ومن خلال التدريب النظرى والعملى والحصول على دورات داخلية وخارجية لإكتساب الخبرات اللازمة لتنفيذ أعمال الصيانة والعمرات بما يجعل منظومة التأمين الفنى بالقوات الجوية مثالاً يحتذى به بشهادة عديد من الدول ، ويتمثل كل ذلك فى الحفاظ وبكفاءة عالية على ما لدينا من أسلحة ومعدات تعمل حتى الآن مثل الطائرات (ميج21- ميراج5)
وعما اذا كانت هناك مهام جديدة أضيفت للقوات الجوية بعد ثورة 25 يناير وما تلاها ما أحداث
أوضح الفريق المصري أنه ترتب على قيام ثورتى (25 يناير،30 يونيو) ظهور متطلبات وإحتياجات جديده لتأمين الدولة داخلياً وخارجياً ولدعم إستقرار الحياه اليومية للمواطنين حيث فرضت الأحداث مهاماً إضافية للقوات الجويه إشتملت على إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الإتجاهات.. ويتجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر العمليات اليومية للقضاء على العناصر الإرهابية بشمال سيناء بمناطق رفح – الشيخ زويد – العريش لإقتلاع جذور الإرهاب الأسود
على مختلف الإتجاهات الإستراتيجية وتدمير العديد من البؤر الإرهابية ، لتسطر القوات الجوية مزيداً من ملاحمها البطولية عبر مشاركتها الفعالة فى عملية حق الشهيد ليثبت نسور الجو قدرتهم الفائقة على حماية حدود الدولة والتصدى لتسرب العناصر الإرهابية ومجابهة جميع محاولات تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة الهجرة غير الشرعية التى تؤثر على الأمن القومى المصرى عبر التنسيق مع كافة عناصر القوات المسلحة وخلال تنفيذ المهام الغير نمطية التى كلفت بها القوات الجوية فقد إستمرت
فى تنفيذ مهامها فى حماية سماء مصر فى جميع الأوقات وتحت مختلف الظروف وعلى كافة الإتجاهات بالإضافة إلى تنفيذ التدريبات اليومية طبقاً للمخططات الموضوعة
وعن الخدمات التى تقدمها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء أكد قائد القوات الجوية أن الوفاء ورد الجميل هو عنوان المرحلة القادمة للقوات الجوية وفى طليعة الوفاء هو الإهتمام بأبناء وأسر الشهداء خاصة ممن ضحوا بأرواحهم فى الفترة الأخيرة خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام … لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدني ، كما تقوم القوات الجوية بإستخراج البطاقات العلاجية لأسر الشهداء بأسرع وقت ممكن مع متابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية وتوالى القوات الجوية الإهتمام بشكل خاص بإستخراج كارنيهات العضوية لـ(دار القوات الجوية – نوادى القوات المسلحة) بسهولة ويسر كما تقوم بترشيح بعض أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية .
أخيراً وليس آخراً يتجلى الوفاء والعرفان بالجميل من القوات الجوية بعدم نسيان دعوة أسر الشهداء فى إحتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة ليعلموا علم اليقين أن الدور الذى قام به
شهدائنا الأبرار لا ينسى أبداً مهما مرت الأيام والسنين فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالى مصر فى أمان وعزة وكرامة .
وعن تعاون القوات الجوية المصرية مع مثيلاتها الصديقة والشقيقة فى مجال التدريبات المشتركة
اكد الفريق يونس قائلا : تعتبر قواتنا الجوية دائماً محل تقدير للدول الشقيقة والصديقة ويظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى مشاركة قواتنا الجوية فى التدريبات لنقل الخبرات ومهارات القتال ، فهناك تدريبات مشتركة تنفذ داخل وخارج جمهورية مصر العربية مع الدول الشقيقة والصديقة منها (حمد) مع الجانب البحرينى ، (عين جالوت) مع الجانب الأردنى ، (فيصل) مع الجانب السعودى ، (اليرموك) مع الجانب الكويتى ، (خليفة) مع الجانب الإماراتى ، (رمسيس) مع الجانب الفرنسى (تحية النسر) مع الجانب الأمريكى وسوف يتم خلال الأشهر القادمة تنفيذ تدريبات مشتركة مع الجانب اليونانى والجانب الأردنى .. وفى إطار تلك التدريبات يتم الإستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات ، وتقوم القوات الجوية بتنفيذ مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى إستفادة ، هذا بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه الجانب الأخر من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية
وعن دور القوات الجوية فى خدمة المجتمع المدنى أشار الفريق يونس المصري ان القوات الجوية تقوم بدور هام لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدنى لما لها من قدرة على رد الفعل السريع فى مواجهة المواقف الطارئة .. فتكون دائماً فى طليعة الأجهزة التى تبادر بالتدخل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية وإستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء للجرحى والمصابين والنقل السريع والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين وكذلك مكافحة الحرائق ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليميه من التلوث الناتج عن السفن ، كما فرض الوضع الأمنى الداخلى للدوله قيام القوات الجويه بنقل الأموال وإمتحانات الطلاب إلى المحافظات وذلك لصعوبه تأمينها على الطرق البريه كما قامت طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهوريه إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة فى مجال الرش الزراعى والبحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء الطبى ومكافحة الزراعات المخدرة وهناك تنسيق كامل بين وزارة الداخلية ( إدارة مكافحة المخدرات ) والقوات الجوية وبالتعاون مع قوات حرس الحدود , كما تقوم بتنفيذ مشاريع التصوير المساحى لصالح هيئات ووزارات الدولة اللازمة لأعمال التنمية الزراعية / التخطيط العمرانى / النقل والطرق ، وكذا نقل مواد الإغاثة إلى الدول المتضررة
من الكوارث الطبيعة .
واختتم الفريق يونس المصري حواره مع المحررين العسكريين مهنئا رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية ، مشيدا بحفاظهم على مستوى الأداء المتميز وعطائهم وجهدهم الذى يبذلونه لرفع كفاءتهم القتالية وصقل مهاراتهم بالتدريب المستمر وضربهم كل يوم مثالاً للتضحية والبطولة وتحليهم بأعظم صور الشجاعة والبسالة النادرة راجياً لهم دوام التوفيق
فى مهامهم ومسئولياتهم التى تحملون أمانتها ويضطلعون بها فى حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامة وقدسية أراضيه وأضاف موجها كلامه لضباط جنود القوات الجوية قائلا : أدعوكم للإستمرار فى بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة قواتنا المسلحة إستكمالاً لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الوطن وسطروا فى التاريخ بطولات لا تنسى فللشعب المصرى أن يفتخر بقواته المسلحة وقواته الجوية الذين يقفون دائماً مع إرداة الشعب العظيم ضماناً لإستقراره ورخاؤه وصوناً لشعباً عظيم وتاريخه وحضارته المجيدة لتظل مصرنا الغالية حرةً أبيه