كتبت – عايدة رضوان
عبد العزيز ميكوي.. موهبة سطع نجمها في سماء فن السبعينيات، ورغم ماض حفل بالشهرة والنجاح إلا أن النهاية لم تُقترن بالبداية، فقد سقط النجم عقب رحلة بين السينما والتليفزيون، قدم خلالها أدوارًا كفلت تخليد ذكراه بعد أن تخلى عنه كل من عرفوه ليبقى شريدًا وحيدًا، وتصدرت مواقع التواصل الاجتماعي صوره مشردًا بعد أن تصدرتها أفيشات الأفلام.
ورحل عن عالمنا «مكيوي» تاركًا كل هذا، وتُوفي بطل «القاهرة30»، عن عمرٍ يناهز 82عامًا عقب رحلة أدركها الشقاء وأنهاها القدر.
ولد عبد العزيز ميكوي، في الـ 29 من يناير عام 1934م، واسمه بالكامل هو محمد عبد العزيز أحمد شحاتة، حصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1954م، ونال عضوية نقابة المهن التمثيلية.
اشتهر “ميكوي”، منذ وقوفه أمام الفنانة الراحلة سعاد حسني، في رائعة المخرج صلاح أبو سيف “القاهرة 30″، ورغم أنه بدأ بداية فنية قوية إلا أن الحظ لم يكن حليفه، فـظل دوره في “القاهرة 30″ الحافظ الأشهر لذكراه عند المشاهدين.
شارك “ميكوي”، في أكثر من عمل فني، منهم:” مسلسل “أوراق مصرية” 2003م، و”القاهرة 30″”، بالإضافة إلى “لا وقت للحب” عام 1963م، و”لا تطفئ الشمس” عام 1961م، و من أبرز أعماله التلفزيونية دور “الأُستاذ رؤوف”، في خُماسية “الساقية”، للكاتب الكبير الراحل سعد الدين وهبة.
«ميكوي الفنان الشريد»
بين ماض حافل بالشهرة والطموح وغيب مجهول، لم يتخيل عبد العزيز ميكوي، الفنان المثقف الذي يتحدث اللغة الإنجليزية والفرنسية والروسية بطلاقة، أن يجد نفسه مهملًا يعيش في الشارع بعد أن تخلى عنه أهله ومعارفه وأصدقاءه، ليفترش الأرض، ويعيش حياة المشردين في شوارع مدينة الإسكندرية الغريبة عنه، حيث يعيش على الرصيف بجوار إحدى المقاهي الشعبية في حي المنشية، متخذًا الأرض سريرًا والحذاء وسادة، والهواء الطلق غطاء.
ورغم سوء الوضع وتدني الظروف المعيشية، إلا أنه “ميكوي” كان صاحب نفس عزيزة، فقد رفض كثيرًا أن يمد يده، ويطلب العون من أحد، إلا بعد أن تعرض لحادث سيارة، وأصيب في ساقه بكسر لم يشفَ منه بشكلٍ كامل، وجعله يسير على كرسي متحرك، وذلك حسبما قال عمرو الجمال، أحمد رواد المقهى .
«ميكوي» بين رواد “الفيس بوك” والنقابة
في عام 2013م، تداول عددًا من النشطاء ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لـ”ميكوي”، في حالة بائسة ومثيرة للشفقة، حيث كان يعيش في الشارع، ويتحرك على كرسي متحرك، ما أثار حالة من الغضب والشفقة لما وصل إليه عبد العزيز ميكوي، الذي يجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية بطلاقة، فضلًا عن مشاركته في العديد من الأفلام الهامة.
لتبدأ الاتهامات فيما بين النشطاء ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ومسئولي نقابة المهن التمثيلية، فانتقد الفنان سامح الصريطي، نشر صوره، وأشار إلى أن البعض استغل صورًا قديمة له، سبق وأن نشرت قبل عام 2011م، وأعادوا نشرها على صفحات “فيس بوك”، بهدف توجيه النقد للنقابة لتخليها عنه، حسب ما صرح “الصريطي”، كما أعلن “الصريطى”،عن أن الفنان عبد العزيز ميكوي يتلقى العلاج عن طريق نقابة المهن التمثيلية على نفقة القوات المسلحة فى إحدى مستشفياتها الكبرى.
وسبق أن أكد سكرتير عام نقابة المهن التمثيلية محمد أبو داود وقتها، أن نقابة المهن التمثيلية لا تهمل أحدًا من أعضائها إذ إنها لم تهمل الفنان عبد العزيز ميكوي، مشيرًا إلى أنها حصلت على قرار بعلاجه على نفقة القوات المسلحة مجانًا.
وتابع ” أبو داوود “: “بالفعل دخل الفنان مستشفى للعلاج على نفقة القوات المسلحة إلا أنه خرج منها بإرادته بعد أن أكدت التقارير الطبية سلامته”.
وأضاف سكرتير عام نقابة المهن التمثيلية، أن الفنان أشرف عبد الغفور، نقيب المهن التمثيلية وقتها، قرر علاج الفنان عبد العزيز ميكوي على نفقة النقابة، وذلك بعد أن تأكد أنه يعاني من أمراض نفسية.
«الصدفة وأبطال القاهرة30»
جمع القدر بين بطلي القاهرة30 للمرة الثانية، حين رحل عنا الفنان عبد العزيز ميكوي، عقب الفنان حمدي أحمد، الشهير بـ”محجوب عبدالدايم”.
وافت “ميكوي” المنية بإحدى دور المسنين الكائنة بمصر الجديدة، وقال الفنان سامح الصريطي، عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه قد تم التواصل مع ابن شقيق “ميكوي”، لإنهاء كافة التفاصيل المتعلقة بالوفاة”، موضحًا أنه يتم حاليًا تحديد ميعاد صلاة الجنازة ومكان تلقي العزاء”.