أزمة لبن الأطفال تعجل بإقالة وزير الصحة .. والنواب في مرمي ” ولاد الدايرة “

 

كتبت – آلاءشوقي

تفاقمت أزمة نقص لبن الأطفال الي حد لا يمكن السكوت عليه ، فكلما خرجنا من أزمة ، نفاجئ بأزمة جديدة والسبب إما إهمال مسئولين ، أو فساد عدد من المسئولين .

ونقص لبن الأطفال أزمة خطيرة قد تؤدي لعواقب وخيمة اذا لم تتدارك الحكومة الموقف وتحل الأزمة فورا وتنقذ ملايين من الأسر المصرية التي يحتاج أطفالها الرضع الي المأكل .

وأصبح أعضاء مجلس النواب في مرمي النقد والهجوم من أهالي دوائرهم الإنتخابية بعد أن اتهموم بالتقصير وإهمال مشاكل أهل الدائرة والإهتمام بمصالحهم الشخصية.

أدى توقف الشركة المصرية لتجارة الادوية، إحدى شركات قطاع الاعمال العام، عن صرف ألبان الأطفال المدعمة لغير حاملي الكروت الذكية، الى تجمهر عدد من المواطنين الخميس الماضي، أمام مقر الشركة بشبرا، وقطع الطريق،احتجاجاً على عدم الصرف، ما تسبب في شلل مروري بميدان شبرا.

وقال مصدر بوزارة الصحة، ان الوزارة بدأت تطبيق منظومة صرف الألبان عن طريق الكروت الذكية التي نوهت عنها قبل فترة، وتم ميكنة وحدات الرعاية الصحية التابعة للوزارة لبدء صرف الالبان ا المدعمة من خلالها.

واصدر الدكتور احمد عماد وزير الصحة بياناً، أوضح فيه أن صرف الألبان سيتم عن طريق بطاقة ذكية تحتوي على اسم الطفل وولي الأمر والرقم القومي لكليهما ، للتحكم في عملية توزيع وصرف الألبان المدعمة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه.

وأشار إلى أنه قد تم تجهيز 1005 منفذ على مستوى الجمهورية ، بأجهزة حاسب آلي ، وقارئ كروت ، حيث تم تجهيز كل منفذ بثلاثة أجهزة كمبيوتر ، و 3 قراء كروت لكل منفذ أيضا ، إضافة إلى خطوط ربط داخلية في دوائر مؤمنة للبيانات ، لضمان سرية وأمان البيانات.

وأضاف أن برنامج ميكنة صرف البان الأطفال المدعمة ، يتم بالتعاون بين وزارات الصحة والسكان ، التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والإنتاج الحربي.

ولفت الى أن الدولة تدعم ألبان الأطفال بديلة لبن الأم بمبلغ 450 مليون جنيها سنوياً ، لافتاً إلى اتخاذ التدابير اللازمة لوصول الدعم لمستحقيه مشيرا الى ان الوزارة اشترت 18 مليون عبوة هذا العام من أفضل الانواع العالمية.

وقالت الدكتورة هالة ماسخ، رئيس قطاع الرعاية الصحية الأساسية التابعة للوزارة ، إن استخراج البطاقة الذكية يتم من خلال توجه ولي الأمر ومعه الطفل لأقرب منفذ من منافذ صرف الألبان المميكنة ومعه البيانات ، وهي صورة من قسيمة الزواج ، وصورة من شهادة ميلاد الطفل وصورة من بطاقة الرقم القومي للوالدين، بعدها يقوم الفريق الطبي المدرب بفحص الطفل ، وكذلك الأم للتأكد من شروط الاستحقاق ، حيث يتم الصرف أول مرة يدويا لحين استخراج البطاقة ،ويتم توجع ولي الأمر إلى أقرب مكتب بريد لسداد مبلغ ” 15 ” جنيها تدفع مرة واحدة فقط ، وذلك ثمن استخراج البطاقة الذكية .

أزمة غلاء أسعار ونقص لبن الأطفال قائمة منذ فترة طويلة، ولطالما استغاث وصرخ الأهالي من عدم استطاعتهم توفير اللبن لأطفالهم المهددين بالموت جراء نقصه، إلا أن وزارة الصحة نفت وجود مشكلة تارة وتعد بحلها تارة أخرى، حتى انفجرت الأزمة ؛ بخروج أعداد كبيرة من الأهالي أمام معهد ناصر؛ بسبب ارتفاع أسعار لبن الأطفال المدعم رسميًا.

وقال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن وزارة الصحة قررت رفع أسعار اللبن المدعم، موضحا أن صرف اللبن سيكون بمنافذ وزارة الصحة ومراكز الأمومة والطفولة للمواليد بداية من سن يوم إلى 6 أشهر بسعر 5 جنيهات بدلا من 3، أما من سن 6 أشهر فما فوق، سوف يكون بـ26 جنيها بدلا من 18، إلى جانب رفع أسعار الألبان غير المدعمة من 15 إلى 30%.

أحمد إسماعيل، والد طفل يبلغ من العمر ستة أشهر: «مشكلة لبن الأطفال قائمة منذ عدة أشهر، وتحديدا من شهر ديسمبر الماضي، ورغم استغاثاتنا، إلا أن الوضع يزداد سوءا».

«الحل الوحيد أن نترك أبناءنا الرضع أمام باب وزارة الصحة»..  كلمات عبرت بها رجاء مجدي، أم طفلة تبلغ من العمر عاما، عن مأساتها جراء أزمة لبن الأطفال، متابعة: «كنا نأمل بنظرة عطف من المسئولين على أطفال أبرياء لم يقترفوا أي ذنب».

وأضافت : «الحصول على علبة لبن الأطفال، أصبح أمنية كل أب وأم، والفترة الماضية شهدت الكثير من المآسي؛ من خلال نقص اللبن بالصيدليات التى نتردد عليها، فأحيانا نجد عبوة، وأحيانا لا نجد، وفي النهاية تقرر الحكومة رفع أسعار اللبن المدعم»،

وقالت : «الأمر مؤسف، ويجب حل الأزمة وعدم رفع أسعار اللبن؛ لأن الأهالي لم يعد لديهم إمكانيات لذلك».

وعن أزمة نقص وزيادة أسعار لبن الأطفال، أكد هيثم راضي، صيدلي ، أن الأزمة قائمة منذ فترة طويلة، قائلا: «حذرنا عدة مرات من نقص كميات لبن الأطفال، التي وصلت إلى أربع علب لكل صيدلية فقط، ما جعلهم في حيرة توزيع اللبن على المستحقين»، مؤكدا أن زيادة أسعار اللبن المدعم سوف تحدث كارثة خلال الفترة المقبلة، خاصة بين الأهالي ممن ليس لديهم أي استعداد لتحمل أي أعباء إضافية.

وأشار راضي إلى أن بعض الأهالي يتوجهون إلى الصيدليات من أجل شراء لبن لأطفالهم، ويفاجأون بأن الصيدلي يقسّم العلبة الواحدة في أكياس حتى يستطيع سد احتياجات الجميع، دون الحصول على مقابل مادي